تقرير/ خالد النواري
على مدى ثلاثة أعوام من العدوان الغاشم الذي تقوده جارة السوء المملكة السعودية ، كان الشباب ولا زالوا ايقونة التحدي وعنوان الصمود والاستبسال أمام آلة القتل والتدمير الذي طال كل ساكن ومتحرك على الأرض اليمنية التي تخضبت بالدم الطاهر الذي تحول إلى حبر يحكي قصة شعب أسطوري تفوق على قوى الكبر والغطرسة.
جيل الحاضر وقادة المستقبل كانوا عند مستوى التحدي والاستشعار لحجم المسؤولية حينما حملوا على عاتقهم مهام الذود عن حياض الوطن فافترشوا الأرض والتحفوا السماء واتخذوا من الثكنات والثغور مسكناً لهم للتصدي لمخططات العدوان وتلقينهم دروساً في التضحية والفداء.
وكونهم الشريحة الأكبر حجما والأكثر سواداً في المجتمع فقد تسابقوا في مختلف ميادين الصمود سياسياً وعسكرياً وثقافياً ورياضياً واجتماعياً فتنوعت أنشطتهم التي صبت في مجملها ببوتقة واحدة عنوانها الالتفاف حول اليمن الواحد الذي تكالبت عليه قوى العدوان محاولة النيل من وحدته واستقراره ومكتسباته.
وفي ظل الإدراك والوعي بحجم المؤامرة التي أحيكت تحت جنح الظلام ومآلات العدوان الممنهج للوطن ومقدراته ، انبرى شباب الوطن ليشكلوا ملحمة وطنية للوقوف أمام هذه الهجمة البربرية الشرسة والتسابق في ميادين الجهاد والعلم والثقافة والرياضية للتأكيد على صوابية القضية وبطلان مشروع العدوان وأعوانه ومرتزقته.
وكان لسان حال أبناء الشعب وفق مقدمته الشباب والرياضيين (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا) ولن يسمح أحفاد قحطان بتنفيذ مآرب قوى العدوان وأجندتهم المشبوهة التي تهدف إلى لإركاع شعبنا العظيم ، وسيظل اليمن قوياً وموحدا وعصياً أمام كل المحاولات التي تستهدف أمنه واستقراره.
استهداف متعمد
وباستعراض أبرز المنشآت الرياضية التي طالها العدوان فقد دشن العدوان حربه على الملاعب في التاسع من إبريل 2015م وهي العمليات التي كشفت زيف ادعاءات العدوان السعودي الأمريكي وأكدت أن الهدف الحقيقي يتمثل في تدمير مقدرات الشعب من مؤسسات ومصانع ومستشفيات وطرق وجسور وملاعب وأندية رياضية ، حيث تم قصف استاد 22مايو الدولي بمديرية الشيخ عثمان بعدن وإلحاق أضرار بالغة بالملعب الذي كان يصنف كواحد من أجمل الملاعب اليمنية ويحتل مساحة كبيرة في ذاكرة الشباب والرياضيين باعتبار أنه احتضن منافسات بطولة خليجي التي أقيمت في بلادنا بمدينة عدن خلال الفترة (22 نوفمبر – 5 ديسمبر)2010م وبلغت تكلفة إعادة تأهيل الاستاد عشرة مليارات ريال.
وتواصلت عمليات استهداف المنشآت الرياضية بصورة غير مبررة من خلال قصف مقر نادي اليرموك الذي يخضع لعملية إعادة تأهيل وتدمير مقر نادي الصقر النموذجي بتعز وملعبه المعشب بالنجيل الصناعي وصالته الرياضية المغلقة ، وكذلك قصف ملعب 22مايو والصالة الرياضية بإب ، كما تم استهداف استاد الوحدة الدولي بأبين والذي تم تشييده بتكلفة 13 مليار ريال ضمن مشاريع بطولة خليجي 20 التي أقيمت في بلادنا عام 2010م واحتضن عدداً من مباريات البطولة.
