ما رأيته في السبعين
سعاد الشامي
رأيت في السبعين طوفاناً بشرياً لا مجال لإيقافه ولا سبيل لتغيير مساره ، أفواجه المتدفقة جرفت أحلام الواهمين بالعودة الى صنعاء على دبابات ودولارات وأحقاد وأطماع دول التحالف الشيطاني لمدة ثلاثة أعوام وألقت بها إلى غياهب اليأس ومزبلة الخزي والهزيمة .
رأيت في السبعين جبالا من رجال وسيولا من النساء ، وجميعهم لهم أرواح ثائرة جامحة صادقة تحلق في سماء الحرية ولهم عزائم لا ينطبق عليها قانون الانكسار تمتلك قدرة خارقة لتمزيق المخاوف من كل الجهات ومهارات اجتياز كل جسور الصعوبات والمعاناة لتصل إلى حيث العزة والشموخ والحياة الكريمة.
رأيت في السبعين لوحة فنية مذهلة عكست أصالة اليمنيين وعنادهم المحمود وشموخهم المعهود وعبرت عن موروثهم التاريخي والفكري والفني والثقافي وقد تنوعت فيهم الزوامل ودخلت عليهم القصائد معروضة أمام لوحة بشرية أخرى هي ثامن الدهشات ، في إعجازها روائع هُيئت وبنيت وطرزت وصممت بحرفية التاريخ وإبداع الانسان في شكل جذاب عابق الأطياف متنوع الفئات احتوى جميع مناطق اليمن.
رأيت في السبعين رئيسا حضوره يتألق بسناه الضوء وكلماته المحنكة الصادقة تردم شروخ القلوب المكلومة وترتق ثقوب الأرواح المفجوعة وترسم الابتسامة على شفاه شاخت حزنا و ألما وجورا وشبت كلماتها شموخا وعزا ومازالت كلمات الرئيس تبلسم أوجاع الوطن الجريح بمبادرة الحماية المتكاملة والبناء المستمر.
رأيت في السبعين فارس الشعراء وقد روض لغته الفريدة وحمل جعبته الأدبية وامتطى صهوة الكلمات يهاجم بانتفاضة الحرف الثائر مكامن الأعداء وسياط لسانه تجلد ظهورهم وتعري وقاحة أهدافهم وتؤجج في أرواحنا أعظم ملحمة للصمود.
رأيت في السبعين صورايخ باليستية أخرى تنطلق من حناجر ثورية تقذف بنيرانها مسامع الأعداء تقض مضاجعهم وتزلزل أفئدتهم وتشعل في صدورهم الرعب والخوف وتبتهل بنصر الله.
رأيت في السبعين علما واحدا ترفعه أياد موحدة معتزة بحمله صادقة في حمايتها للوطن والنظام الجمهوري غير قابلة للسقوط أو الارتزاق أوالمبايعة أو المقايضة تمسك بقوة بيمن مستقل ومستقر .
رأيت في السبعين نصراً آتياً يتلألأ كانعكاسه نور على وجوه الحاضرين ندخل عبره إلى حياة جديدة كل ما قبلها من آفات الوهن والهوان والتبعية والوصاية زائلة وما بعدها من مقومات القوة والعزة والكرامة والرخاء والتقدم والرقي سرمدية دائمة لا تزول.