معاناة أبناء المحافظات الجنوبية.. إلى متى؟!
محمد صالح حاتم
أوضاع صعبة يعيشها شعبنا اليمني جراء الحرب والعدوان والحصار الذي يفرضه علينا تحالف قوى العدوان منذ ثلاثة سنوات بقيادة مملكة بني سعود ،وتسببه في حدوث أسوأ كارثة إنسانية في العالم حسب تقارير منظمات الأمم المتحدة، فهذا العدوان خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من المدنيين ،وفقدان ملايين العمال لأعمالهم ، والموظفين مرتباتهم, ومصدر دخلهم الوحيد،وكذلك انتشار الأمراض المعدية ،بسبب انعدام الأدوية والمحاليل الطبية ومنع المرضى من السفر للعلاج في الخارج بسبب إغلاق تحالف العدوان للمطارات اليمنية وخاصة مطار صنعاء.
وهذا كله يحدث لليمن في ظل صمت وسكوت دولي، وموت للضمير الإنساني العالمي ،فشعبنا العظيم يتعرض لحرب إبادة جماعية ،حرب لم تقرها الأديان والشرائع السماوية أو الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية ،ورغم معاناة أبناء الشعب اليمني عموما ،جراء الحرب والعدوان والحصار الذي يفرضه علينا تحالف قوى العدوان منذ ثلاث سنوات، إلا أن أبناء المحافظات الجنوبية للأسف يعانون الأمرين معاناة الاحتلال والاضطهاد والتنكيل وانتهاك الأعراض والقتل والإرهاب،وكذلك معاناة الجوع وانعدام الخدمات وتكميم الأفواه.
هؤلاء المواطنون إخواننا, أبناء عدن وأبين ولحج والضالع وحضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى, علينا أن لا ننساهم،وان يكونوا حاضرين معنا في كل خططنا واستراتيجياتنا ومحافلنا وندواتنا وكتابتنا وإعلامنا خلال هذا العام، عام الردع والتحرر والبناء،وان لايكونوا بعيدين هم ومعاناتهم، فعلينا التحرك جميعا قيادة وشعبا وجيشا ولجانا شعبية لتحرير هذه المحافظات من براثن الاحتلال السعواماراتي ،الذي يعبث بمقدرات هذه المحافظات،وينهب ثرواتها،ويدمر تاريخها وتراثها الحضاري .
تحرير هذه المحافظات ليست مسؤولية أبنائها فقط بل مسؤوليتنا جميعا, فأبناء هذه المحافظات ليسوا راضين عما يحدث في محافظاتهم ،ويتطلعون لليوم الذي سيتم فيه تحرير محافظاتهم وطرد المحتل منها،وهم على أهبة الاستعداد للتحرك في اي وقت للقتال ضد المحتل السعوامارتي ونيل الحرية متى ما دعتهم القيادة السياسية لذلك.
وكذلك هنالك الكثير والكثير من أبناء المحافظات الجنوبية الذين رفضوا العدوان والاحتلال ،وتركوا منازلهم وأسرهم وقراهم وهم اليوم بيننا في صنعاء عاصمة كل اليمنيين ،ولكن للأسف فإنهم يعانون كذلك الأمرين،وهو ابتعادهم عن أسرهم وقراهم،وعدم قدرتهم العودة إلى قراهم بسبب مواقفهم الوطنية الرافضة للعدوان واحتلال مدنهم،وكذلك معاناتهم الاقتصادية فأكثرهم لا يوجد معهم مصدر دخل غير المرتبات، في ظل عدم قدرة حكومة الإنقاذ على دفع المرتبات شهريا وبصورة مستمرة ،وهو ما زاد من معاناة هؤلاء ،فأصبح الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية مهددين بالطرد من ملاك البيوت لعدم قدرتهم على دفع الإيجارات لعدة شهور،وأصبحت حالتهم المعيشية صعبة جدا ،فلا سكن يؤويهم ولا مصدر دخل يسد رمق أسرهم،وذنبهم الوحيد أنهم وطنيون وحدويون شرفاء وأحرار.
اليوم ونحن ندشن العام الرابع من الصمود والتحدي،عام البناء المؤسسي والنصر والتحرر ، مطالبون بالعمل على تحرير هذه المحافظات من تحت الاحتلال السعواماراتي ،وان تبدأ حكومة الإنقاذ بإيجاد حلول عاجلة لأبناء هذه المحافظات الذين يسكنون في صنعاء،فوضعهم يختلف عن وضعنا جميعا في صنعاء أو عمران أو حجة أو ذمار أو الحديدة او إب أو صعدة ،فهم لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم في عدن وأبين وشبوه ولحج والضالع ،وإذا عادوا فإن مصيرهم هو التصفية الجسدية من قوات الاحتلال أو السجون السرية للأمارات،حتى وهم بيننا فإن بعضهم مهدد بالقتل والاغتيال من ” القاعدة” “وداعش” أذرع تحالف العدوان.
علينا حمايتهم وإيجاد مساكن آمنة لهم،وتوفير لقمة العيش لأسرهم ،وعلينا عدم تكرار أخطاء الماضي الذي تم فيه تهميش وإهمال الأصوات الوطنية الوحدوية من أبناء الجنوب وتمسكنا بأصحاب الأصوات المشروخة الذين كانوا يتغنون ليل نهار بالوطن والوطنية والوحدة ،وتم إعطاؤهم المناصب والبيوت والسيارات،لدرجة أنهم أصبحوا في هرم السلطة ،ولكن للأسف عندما حانت ساعة الصفر ونادى الوطن كل أبنائه الوطنيين الأحرار والشرفاء الوحدويين أن يقفوا في صف الوطن ،كانت هذه الشخصيات الجنوبية مع أقرانها من بقية محافظات اليمن هم من باعوا الوطن والوحدة،وفرطوا في السيادة الوطنية واليوم هم في فنادق الرياض باسم “الشرعية” ،شرعية الخيانة والعمالة والارتزاق .
الجنوب وأبناؤه جزء غالٍ لا يمكن تجاهله وتركه للمحتل ليعبث به وينتهك سيادتنا الوطنية ،ونحن إذا تركناه يحتل الجنوب،فنحن نساعده على تحقيق مخططاته من خلال النيل من الوحدة اليمنية ،وتقسيم اليمن إلى دويلات وكنتونات صغيرة, وهذا هدف من أهداف عدوانهم على اليمن .
وعاش اليمن حراً أبياً ،والخزي والعار للخونة والعملاء.