فارس السراجي
يقول الله تعالى”0إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) صدق الله العظيم .الآيات من (6)حتى (16) من سورة البقرة :
وهكذا – يا أخي في العروبة والإسلام – نقول لك – هذا هو منطق القرآن الكريم الذي قال الله تعالى بخصوصه ” وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ” (105) من سورة الإسراء وقوله تعالى “لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ” الآية (42) من سورة فصلت نعم نقول لك هذا هو منطق القرآن بخصوص الكفر والكافرين والنفاق والمنافقين , وكما نصت عليه الآيات القرآنية المحكمة التي افتتحنا بها هذا البحث الخاص بالكفر والكافرين والنفاق والمنافقين , وموقفهما الموحد من الإيمان والمؤمنين والإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان ووقت وأوان أخي في العروبة والإسلام – إذا ما قرأت القرآن الكريم كله ومن أوله إلى آخره وأمعنت النظر فيه وتفهمت مقاصده وأهدافه ومراميه فسوف تتوصل إلى – معرفة جميع معانيه التي لها صلة مباشرة وغير مباشرة بجميع شؤون حياتك الدينية والدنيوية والآخروية بوحه عام وبايمانك وإسلامك واخلاقك وكرامتك المعتدى عليها من قبل أعدائك وأعداء دينك وأخلاقك وحريتك وكرامتك التاريخيين الكفرة والمنافقين بوجه خاص :-
وإذا علمت ذلك – عرفت معرفة تامة ومؤكدة أن الكفر والنفاق (أخوان توأمان بعضهما من بعض يجمعهما – قاسم مشترك وهو .
ان الكفر نوعان وكالآتي :
النوع الأول :-
1 – الكفر الصريح البين والواضح وضوح الشمس في رابعة النهار وهذا النوع معروف تمام المعرفة لدى الخاصة والعامة من المؤمنين بالله وملأئكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .
النوع الثاني :-
2 – الكفر النفاق , وهو النوع الذي يتظاهر صاحبه بالإيمان والإسلام من خلال تقمصه لعباءة الإيمان والإسلام فهو وكما قال الله تعالى في الآية رقم (14) من سورة البقرة (2وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) وإن من يقرا القرآن الكريم ويمعن النظر فيه وفي دلالات آياته ومقاصده وأهدافه ومراميه ويحدث من صراع دام مرير مستمربين (الحق والباطل ) المتمثلان في : الإيمان والإسلام من جهة – وفي –الكفر والنفاق – من جهة أخرى .
في كل زمان ومكان ووقت وأوان وبعبارة أخرى منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وبصورة أدق – منذ أن خلق الله آدم أبا البشر ورشحه بل واختاره ليكون خليفة له سبحانه وتعالى في الأرض وإعلامه عز وجل ومكلائكته بذلك بقوله:” إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ” صدق الله العظيم الآيات من رقم ( -30 36) من سورة البقرة.
هذا هو القرآن الكريم يا أخي في العروبة والإسلام- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والذي قال الله سبحانه وتعالى أيضا في وصفه (بالحق أن أنزلناه وبالحق نزل” وأنك إذا ما قرأته جيدا وتتبعت من خلال آياته المحكمات الأحداث والصراعات التي جرت ولا تزال تجري- بين الحق والباطل أو الخير والشر منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وبالتحديد منذ أن خلق الله آدم أبا البشر وحتى اليوم فسوف تجد أو تعرف تمام المعرفة وتعلم علم اليقين أن الصراع بين الحق والباطل قديم وسوف يستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها وأن الكفر والكافرين والنفاق والمنافقين هما أساسا ومصدرا الصراع بين الحق والباطل أو الخير والشر واستنادا منا إلى ذلك اخترنا أن يكون هذا البحث “بعنوان” الكفر والنفاق أخوان توأمان” وما أحسن وأروع وأصدق من قال في ذلك شعراً وكالآتي:
فللخير أهل يعرفون بهديهم
إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع
وللشر أهل يعرفون بشكلهم
تشير إليهم بالفجور الأصابع
هذا وبالنظر والتقييم لكل من الإيمان والإسلام من جهة والكفر والنفاق من جهة أخرى ووضع كل منهما على حدة وخاصة في عصرنا الحاضر وعلى ضوء الأحداث والأوضاع المستجدة التي يعيشها العالم اليوم بوجه عام وتعيشها أمتنا العربية المسلمة اليوم مع بقية أو سائر الأمم الأخرى في العالم بوجه خاص نجد أن الكفر والنفاق قد تحالفا وتعاقدا واجمعا على القيام بعمل مشترك منسق فيما بينهما وضمن جبهة واحدة وذلك لشن حرب عدوانية عسكرية وسياسية وإعلامية واقتصادية يهودية صهيونية وصليبية أمريكية ظالمة على العروبة والإسلام تحت غطاء ما يسمونه بـ”الحرب ضد الإرهاب” ودون تفريق أو تمييز بين العروبة والإسلام وبين ما يسمونه إرهابا إذ الكل في نظرهم عدو لهم ولا فرق عندهم بين هذا وذاك الأمر الذي يجعلنا نشد أنظارنا وبإيمان عميق نحو قوله الله تعالى في كتابه العزيز (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ) وقوله تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) وقوله عز من قائل (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) هذا ما استلهمناه ويتستلهمه كل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من الزيغ والهوى وفي الختام نقول لك أيها القارئ الكريم لهذا (البحث) إليك المزيد من النصوص القرآنية الخاصة- بالنفاق والمنافقين والروابط التي تربطهم بالكفر والكافرين وكالآتي:
(وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) الآية (117) من سورة آل عمران (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) الآيات (139-140) من سورة المائدة هذا وتتمة لهذا البحث الخاص( بالكفر والنفاق) واستكمالا للفائدة وزيادة في الإيضاح لصورتيهما وكما عبر عنها ورسمها لنا الله تعالى في سورة خاصة بعنوان “سورة المنافقون” فقد احببنا أن نختتم بها “بحثنا هذا” في هذه العجالة وكما قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم “إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ4/وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6)هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ” الآيات من (1) حتى (8) من سورة المنافقون.
هذا ما يسر الله لنا أن نتناوله ونورده في هذا البحث وفي هذه العجالة بالذات وفي الختام نتوجه بالدعاء إلى الله تعالى بما علمنا وأمرنا أن ندعوه به في قوله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) آل عمران 8 (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة 201 صدق الله العظيم وصدق رسوله النبي الكريم فيما بلغنا به عن ربه من الآيات والذكر الحكيم وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل فهو نعم المولى ونعم النصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.