أكد استعداد اليمن للسلام المشرف.. وزير الخارجية المهندس هشام شرف لـ «الثورة»:
قرار وضع اليمن تحت الفصل السابع ظالم.. وإنهاء العدوان والحصار مطلبنا الأساسي
إغلاق مطار صنعاء ومحاولات اغلاق ميناء الحديدة وسياسة الحصار والتجويع مؤامرات فاشلة لتركيع الشعب اليمني
العدوان السعودي دفع مليارات الدولارات لتحسين صورته لدى العالم والتغطية على مجازره بحق اليمنيين
استطعنا نقل مظلوميتنا إلى معظم دول العالم لكن التفاعل لا يزال دون المستوى
التعيينات الأخيرة لسفاراتنا في الخارج غير قانونية.. ووزارة الخارجية بصنعاء هي من تمثل الدبلوماسية اليمنية
امريكا وبريطانيا تنتهجان سياسات خاطئة تجاه اليمن ونحن نرفضها جملة وتفصيلا
حوار / معين محمد حنش
أكد وزير الخارجية المهندس هشام شرف أن مبعوث الامين العام للأمم المتحدة مارتن غريفث سيصل صنعاء هذا الأسبوع وأنه سوف يلتقي بكافة الأطراف والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية المناهضة والمواجهة للعدوان.
وأضاف الوزير شرف أن زيارة المبعوث الجديد لصنعاء تهدف إلى التعرف على وجهات النظر السياسية للقيادات والمكونات السياسية من أجل الوصول للحل الشامل وإيقاف الحرب المدمرة والظالمة على الشعب اليمني.
وقال وزير الخارجية المهندس شرف أن إصرار دول العدوان بقيادة السعودية على إغلاق ميناء الحديدة ومطار صنعاء والحصار والتجويع يعد ضمن تكتيكات الحرب إذ تعتقد دول العدوان انها ستحسم المعركة والحرب عندما يجعلوا الشعب اليمني داخل سجن كبير وبهذا يرفع لهم الراية البيضاء ويعلن الاستسلام وهذا ما لن يحصلوا عليه ولو استمرت الحرب سنوات عدة لانهم يواجهون شعبا عظيما يمتلك من الجلد والصبر والقوة والأنفة والعزة والكرامة.
وأكد الوزير شرف بأن الشعب اليمني وقيادته السياسية بصنعاء دعاة سلام وينشدون السلام العادل والمشرف والمنصف وليسوا دعاة حرب كما يروج الطرف الأخر ودول العدوان. وقال: نحن مع السلام ومع أية مبادرة تحمل السلام وتوقف الحرب والدمار من أي طرف كان طالما ستحقق السلام للشعب اليمني.
منوها إلى أن المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ ووزارة الخارجية مستعدون جميعا لتقديم كل الدعم والتسهيلات أمام المبعوث الاممي لإنجاز مهمته ووساطته وسوف نطلعه على الأمور كلها بكل شفافية ووضوح وكذا وجهة نظر القيادة السياسية والشعب للحل السياسي المرتقب.. تفاصيل أكثر في سطور هذا اللقاء الصريح والشفاف ..
في البداية.. أين موقع الوزارة في المحافل الدولية ومساعيها للوصول إلى حلول تنهي الأزمة أو الحرب؟
– وزارة الخارجية ومقرها صنعاء هي ممثل للدولة سياسيا ودبلوماسيا في الخارج .. ونحن نقوم بكل ما نستطيع به من جهود على أساس الإمكانيات المتاحة لدينا .. والحمد لله بإمكانياتنا البسيطة تمكنا من الوصول إلى كل دول العالم .
تواصلنا مع العالم جميعا .. والعالم يسمع عنا ويعرف مظلوميتنا من خلال وسائلنا من خلال الايميلات التي نرسلها من خلال بياناتنا الصحفية التي نترجمها إلى أكثر من لغة.
وبالتالي وزارة الخارجية في صنعاء هي وجه الداخل فيما يخص القوة الوطنية الموجودة في المناطق غير المحتلة.
وفي اعتقادي وبالرغم من إمكانياتنا الشحيحة والبسيطة نجحنا في إيصال صوتنا إلى العالم وما ترونه من دخول وفود قادمة من بعثات هي نتاج لجهود وزارة الخارجية اليمنية بكل موظفيها في كل تخصصاتها.
