في الذكرى الثالثة من الصمود
اعداد وتقديم ورصد
مساعد/ ناطق الجيش واللجان عقيد/ عزيز راشد
مثلت الصواريخ اليمنية كابوساً مرعباً وخطراً مزعجاً ضد تحالف العدوان السعودي الأمريكي وغدت حديث المجتمع الدولي عقب استهداف أماكن حيوية في عواصم دول العدوان في الرياض وما بعد الرياض وصولاً الى ابوظبي وما بعد أبوظبي سيكون قادماً لامحالة طالما استمر العدوان في غيه يستهدف الأرض والانسان في اليمن وهذا حق مشروع.
ونؤكد للعدوان وللعالم اجمع ان بيان القوة الصاروخية اليمنية في هذه المناسبة يجب ان يؤخذ على محمل الجد وخصوصاً ان هذا البيان أتى بتجربة عملية ودشنت الذكرى الثالثة من الصمود بإزاحة الستار عن منظومة (بدر1) الجديدة التي استهدفت شركة أرامكو بنجران وهذا دليل ان لا حدود لإنتاج مزيد من الأجيال المتعددة من قوة الردع الصاروخية طالما استمر هذا العدوان على بلدنا.
فما كان يعتقده العدو في بداية التخطيط للعدوان على اليمن وما يمتلك من أدوات ووكلاء على الأرض اليمنية من تيارات وهابية ومشيخات وعسكريين وأحزاب انشأها منذ عقود من الزمن لمثل هذا اليوم هو كان مجرد وهم تبخر امام وعي الشعب اليمني، بالإضافة الى الدعم اللوجستي الأمريكي والغربي بشكل عام انه قادر على غزو اليمن واحتلاله خلال أسابيع.
لكنه بعد أربعين يوماً من العدوان استصرخ اسياده في البيت الأبيض عقب الرد اليمني الكاسح على الغطرسة السعودية التي ادعى ناطق العدوان بانه دمر السلاح الاستراتيجي للجيش اليمني وبنسبة 95% فاذا به يفاجأ بعمليات عسكرية خاطفة في العمق السعودي من دك واقتحام للمواقع العسكرية السعودية وتدمير للأليات ونسف الأبراج والرقابات واحراق مخازن الأسلحة واغتنام عتاد عسكري كبير واسقاط مئات المواقع وقتل وأسر المئات من الجنود السعوديين وعرضهم على وسائل الاعلام الحربي وهو الامر الذي أصاب النظام السعودي بهستيريا عسكرية في استهداف المدنيين اليمنيين مما تسبب في ادارج النظام السعودي على قائمة العار في قتل الأطفال وهناك نشاط غربي وعربي في ملاحقة النظام السعودي حالياً عبر محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات لأنه نظام لا يحترم قواعد واخلاقيات الحروب ولا يوجد لديه شرف في القتال.
وتسببت بما تسمى عاصفة الحزم الى نكسة عسكرية مدوية أطاحت بكبرياء وغرور العدوان وتلقى محطات مأساوية من الانهيار في المعنويات وفضح قدرات الجيش السعودي وحلفائه بأنها عبارة عن جيوش استعراضية لا تحمل عقيدة قتالية بقدر ما تحمل روح الانهزامية وضعف الشخصية بسبب سياسة أنظمة الحكم في تربية جيوشها على السمع والطاعة بطريقة مخالفة لقواعد بناء الشخصية العسكرية الإسلامية والقومية معتمدين على قاعدة أطع الأمير وإن قصم ظهرك وأخذ مالك ؟
ومن هذا المنطلق يقول وزير خارجية أمريكا الأسبق كولن بأول لقد نصحنا السعودية بعدم خوض هذه الحرب ولكنهم لم يستمعوا الى نصيحتنا وصدقوا الآخرين فإذا بهم بعد أربعين يوماً يستصرخوننا ويقولون انقذونا بالسلاح والمعلومات والخبراء والمستشارين العسكريين لمواجهة صواريخ الجيش اليمني والمساعدة على كشف أماكن تواجد تلك الصواريخ.
اذا النتيجة كانت مرة على العدو السعودي بخلاف ما كان يتوقع وهنا استصرخ الأمريكي بعدما ورطه في الحرب والعدوان على اليمن وجاءت مرحلة الابتزاز للسعودية في دفع مئات المليارات من قوت أبناء نجد والحجاز ومن دخل المقدسات الإسلامية العليا لشراء الأسلحة والتطبيع الكامل والعلني مع إسرائيل حتى ان النظام السعودي وصل به الحال الى تسخير الدين ورجال الدين والمقدسات الإسلامية لمصلحة أمريكا وإسرائيل والذي باتت السعودية تروض قادة عرب وفلسطينيين على القبول بما يسمى بصفقة القرن مع ترامب ونتنياهو من اجل ان تحقق ولو نصراً جزئياً في اليمن والشام.
