التعليم في اليمن.. إنجاز ات مميزة رغم الحصار والعدوان

معرض أقامته وزارة التربية يحكي آثار العدوان على قطاع التعليم

رئيس الوزراء:
صمود التربويين في جبهة التعليم لا يقل أهمية عن صمود المقاتلين في جبهات القتال
تربويون:
عمق الحضارة اليمنية وإرادة الإنسان مكنت العملية التعليمية من الاستمرار
وزير التربية والتعليم:
العدوان استهدف ألفين و641 مدرسة ومنشأة تعليمية بصورة عبثية وممنهجة
استطلاع/نجلاء علي
تدلف اليمن عامها الرابع بنفس العزيمة والاصرار على مواصلة التحدي في الجبهات وبنفس العزيمة القتالية التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية، التربويون في الجبهة التعليمية ورغم كل محاولات العدوان للاضرار بهذا الصرح الهام أظهروا تماسكاً وتحديا كبيراً أفشل كل مؤامرات العدوان.. وهذا ما عمل المعرض الفني لطلاب مدارس الجمهورية في الرابع والعشرين من شهر مارس2018م، على تجسيده والذي استمر لمدة أسبوع تحت شعار (ثلاثة أعوام من الصمود في وجه العدوان) تفاصيل أكثر عن المعرض وأسباب صمود التعليم في اليمن وغيره تجدونه في السياق التالي لنتابع:
للعدوان أهداف وغايات على رأسها تدمير التعليم في اليمن والسعي لإعاقته وشل نشاطه هذا ما أكد عليه معالي رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وأضاف: الرسالة التي يحملها التربويون لها أهميتها الاستثنائية بكل المعايير ونشكرهم على تنظيم مثل هذه الفعاليات وما رافقها من أعمال إبداعية للطلاب والطالبات الذين كانوا وما زالوا جزءاً لا يتجزأ من مواجهة العدوان.
وفي ذات السياق استهل بن حبتور في كلمته التي ألقاها بالمعرض الذي أقامته وزارة التربية والتعليم.. بحث جميع الجهات المختصة على توعية الطلاب بحقيقة العدوان وأهدافه وتحصينهم من المفاهيم المضللة التي يستخدمها العدوان ومرتزقته مبيناً أن العدوان يسعى لتزييف الحقائق وقلب المواقع وترسيخ مفاهيم تخدم أهدافه الخاصة التي تسعى لشرعنة عدوانه.
ولم يتسن معالي رئيس الوزراء في هذه المناسبة عن التطرق إلى زيادة المبعوث الأمم الجديد للعاصمة صنعاء معبراً عن تطلعه لتفهم المبعوث الأمم لحقيقة ما تتعرض له الجمهورية اليمنية من عدوان سافر وانتهاك لسيادتها مؤكداً أن التدخل الخارجي وحده من أوصل اليمنيين إلى أكبر مأساة إنسانية على مستوى العالم.
ثبات وصمود
حجم الأضرار التي لحقت بالتعليم في اليمن كبيرة فقد تضررت 2641 مدرسة ومنشأة تعليمية منها 293 تم تدميرها كليا وهذا ما رأيناه بأم أعيننا من خلال الصور الفوتوغرافية والرسوم التشكيلية والمجسمات التي صنعها أبناؤنا الطلبة في هذا المعرض بهذه الكلمات التي أوضحت حجم الاضرار التي تجرعها القطاع التعليمي باليمن حسبما أوضح وزير التربية والتعليم/ يحيى بدر الدين الحوثي في حديثه عن المعرض الفني وللطلاب، كما ثمن وزير التربية والتعليم الثبات والصمود الذي قدمه التربويون والطلبة رغم الظروف الاستثنائية الصعبة جراء العدوان والحصار الذي دخل عامه الرابع توالياً.
ومن جانبه أكد نائب وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي على أهمية الفعاليات الطلابية التي تعكس حجم الأضرار التي ألحقها العدوان على القطاع التعليمي جراء استمراره في استهداف المنشآت التعليمية بشكل مباشر.
فيما أوضح مستشار الوزارة رئيس اللجنة التحضيرية لتنفيذ الفعاليات عبدالله النعمي أن المعرض تضمن صوراً للمنشآت التعليمية المدمرة على مستوى المحافظات وعرض مجسمات عن البيئة المحلية بمشاركة طلاب المحافظات تترجم حجم الأضرار النفسية والمعنوية التي لحقت بالمؤسسة التعليمية وفيلم وثائقي يوضح بالصوت والصورة جرائم العدوان على مستوى المؤسسة التعليمية والقصف المباشر عليها وأن الفعاليات تتضمن اصدار كتاب يوثق حجم الدمار الذي لحق بقطاع التربية والتعليم بالأرقام والاحصائيات والخرائط لمختلف المحافظات.