ما شكل فريق التفاوض القادم .. هل تقاسم بين الأحزاب أم خبراء في الدبلوماسية والتفاوض السياسي؟
– هذا الموضوع وبكل صراحة سيحدده المجلس السياسي الأعلى هو الجهة الرسمية التي قامت على أساس تحالف وطني بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وهم من سيحدد شكل فريق التفاوض القادم وأساسيات وأسلوب المفاوضات القادمة وزارة الخارجية هي منفذ لسياسات وليست صاحبة وصنع القرار فيما يخص جانب التفاوض السياسي.
الوزارة تفتقر إلى فرق دبلوماسية لشرح الوضع في البلاد في ظل تحرك قوي في الخارج؟
– ليس لدينا أي فرق في الخارج ما عدى الموجودين في دمشق وطهران هؤلاء هم الوحيدون الذي يتراسلون معنا .. لم نستطع أن نرسل فرقا إلى الخارج بسبب الحصار المفروض علينا .. وعدم قبول أفرادنا ومبعوثينا الذين قد نرسلهم إلى أي دولة تتعلل بالقرار 2216 الذي يضعنا تحت الفصل السابع للأمم المتحدة.
لكن بالمقابل الذي في عدن والرياض والقاهرة وعمان وإسطنبول يعجزون أيضا عن القيام بشيء يذكر دعما لمواقفهم .. وبالتالي نحن كذلك لا نستطيع الوصول إلى العالم بصورة مباشرة لكننا ننشر أخبارنا ومواضيعنا ونتكلم مع العالم وأنا شخصيا أتواصل مع معظم سفراء الدول التي كانت موجودة في صنعاء.. وأشرح لهم ما يجري في اليمن ..وفي المقابل نحن لا نستطيع الخروج ولم يتحركوا بل هم كالسلاحف , والسبب أنهم ليس لديهم قضية . قضية اليمن هي في اليمن ليست خارج اليمن.
وزارة الخارجية عندما تشتغل بشكل صحيح ترسل مبعوثين بناء على سياسات وقناعات موجودة في الداخل .. اخواننا الذين ارتأوا أن يجلسوا في بعض السفارات ويستلموا مرتبات من دول أخرى ..هم جالسون يستلموا مرتبات فقط .. ولم يقوموا بالجانب السياسي وهم ليسوا أعداءنا.
كل الدبلوماسيين الموجودين في الخارج ليسوا أعداءنا هؤلاء كوادر وزارة الخارجية ونعتز بكوادرنا من سفراء وغيرهم .. بستثناء من وقف ضد اليمن وأساء لسمعة اليمن .. البقية جالسون هناك في سفاراتنا في الخارج لاستلام الرواتب لا غير.
سمعنا عن محاولة تخريب لوزارة الخارجية . بقيام الموالون للعدوان بتعيين أقاربهم في الخارجية بالخارج؟ هل هناك معايير وشروط للالتحاق بوزارة الخارجية؟
– للأسف اخواننا ممن يقفون مع العدوان بدأوا فعلا في محاولة تخريب وزارة الخارجية بوضع أقاربهم ومحسوبين ومرافقيهم وعينوهم سفراء ووزراء ومستشارين بالخارجية .. كل هذه الخربطات ستنتهي عند حل المشكلة والمعضلة اليمنية وعندما ينتهي العدوان على اليمن.
لأنه في الأساس من يلتحق بسلك وزارة الخارجية اليمنية يجب أن يكون دبلومسياً مدرباً مؤهلاً بلغات وقدرات وله باع في هذا الجانب ودخل امتحان خاص لدخول الوزارة وشروط الالتحاق بها .. من يستوفي هذه الشروط سيدخل الوزارة .. ومن لا يستوفي سيجد نفسه ليس فيها ..
فمن عينهم المخلافي وقوى العدوان في الخارج لن يجدوا في نهاية المطاف ما يسرهم .. ويظنون أنهم دمروا وزارة الخارجية بتعييناتهم العشوائية.. هم مخطئون لا زالت وزارة الخارجية قائمة بكوادرها.