لكننا نعدهم بأنه كلما هرولوا وقدموا التنازلات للأعداء كلما كان هناك في المقابل في محور المقاومة من يعد ويطور ويبتكر وينتج ويبني سلاح الإرادة والايمان وسلاح الردع والرعب فكانت الصواريخ اليمنية هي حجر الزاوية في إيصال الرعب والقلق الى عمق العدو الإسرائيلي والسعودي والامريكي معاً .
فالإسرائيلي على لسان رئيس وزرائه نتنياهو يعبر عن قلقة وخوفه الشديد من الصواريخ اليمنية .
والسعودية في منتصف العدوان بعد تكتم شديد أظهرت قلقها من الصواريخ اليمنية وقدمت شكوى الى مجلس الامن عبر مندوبها في الأمم المتحدة كما طلبت السعودية من ولد الشيخ في مفاوضات الكويت بوقف ضربات الصواريخ في العمق السعودي بالإضافة الى طلب عدم تصوير جنودها من قبل الاعلام الحربي اليمني ؟
وفي الأخير وبعد صبر طويل أبدت الولايات المتحدة قلقها من القدرات الصاروخية اليمنية بعد وصولها الرياض عبر تصريحات لقادة القوات المركزية الامريكية والذي قال بأن هذا الامر بات مقلقاً لان لدينا مائة الف جندي امريكي في شبه الجزيرة وعشرات القواعد العسكرية في المنطقة ستكون في خطر ولا بد من إيقاف تطوير مديات تلك الصواريخ .
اذاً نحن هنا نقدر ان نقول بأن الصبر الاستراتيجي اليمني وحرب النفس الطويل قد كشف وعرى الولايات المتحدة الامريكية بشكل واضح للعالم العربي والإسلامي بأن الحرب أمريكية وليست السعودية سوى أدوات تنفذ أوامر اسيادها على حساب الإسلام والعروبة والامن القومي العربي.
عويل سعودي وقلق إسرائيلي واستياء امريكي من الصواريخ اليمنية :
لأول مرة في تاريخ ظهور الصواريخ وصول صاروخ يمني الى أمريكا عبر السعودية لتقطع مسافة قدرها 6000 كيلو متر لتعرض تلك الصواريخ في جلسات مجلس الأمن والأمم المتحدة برعاية الأم نيكي هيلي التي تفننت في استعراض الصاروخ وكأنها خبيرة في شؤون الصواريخ كحالة من السذاجة التي وصلت اليها الإدارة الامريكية لكي تمرر رغبة السعودية بأنها صواريخ إيرانية ولكي تقول للمجتمع الدولي بأن السعودية لم تعد تحارب اليمن لوحده فقط وإنما هي إيران التي تزود الجيش اليمني بهذه الصواريخ كحالة من الاستكبار وعدم النزول من فوق الشجرة والاعتراف بالحقيقة انها تحاصر اليمن براً وبحراً وجواً ولا وجود لصواريخ إيرانية وانما لدى السعودية عقدة نقص من اليمنيين كحالة مرضية مزمنة لدى النظام السعودي التي تربى عليها منذ وصية المؤسس .
ومن خلال هذه المقدمة والتوضيح نستطيع أن نقول بأن الصواريخ اليمنية التي أصبحت تعرض على جلسات مجلس الأمن وتعقد جلسات دولية بشأنها وتنقل الى متاحف واشنطن حتى غدت مزاراً للباحثين العسكريين والصحافيين دليل بأن تلك الصواريخ مقلقة ولها اثرها النفسي والمعنوي والمادي على تحالف العدوان السعودي الأمريكي الذي بات يعرف مدى خطورتها على مستقبله في المنطقة .
وضعية القوة الصاروخية قبل العدوان :
كانت مستقرة رغم معارضة السعودية من امتلاكنا لهذه الصواريخ ويوجد لدينا اعداد كبيرة من الصواريخ البالستية الاسكود والتوشكا أرض جو وكذلك من صواريخ الدفاعات الجوية ارض جو الباتشورا والاستيرلا وراجمات الصواريخ المتعددة.
