وفي اللقاء الذي حضره نائبي رئيس الوزراء لشؤون لأمن والدفاع اللواء جلال الرويشان والخدمات محمود الجنيد ونائب رئيس الوزراء وزير المالية الدكتور حسين مقبولي، جرى مناقشة جوانب الدعم الإنساني السويسري للشعب اليمني في محنته الراهنة وأولوياته المقبلة، بخلاف المساهمة السويسرية في الدفع بالجهود القائمة نحو السلام المشرف للشعب اليمني وإنهاء محنته الراهنة.
واستعرض اللقاء الذي حضره وزراء حقوق الإنسان عليا فيصل عبداللطيف والدولة عبدالعزيز البكير ورضية محمد عبدالله والاتصالات وتقنية المعلومات المهندس مسفر النمير، طبيعة التحديات الإنسانية والمأساة الكبيرة التي يمر بها الشعب اليمني بفعل العدوان السعودي الإماراتي وحصاره الشامل لأكثر من ثلاث سنوات، وما أفرزه من تحديات وتداعيات كبيرة على مختلف القطاعات الخدمية الأساسية والمرتبطة بشكل مباشر بحياة المواطنين اليومية.
وتطرق اللقاء إلى آثار الحصار وإغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية من قبل تحالف العدوان باستثناء الفتح الجزائي لميناء الحديدة وكذا قرار نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن ، على الوضعين الاقتصادي والخدمي وقدرات الحكومة في الوفاء بالتزاماتها وفي المقدمة مرتبات الموظفين، علاوة على تناول الأوضاع بالمحافظات المحتلة وكذا آثار استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي على شريحة المرضى ومن تستدعي ظروفهم السفر لأسباب إنسانية.
ورحب رئيس الوزراء بالوفد السويسري في زيارته الحالية التي تأتي في ظل ما يعانيه الشعب اليمني من مأساة بسبب العدوان والحصار .. لافتا إلى أن العدوان دمر كل مقومات الوطن وبناه التحتية ولم تسلم حتى المستشفيات والمدارس والجامعات من خطته التدميرية.
وأكد أن من صنع مأساة الشعب اليمني الكبيرة هما النظامان السعودي والإماراتي بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.
وأشاد الدكتور بن حبتور بالدور الإنساني للأمم المتحدة وبقية المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات لأكثر من سبعة ملايين شخص، وتسهم في التخفيف من المأساة الشديدة .
واعتبر أن الحل الأمثل لهذه المأساة يكمن عبر الحل السياسي وما عدا ذلك هو إمعان في تأجيجها وزيادة الحالة الإنسانية قتامة .. وقال ” نحن مؤمنين بعدالة قضيتنا ولكننا في الوقت ذاته نبحث عن السلام القائم على احترام حقوق شعبنا “.
وأضاف ” ينشد شعبنا اليمني من قوى السلام والرأي العام العالمي المحايد الذي تعد سويسرا إحداها القيام بدورها في الدفع باتجاه السلام لأن ذلك يساعد اليمنيين على التخلص من المشكلات الإنسانية التي يعاني منها أكثر من ٨٢ بالمائة من السكان “.. مثمنا الجهود التي بذلتها سويسرا في إطار الإعداد والاستضافة لمؤتمر المانحين حول اليمن الذي عقد مؤخرا.
ودعا رئيس الوزراء الحكومة السويسرية إلى إعادة فتح مكتبها التنموي في العاصمة صنعاء في ظل ما تنعم به من أجواء الأمن والاستقرار اللازمين لمعاودة نشاطه .
بدوره أكد المسئول السويسري التزام حكومة بلاده بدعم اليمن سواء في الجوانب الإنسانية أو الدفع نحو السلام .. معربا عن ارتياح بلاده لزيارة المبعوث الأممي الجديد غريفت، مؤخرا إلى العاصمة صنعاء .
وقال ” نهتم كثيرا أن نساعد الشعب اليمني الغني كثيرا بتراثه وثقافته وحضارته العريقة في محنته الراهنة ومستعدين للعمل بالدفع في تجاه تحقيق السلام “.
وأوضح طبيعة زيارته الراهنة والتي جاءت للوقوف على سير النشاط الإنساني الذي تموله الحكومة السويسرية وللقاء بالمسئولين في مختلف المستويات القيادية والشركاء في المنظومة الإنسانية .. متمنياً للشعب اليمني الخروج من محنته الراهنة في القريب العاجل.
سبأ