كما طال العدوان ملعب الحبيشي بعدن الذي يعد أقدم الملاعب في الجزيرة العربية حيث تم تشييده عام 1905م في عهد الاستعمار البريطاني تحت مسمى الملعب البلدي ، بالإضافة إلى قصف ملعب معاوية بلحج وملعب الضالع الرئيسي وتضرر ملعب نادي وحدة صنعاء من القصف الذي طال عدداً من أحياء منطقة حدة والسبعين وعطان ، وقصف الصالة الدولية المغلقة بصنعاء والتي كانت تشكل درة المنشآت الرياضية في بلادنا ، بالإضافة إلى صالة كرة الطاولة والمسبح الأولمبي بمدينة الثورة الرياضية.
كما أقدم العدوان السعودي على قصف مبنى المركز الفني لكرة القدم الذي تم تشييده ضمن المرحلة الثانية من مشروع جول بتكلفة مليونين وخمسمائة ألف دولار وتمويل مشترك من الاتحاد الدولي لكرة القدم بمبلغ ستمائة وخمسين ألف دولار وصندوق رعاية النشء والشباب بمبلغ مليون وثمانمائة وخمسين ألف دولار ، بالرغم أن المبنى كان حديث النشأة ولا يوجد فيه أي مظاهر مسلحة.
وكما يبدو فإن طائرات الحقد السعودية عمدت على توزيع الدمار على مختلف الملاعب في الجمهورية حيث لم تكاد تخل أي محافظة إلا وطالها العدوان ، ففي صعدة تم قصف استاد عمران الدولي قيد التنفيذ ، وفي الحديدة تم قصف مشروع الملعب الجديد .. وفي ذمار طال قصف طيران العدوان عدداً من الملاعب الرياضية بالمحافظة وقصف استاد ذمار الدولية والصالة الرياضية المغلقة بالمحافظة .. وفي صعدة تم قصف ملاعب الأندية في المحافظة بدون استثناء كما هو الحال في حجة التي دمرت أغلب ملاعبها الرياضية.
تدمير ممنهج
ومنذ الوهلة الأولى للعدوان فقد كانت المنشآت الشبابية والرياضية في صدارة الأهداف العسكرية حيث طالت همجية القصف والتدمير أغلب البنى التحتية للقطاع الشبابي والرياضي من صالات مغلقة وملاعب رياضية معشبة وبيوت شباب وأندية رياضية ومكاتب شباب ورياضة والتي تكاد تكلفتها تقترب من 700 مليون دولار في محاولة واضحة لكسر إرادة الشباب والرياضيين وإجهاض أحلامهم في مزاولة أنشطتهم ومسابقاتهم ، إلا أن شباب اليمن حطموا رهان العدوان وتغلبوا على كل المعوقات من خلال الاستمرارية في الأنشطة والمسابقات المختلفة التي كسرت العزلة التي حاول العدوان فرضها وتجاوزت كل المعوقات التي أوجدها ، حيث عمد الشباب على إعادة الحياة للمنشآت المدمرة وتنظيف ساحاتها من مخلفات القصف وإعادة الحياة إليها من جديد بمزاولة النشاط الشبابي والرياضي في رسالة قوية تؤكد الصمود في وجه العدو محطماً كل الهواجس الأمنية وتجاوز مخاوف التحليق المكثف لطائرات العدوان التي أصبحت أمراً اعتيادياً يرافقها إقامة المباريات والمسابقات في أجواء رياضية مفعمة بروح التحدي والإباء.
مشاركات خارجية
ولم يقتصر الحضور الشبابي والرياضي على المسابقات المحلية في زمن العدوان ، بل إنه تجاوز كل المعوقات التي أوجدها التحالف الكوني من خلال الاصرار على الحضور في مختلف البطولات والتجمعات الشبابية والرياضية عربياً وآسيوياً وتحقيق نتائج إيجابية جسدت الإبداع اليمني من روح المعاناة في ظل الحرب والحصار والقصف والتدمير وإزهاق الأرواح البريئة.