مراحل تخريب الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية :
خلال الأعوام 2011 ــ 2014 نجحت الرياض في إنهاك منظومة الدفاع الجوي وتنامت خلال تلك الفترة ظاهرة سقوط الطائرات الحربية في سماء العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في عمليات التدريب كذلك تكررت حوادث السقوط التي أدت إلى مقتل قرابة 16 طياراً حربياً و23 مدرباً وفنياً وملاحاً وتدمير 20 طائرة من نوع «سوخوي» الروسية الصنع وكذلك «ميغ ــ21»، فضلاً عن سقوط طائرة نقل عسكرية من طراز «أنتونوف» وسط سوق الحصبة المزدحم بالباعة والمتسوقين في صنعاء. مع ذلك، كان هناك من يبرر تلك الأحداث بخروج تلك الطائرات عن الخدمة بسبب تقادمها.
دور السعودية آنذاك:
تعرضت بعض الطائرات للتفجير في مرابضها إذ تم تفجير أربع طائرات عسكرية ثلاث منها في تشرين الأول 2011 داخل قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء فيما اتهم مجهولون بالوقوف وراء الحادثة.
بالتزامن مع التدمير المنهجي للقوات الجوية، تصاعدت الاغتيالات خلال الأعوام 2012 ــ 2014 بحق منتسبي القوات الجوية من ضباط وخبراء وتفجير الحافلات التابعة للقوات الجوية واصابة العديد منهم اكثر من مرة وامتدت إلى اختطاف خمسة من ضباط القوات الجوية المبتعثين للدراسة في «أكاديمية الأسد العسكرية» في حلب قبل عودتهم إلى البلاد، مروراً باقتحام وزارة الدفاع من قبل مجموعة من الارهابيين السعوديين.
وضعية القوة الصاروخية اثناء العدوان:
ظن العدو انه استهدفها ودمرها معتمداً على ادواته في الداخل من المرتزقة ولكن بحكمة وخبرة اللجان الشعبية وما اكتسبوه من اساليب التمويه الجيد اثناء المواجهات في الحرب السادسة مع العدو السعودي استطاعوا بالتعاون مع الجيش ان ينقلوا العديد منها وتمويهها في اماكن آمنة يصعب على العدو اكتشافها مع ان العدو قام بعدوان مباغت واستطاع من تدمير الرادارات المركزية وبقيت رادارات متنقلة بمديات متفاوتة استطاعت دائرة التصنيع الحربي من تطويرها بمديات ابعد في اكتشاف الطائرات والبارجات المعادية.
مراحل التطوير والإنتاج للصواريخ اليمنية:
ظن العدوان بانه سوف يعربد في اليمن ويكسب المعركة من خلال تفوقه التكنولوجي وفتح مخازن الاسلحة الامريكية والغربية على مصراعيها لتزويده بكل الانواع والاصناف الحديثة والمعاصرة ولم يفكر بأن الإرادة على القتال هي من تتغلب على التكنولوجيا.
وعندما وجه قائد الثورة السيد/ عبدالملك الحوثي باستخدام خيارات استراتيجية سخر العدو حينها فكانت المفاجآت تأتيه على التوالي من خلال تطوير القوة الصاروخية واستخدام حرب النفس الطويل والقيام بعمليات عسكرية في عمق العدو واسقاط خط الدفاع الأول في جبهة ما وراء الحدود
في البداية كان التطوير والإنتاج من خلال تجارب لصواريخ تكتيكية حيث اعلنت دائرة التصنيع الحربي انتاج اول ترسانة عسكرية صاروخية في 26 مايو 2015م كانت بدايتها صواريخ من طراز النجم الثاقب.
صاروخ (النجم الثاقب) بمدى 45 كيلومتراً بعد شهرين من إعلان العدوان وكأن له اثراً في دك تحصينات العدو.
صاروخ (النجم الثاقب2) بمدى ٧٥ كيلومترا ودخوله الخدمة في ٧يونيو ٢٠١٥م .
صاروخ من طراز الصرخة بمدى 17 كليومتراً.
صاروخ من طراز زلزال 1 وزلزال2 في 23 نوفمبر 2015م وقدرته التدميرية هائلة .
انجاز صاروخ باليستي من طراز زلزال 3 في ٨ يوليو ٢٠١٦م
وفي ٢٩سبتمبر ٢٠١٦م أعلنت وحدة القوة الصاروخية عن دخول صاروخ ” صمود” إلى خط المواجهة.
وفي نهاية العام دخلت منظومة متطورة كانت بداية تسارع التصنيع العسكري بشكل لافت وهام حيث تم انتاج منظومة قاهر1 وقاهر M2 بمديات 300 كيلومتر وهو دقيق في الإصابة حيث يصل نسبة الخطأ فيه ما بين 10-15 متر فقط ولذلك سمي هذا الصاروخ بالقناص الباليستي.
