أموال البترو/ دولار!!
عبدالله الأحمدي
كان الكثير من العرب والمسلمين يتأملون خيرا من الدول النفطية في السعودية والخليج بان ينالهم الخير من الثروات النفطية، أن تعود عليهم خيرا، ونفعا، بشكل استثمارات، أو حتى قروض ربوية تنهض بمجتمعاتهم الفقيرة، باعتبار أن هذه الثروة وما تدره من أموال هي ثروة العرب والمسلمين، ولكن خاب الظن، وتحولت هذه الأموال إلى كابوس مدمر ضد شعوب الأمتين العربية والإسلامية ليس فقط خارج السعودية والخليج، بل أن هذا الكابوس أصاب مواطني الدول النفطية نفسها.
مئات المليارات تذهب إلى أمريكا وبريطانيا يحملها التافه محمد بن سلمان من اجل أن ترضى عنه أمريكا والغرب المتوحش في زيارته للسعودية في مايو الماضي حصد ترامب أكثر من 500 مليار دولار، ولم يكفه ذلك فهو يريد المزيد هو يعتقد أن هؤلاء البدو لا يستحقون هذه الأموال، ويقولها صراحة : إنه لولا الحماية الأمريكية لهؤلاء البعران لما بقي لهم أثر، وعليه فإن على البعران أن يدفعوا الجزية أكثر لرعاة البقر، عن يد وهم صاغرون.
من شاهد ترامب وهو يعرض مبيعات السلاح للغر ابن سلمان بذلك الأسلوب المبتز والمهين تدخله الشفقة للموقف الذليل للبدوي ابن سلمان.
ترامب يطالب بالمزيد من الأموال هذه المرة مقابل صعود الدب الداشر إلى العرش البدوي، ويقول أن ما حصل عليه هو فتات لما بيد هؤلاء البدو. دفع الداشر في هذه الزيارة أكثر من 200 مليار، واوجد فرص عمل لأكثر من أربعة ملايين عاطل من الأمريكان، بينما هناك عشرات الملايين من العرب عاطلون عن العمل. ومازال التاجر المبتز ترامب يطالب بالمزيد.
السعودية عند ترامب هي زبون لديه أموال يجب أن تدفع المزيد، هي زبون وليست دولة وترامب تاجر يريد أن يبيع أكثر، ويبتز المشتري بالقوة.
خرس محمد بن سلمان أمام التاجر ترامب، ولم يجد ما يرد به على ذلك المحتال، غير أن يذكره أن المملكة تدفع للأمريكي منذ أكثر من ثمانين عاما. احد الكتاب قال : إن محمد بن سلمان يتعمد تهريب الأموال إلى أمريكا وبريطانيا، حتى إذا قامت ثورة على أسرة آل سعود يكون قد خزن الكثير من الأموال في الخارج كما فعل شاه إيران.
أموال البترول ارتدت دمارا وخرابا وقتلا على الأمة، من أفغانستان مرورا بسوريا والعراق وليبيا، وليس آخرا في العدوان على اليمن وقتل أطفاله ونسائه وشيوخه، وحصاره لما يزيد عن ثلاث سنوات.
أكثر من سبعين مليار دولار صرفها حكام الخليج والسعودية على حرب أفغانستان، ولو أنهم صرفوا نصف هذا المبلغ في التنمية لكانت تلك البلاد نهضت وتجنبت القتل والدمار، وأصبحت جنانا.
اليوم أفغانستان تحت الاحتلال الأمريكي، ولم نعد نسمع كلمة في أي مسجد، أو وسيلة إعلامية تذكر هذا الشعب الذي يرزح تحت الاحتلال الأمريكي.
في العدوان على اليمن تصرف السعودية ستة مليارات دولار شهريا على قتل الشعب اليمني، وحصاره وتجويعه، ولو أنها صرفت هذا المبلغ في العام الواحد من اجل تنمية هذا البلد، أو على الأقل كفت أذاها عنه لكنا بخير.
ثلاث سنوات من القتل والدمار، والحصار والتجويع، ومازال الدب الداشر محمد بن سلمان يدبر المكائد والمؤامرات على الشعب اليمني، ويكدس الأسلحة لإبادة اليمنيين.
أكثر من 145 ألف غارة جوية على منازل المواطنين، ومدارس الأطفال، والمشافي، والمآتم والأعراس والطرقات والمقابر، ومئات الآلاف من الضحايا في مجازر لا تعد ولا توصف.
مئات المليارات يعبث بها الحكام الخونة في الملاهي والمراقص والخمارات ونوادي القمار، والمخدرات والشعوب تعاني من التخلف والفقر، والأمية والتجهيل، وفوق ذاك لم تسلم الأمة من أذاهم، وما بقي من الثروات يذهب إلى دول الاستكبار، والبنوك الربوية والمواطن العروبي يمشي حافيا، وتفتك به الأمراض والأوبئة، والحروب والصراعات والإرهاب الممول من خزائن النفط.
حكام النفط هم لعبة بيد الاستعمار الأمريكي، يلعب بهم، وبالثروات النفطية كيفما يريد وما تجري من حروب وصراعات وتمزقات في المنطقة العربية والإسلامية هي لعبة أمريكية صهيونية يمولها البترو/ دولار في السعودية والخليج، فالسعودية وقطر والإمارات متورطة في تمويل الإرهاب والحروب والتجزئة ، والتآمر في طول وعرض المنطقة العربية، بل يمولون حروب أمريكا وإسرائيل، ويخوضونها بالوكالة عنهم، ليس برغبة منهم،بل بالإكراه لأنهم رضوا أن يكونوا خدما أذلاء لهكذا مخططات منذ أن صنعهم المستعمر، كاذناب، وأذيال ومؤخرات، وأحذية في المنطقة.
اليوم تجرهم أمريكا والصهيونية إلى حرب مع الجمهورية الإسلامية، وتفرغ خزائنهم من أجل أن تبيعهم أسلحة لتدمير المنطقة، وقتل شعوبها حماية للكيان الصهيوني، ومصالح الشركات الامبريالية العابرة للقارات.
وعلى ما يبدو فإن رعاة الإبل المتطاولين في البنيان يمارسون سفها لم يعرفه التاريخ، والمطلوب من شعوب الأمة، وخصوصا شعوب الخليج والجزيرة أما الثورة عليهم لتبديل هذه الأوضاع، أو على الأقل الحجر عليهم وهو أضعف الإيمان.