حضور مشرف
حضور شباب الوطن في المحافل الخارجية لم يكن لمجرد تسجيل المشاركة بل أنه تجاوز ذلك إلى المنافسة وحصد نتائج إيجابية حيث تمكنت منتخبات الناشئين والشباب والمنتخب الوطني لكرة القدم ومنتخبا الفروسية وتنس الطاولة من تحقيق نتائج مشرفة وحقق ناشئو وشباب اليمن إنجاز التأهل إلى النهائيات الآسيوية رغم أنهما شاركا في ظل ظروف صعبة للغاية وإمكانات محدودة وخاضا فترة الإعداد في صنعاء تحت أصوات الطائرات التي تجوب سماء العاصمة وأزيز القصف الصاروخي الذي استهدف البشر والشجر والحجر.
كما أن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم تكبد الكثير من العناء خلال فترة المشاركة في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا وتمكن من بلوغ المرحلة الثانية من التصفيات وحقق نتائج إيجابية متجاوزاً كل المنغصات والعوائق التي كانت كفيلة بخروجه مبكراً من المنافسة.
ولم يدخر فرسان اليمن جهداً في سبيل رفع علم الوطن عالياً عند المشاركة في البطولات الدولية للفروسية التي أقيمت بالعاصمة العمانية مسقط والتي سجل فيها الأبطال حضوراً مشرفاً كما هو الحال بنجوم المنتخب الوطني لكرة الطاولة الذين كانوا عند مستوى المسؤولية في تمثيل الرياضة اليمنية في المحافل الدولية متجاوزين ظروف الإعداد والسفر المرهق براً من صنعاء إلى أماكن إقامة البطولات في دول عربية وآسيوية وتمكنوا من تحقيق الفوز على لاعبين يتفوقون عليهم من حيث الإمكانات المادية والفنية وظروف الإعداد والتحضير للبطولات.
حراك شبابي
وعلى امتداد ثلاث سنوات من عمر العدوان فقط شهدت الساحة الرياضية حراكاً شبابياً فاق التوقعات وكان له وقع كبير لدى قوى العدوان التي أصيبت بالصدمة وخيبة الأمل وهي تشاهد شباب الوطن يحملون راية التحدي بعنفوان وشموخ غير مبالين بآلة الفتك والتدمير.
وبالرغم من الإمكانات المحدودة فقد تسابقت عدد من الاتحادات والأندية الرياضية في إقامة الأنشطة والمسابقات واستقطاب النجوم والمبدعين الذين وجدوا ضالتهم في إفراغ طاقاتهم وصقل مهاراتهم وإمتاع الجماهير التي واكبت تلك الفعاليات تحت شعار الصمود ومقارعة العدوان ، لتشكل الملاعب الرياضية مزاراً للشباب والمهتمين والمتابعين وهو ما أكسبها أهمية كبيرة خاصة وأنها باتت لوحة ناصعة في إثبات الوجود وإحدى جبهات الصمود في وجه العدوان الذي فشل في كسر إرادة الشعب اليمني.
بطولات متعددة
الأنشطة الرياضية لم تكن حكراً على جهة بعينها أو محافظة محددة فقط تعددت البطولات والفعاليات الرياضية والتي أقيمت على امتداد خارطة الوطن حيث شهدت العاصمة صنعاء عدة فعاليات رياضية والتي نظمتها أندية الأمانة في مختلف الألعاب الرياضية وارتقت جماهيريتها إلى مستوى المسابقات الرسمية التي تنظمها الاتحادات الرياضية ، كما أقيم بمحافظة الحديدة مهرجان الصمود الشبابي والرياضي والذي اشتمل على العديد من المسابقات الرياضية وتتواصل فعالياتها بإقامة مختلف الأنشطة في مديريات المحافظة ، وشهدت محافظات ذمار وإب والبيضاء وحجة وعمران والمحويت سلسلة من الأنشطة والفعاليات الرياضية التي جسدت الروح الشبابي النابض بحب الوطن والاستعداد لبذل الروح وكل غال في سبيل حريته واستقلاله وتحرير ترابه من دنس المحتلين والمتآمرين.
Next Post
قد يعجبك ايضا