سنوات من الصمود
مرت ثلاثة أعوام من العدوان على الشعب اليمني والعملية التعليمية التي استهدفها العدوان دون أن يثنيها عن الاستمرار في تقديم رسالتها، هذا ما استهل به حديثه الأستاذ عبدالسلام الطالبي – مدير عام التعليم الأهلي والخاص، والذي ثمن فيه دور الكادر التربوي بكل فئاته في مواجهة العدوان كما اثنى على مثل هذه الفعاليات التي طالب بأن تكون متواجدة في كل المدارس سواء الحكومية أو الأهلية لنثبت أننا صامدون ونفضح جرائم العدوان.
وفي ذات السياق أكد مدير عام الشؤون القانونية بوزارة التربية والتعليم الاستاذ عبدالوهاب الخيل على أهمية الصمود واستمراره في إنجاح العملية التعليمية والسعي الجاد لإفشال محاولات العدوان المستمرة لإيقاف عجلة التعليم من خلال استهداف المنشآت التعليمية الخاصة بجيل المستقبل.
جرائم بالأرقام
بلغة الأرقام لدينا (2641 منشأة تعليمية وتربوية) شاملة المدارس ومكاتب التربية ومعاهد وتدريب المعلمين والنقابات التربوية هي إجمالي ما استهدفه العدوان منذ أولى غاراته في 26 مارس 2015م وحتى 2018م منها (293) منشأة تعليمية وتربوية تم تدميرها كلياً فيما دمرت (2348) دماراً جزئياً ، أما ما تم تدميره بسبب غارات العدوان وعبث مرتزقته فعددها (1761) أما المدارس التي تضررت بسبب استخدامها كمقرات ايواء ومساكن للنازحين الذين دمرت منازلهم بفعل الغارات الجوية فبلغ عددها (880) منشأة تعليمية.
قناعة مشتركة
نحن بدورنا كمعلمين سوف نصمد ليس ثلاثة أعوام فقط وإنما ألف عام، بهذه العزيمة العالية أكدت أمة الملك الذارحي معلمة في التعليم الفني، مؤكدة على أهمية الصمود كون استمرار التعليم بالمدارس أو المعاهد التابعة للتعليم الفني يثبت مدى قوتنا كون العدوان الغاشم قد استهدف مدارسنا بصورة بشعة وهدم عدداً كبيراً من المدارس في مختلف المحافظات وقتل عدداً من الطلبة والمعلمين أثناء تأديتهم لرسالتهم التعليمية ورغم هذا كله إلا أن الشعب اليمني صامد ولا يزال يتعلم ويذهب للمدارس بإصرار وعزم وبدون خوف من طائرات أو تفجيرات أو هجوم على مدارس.
مدير المدرسة الوطنية ايوب الحائر يؤكد أن العملية التعليمية التربوية مسؤولية الجميع والحفاظ على أبنائنا وتعزيز وغرس حب الوطن في نفوسهم مسؤولية الجميع سواء في المجال التربوي أو على المستوى العام ويجب أن نساهم جميعاً في الدفاع عن بلادنا وتعليم أبنائنا ودفعهم للمدارس في كافة الظروف وتحت أي ظرف فالتعليم ضرورة ملحة لإنشاء جيل متعلم يواجه متطلبات العصر، ومشاركتنا في هذا المعرض ما هي إلا تعبير بسيط عن رفضنا للعدوان واستمرار أبنائنا في التعليم.
فيما يؤكد مدير مدارس مشاعل النور/علي علي حسين المعلم أن مشاركة طلابه في هذا المعرض ما هي إلا توجه رسالة إلى العالم وإلى المعتدون على بلادنا ظلماً بأن الشعب اليمني صامد، وأن العملية التعليمية سوف تستمر ولن تتوقف مهما حاول العدوان الغاشم استخدام سبل التدمير والتعجيز أمام طلابنا لإيقاف العملية التعليمية.
لم تختلف الأستاذة هيفاء الصادق – مديرة مدرسة التوحيد عن غيرها من المعلمين فقد أكدت صمودها قائلة: مهما حاول العدوان السعودي الغاشم إيقاف العملية التعليمية في بلادنا، لن يتمكن من ذلك، فبعزيمة الشعب ورغبة الطلاب وأولياء أمورهم في مواصلة التعليم وبإصرار التربويين من معلمين ومدراء مدارس وكذلك مختصين في الوزارة لن يتمكن العدوان الغاشم وبكل أساليبه العدوانية والوحشية من هدم المدارس وقتل الطلاب والجرائم اللا إنسانية التي يرتكبها في بلادنا لإيقاف التعليم لأن الشعب اليمني وخاصة العاملين في المجال التربوي الذين أثبتوا أن اصرارهم على مواصلة التعليم واتمام رسالتهم التعليمية رغم كل الصعوبات دليل على أن الشعب اليمني صامد ليس على مدى ثلاث سنوات فقط وإنما على مدى سنوات طوال حتى يتحقق لليمن النصر المبين على هذا العدوان الغاشم.

قد يعجبك ايضا