انتاج منظومة بركان 1 المدمر الذي أرعب النظام السعودي ووصل به الحال الى ادعاء ان هذا الصاروخ استهدف مكة المكرمة في وضعية هزيلة يريد منها استعطاف العالم الإسلامي.
انتاج منظومة رادعة من طراز بركان H2 الذي وصل الرياض وما بعد الرياض وأصاب قصر اليمامة حتى ان جسم هذا الصاروخ وصل الى واشنطن وعقدت جلسات اممية بشأنه وهذا فخر لانجازات الجيش واللجان وهو الذي ارعب العدو الأمريكي الأساسي وصرح بأن هذا التطور خطير.
10 – انتاج صاروخ كروز المجنح وهو الذي دك المفاعل النووي الاماراتي في ابوظبي منطقة براكة وهو الامر الذي أخر افتتاح المفاعل هذه الأيام مدعياً العدو الاماراتي بعدم القدرة على التشغيل حتى يتم التدريب على التشغيل ؟
11 – مؤخراً وما توصلت اليه وحدة التصنيع العسكري هو انتاج منظومة بدر1 التي تصل سرعتها الى 4.5 ماخ اي انها ستقطع مسافة 1224 كيلو متراً في الساعة وهذا انجاز كبير وهام جداً سوف يدخل في اتجاهات أخرى مستقبلاً .
آفاق تطورها المستقبلية:
مع تطوير مديات الصواريخ وتعديل نسبة الخطأ الى أدنى مستوى وإدخال منظومة طائرات بدون طيار وتحييد منظومات الباتريوت المعاصرة فمعنى ذلك مستقبلاً بأن دول العدوان ستكون في مرمى الصواريخ الباليستيه اليمنية كسلاح ردع وتوازن في الرعب بالإضافة الى مرحلة الدخول في تحييد المطارات السعودية عن الخدمة لأنها ستكون أهدافاً حيوية للقوة الصاروخية اليمنية وستكون كل القواعد المستحدثة في جزيرة ميون وسقطرة من قبل الاحتلال الأمريكي وأتباعه أهدافاً رئيسية.
أثرها على العدو :
لاشك بأن لها اثراً عسكرياً ومعنوياً واقتصادياً على العدوان والخوف سوف يكون ماثلاً بين صفوفهم وعدم الاستقرار ومغادرة رأس المال الأجنبي والمحلي داخل أراضي المعتدين ولقد بدا ذلك واضحاً من خلال الشكوى التي قدمها مندوب العدو السعودي في الأمم المتحدة بأن اكثر من 96 صاروخاً باليستياً استهدف أماكن حيوية سعودية.؟
فاذا كانت عدسة الاعلام الحربي تزعجهم فما بالك بالصواريخ الباليستية المطورة محلياً.
جملة الصواريخ التي أطلقاها الجيش واللجان :
نجاح القوة الصاروخية في اطلاق (147) صاروخاً باليستياً خلال 3 أعوام أي بمعدل (50) صاروخاً كل عام والقادم سيكون أدهى وأمر .
وفي الأخير :
نوجه التحية للجيش واللجان الشعبية وللشعب اليمني ونبارك لقائد الثورة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بهذه الذكرى الهامة كما هي للقيادة السياسية ولقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة بهذه الذكرى الثالثة من الصمود في وجهة اعتى عدوان في الوقت المعاصر.
وبفضل الله سوف نحتفل في العام الرابع بالنصر المبين وبالمفاجآت المرعبة ضد العدوان السعودي الأمريكي وخصوصاً مع تفكك دول تحالف العدوان وتساقط مرتزقة العدوان وتخبطهم وتقديم استقالاتهم كحالة من الفشل والهزيمة والإحباط نتيجة ان الغزاة لديهم مشاريع مع اسيادهم الامريكان والصهاينة وأول من يكتوي بنيران المحتل هم عملاؤه ولقد بات واضحاً من خلال الاحداث الجارية والانتصارات الحاصلة في الميدان للجيش واللجان.
وعليه : ندعو كافة المغرر بهم من الجيش اليمني الى سرعة العودة الى وحداتهم وسرعة المبادرة واستغلال الدعوة والعفو العام من قائد الثورة والقيادة السياسية فمواقعكم الحقيقية هي هنا وليست مع المحتل الذي لا يحترمكم ويعز علينا إهانتكم من قبل عدو تاريخي لليمن والأمة .