حـجّ يـا حـج
أشواق مهدي دومان
نعم : كالحجّ الأكبر كان عنفوان حشد هذا اليوم الملاييني،عندما تدافقت الجموع ،كنّا في أماكننا نرى رؤية واحدة أو كما يقال : ” رأس واحد”،ليتحفنا بفخامة لغته ،ورشاقة حرفه ،وجهوريّة صوته أمير شعراء الثّورة السّبتمبريّة/ معاذ اليمن ،لنصغي بعدها لحروف رئيسنا / صالح الصّمّاد ،بصدق توجّهاته وهو من مدرسة رجال الله لم يزل ، لتنتهي الفعالية فنهمّ بالمغادرة ، و الخروج من ساحاتنا و صدورنا مُثْلجَة، تغمرنا نشوة نصر ،نشوة تلبية وطننا المعلنة عل? لسان قائدنا الهمام الذي رأينا صواريخ رجاله ( تدكّ معاقل رمز العدوان في عقرها ) في ابتسامته التي نؤمن بأنّها وعد حبيب لشعبه،و وعيد عل? أعداء شعبه ،و قلتها لأحبتي مؤمنة ( وهم كذلك مؤمنون ) ،
و قد اشرأبّت أعناقنا ( جميعا) حين رؤيته بدرا ينير شاشات التّلفزة،فرأينا في ابتسامته( وهو الذي لا يكلّم إلّا حين يبتسم ) نصرا ووعدا صادقا ،وكلمة تعانق السّماء،
و حقيقة وبالله اليمين رأينا بارق الباليستيهات في بريق عينيه الطّاهرتين قبل أن تُطلق نحو قواعد بني سعود وقد اطمأنّنا لها وقد أكمل كلمته الشّريفة ،ثم عاد للقول :
“قادمون في العام الرّابع “،و ألمح لصواريخ ومنظومات بدريّة يمانيّة تزاحم شهب السّماء لتطارد شياطين الحجاز و من خلفهم ،فتحرقهم ، فنذكر قولته في العام السّابق :
“قادمون في العام الثالث ” ،وكان قوله : ثبات وانتصار ،
و قد زدنا يقينا بأنّه سيّد نصر هذا الزّمان ،
و كأنّ سيّدي / عبد الملك هو فرحة قلوبنا نحن ـ المستضعفين ـ،كأنّه و رجاله بأسنا و شدّتنا و قوّتنا و تبتلاتنا الرّوحيّة لله بالنّصر المؤزر،وهو فجر يوم العيد ،و نسيم سحره قد هبّت فبلسمت جراحنا في أرواحنا المكلومة ، ولتباشير العيد تدافقنا سيولا من كلّ فجّ عميق ،فتراءت لنا الكعبة نحجّ إليها ونطوف ونسعى فلم يفسّر جمعنا في حبّ يمننا والتفافنا حول قائدنا ولا يشبهه في أرواحنا سوى ذلك الأمل العظيم الذي به يكتمل أداؤنا لأركان الإسلام ،فقد استطعنا أن نخرج للاحتفال بصمودنا وثباتنا وصبرنا وشموخنا برجالنا الذين عجزت نساء الكون أن تأتي بمثل واحد منهم…
حججنا وسعينا ،نعم : ومن مشهد يشبه مشهد الحجّ تزاحمنا عند الخروج ،وقلوبنا كزهور ربيع متفتحة بالزّهو والفرح لهذا الاعتصام ولا زالت صورة الحجّ في عينيّ المشتاقة لكعبة إبراهيم حنيفا ،والتي لم أزرها ولكنّي زرتها في روحي فالرّوح تزور من تعشق دون مشقّة للجسد ،
و إحدى الحاجّات ( الأخوات) توكزني دون قصد، و لكنّها الزّحمة فأبتسم لها ،و قد اعتذرتْ لأقول لها :
” حــِج يــا حــج” .
وكان يوم : 26 /3 /2018م
يوماً من أجمل أيّام حياتي ،ولن أنساه ما حييت ،
فالسّلام لمن حجّ فيه.