كيف يتعاطى المجتمع مع بيانات ورسائل وزارة الخارجية؟
– العالم يتعاطىء مع وزارة الخارجية بصنعاء بتفاهم لا أقول بتأييد لا يؤيدونا في ما نقول لكنهم يقرأون ويسألون والدلالة على ذلك أنه عندما أرسل رسائل إلى وزراء خارجية عدة دول .. بعض الدول ترسل رسائل من قبل سفرائها تستفسر عن بعض النقاط الموجودة في رسائلنا .. هذه دلالة على أنهم يطلعون على الرسائل الذي نبعثها لهم.
في عالم اليوم شيء معروف أي وثيقة تحمل صفة سياسية أو دبلوماسية ترسل إلى أي جهة يتم الاطلاع عليها والتعليق عليها.. العالم يقرأ أي معلومة تصله من أي منطقة في العالم .. وبالتالي رسائلنا تصل وتقرأ .. ومن لديه أي استفسار يتم شرح له ذلك.
أنا أعطيك مثلاً بسيطاً في أحد البيانات التي أصدرناها في صنعاء .. ذكرنا ثلاث دول عرفناها بأنها تمثل محور الشر على اليمن .. اتصل سفير احدى تلك الدول وقال لماذا سميتنا نحن محور شر .. قلت له لانكم تزودون العدوان بالسلاح والمال والعتاد والخبرات .. فقال نحن لسنا في معادات اليمن .. لكن هذه عقود تجارية .. فرديت عليه حتى لو كانت عقود تجارية أنتم أحد دول محور الشر .. وبالتالي رسائلنا تقرأ وبياناتنا تقرأ بل وتترجم إلى لغات مختلفة.
هناك من يقول في الآونة الأخيرة أنه يوجد مفاوضات سرية إلى أي مدى هذا صحيح؟
– لا يوجد أي مفاوضات سرية في الوقت الحالي لأننا قابلنا بعثة الاتحاد الأوروبي وكان لدينا أحد قيادات أنصار الله في اجتماع قبل يومين وسألوه بعثة الاتحاد الأوروبي عن هذا الجانب .. فرد عليهم بأن هذا الكلام غير صحيح.
العدوان وبتواطؤ عدد من دول العالم مصَّر على إغلاق ميناء الحديدة ومطار صنعاء لماذا هذا الاصرار؟ وكيف تقيمون الموقف الخارجي حيال ذلك؟
– هذه احدى تكتيكات وأساليب الحروب وهي أساليب في محاولة تجويع الناس ومحاولة ارهاب الناس .. هذه الأساليب متوقعة من أناس لا يقيمون وزن للحياة البشرية في هذا الجانب.
لكننا في المقابل نخاطب دول العالم جميعا .. من كان شجاعا وان كانوا رجالا فلنتحارب في الحدود .. لأن الحروب تحصل في الحدود جيش يواجه جيش وطيران يواجه طيران .. ومن كسب الحرب يفرض شروطه.
اخواننا في دولة الأمارات وفي المملكة السعودية وأنا عندما أقول إخوان .. القيادات ولا أقصد الشعب .. يعتقدوا أنهم بتجويعنا بفرض الحصار علينا يشمل كل شيء غذاء دواء كل شيء يصل ألينا .. وعندما يغلقوا مطار صنعاء ويغلقوا المعابر متى ما يشاؤوى هم يعتقدون بأنهم سيضعوننا في سجن كبير جدا .. ثم في نهاية الأمر سنرفع الراية البيضاء .. هذا الكلام ليس له أي محل من الاعراب في الجمهورية اليمنية.
برأيك .. هل سيستمر الحصار والحرب وهل هذه حروب شريفة؟
-نحن أصحاب حق ولدينا حق ومستعدين للتفاوض مع أين كان .. وبالتالي هذه أساليب متوقعة من البداية ونرفضها .. وأبلغنا العالم كله..
الغريب في الأمر بأن السيدة تريزا ماي -رئيسة وزراء بريطانيا ووزيرة خارجيتها ووزير خارجيتها السابق الكل يقول افتحوا المنافذ وارفعوا الحصار دعوا الأشياء تدخل دعوا الناس تعيش لأنهم يعرفون ماهي الحروب الشريفة.
لأن الحروب الشريفة هي حروب جيوش وحروب اكتساح مناطق وليس إغلاق موانئ وإغلاق مطارات.
وفي الوقت الذي ينادوا فيه بوقف الحصار وفتح مطار صنعاء .. هم يزودوا للأسف قوى العدوان بالسلاح .. وهو أن التجارة اختلطت بالأخلاق .. هناك أخلاق معينة .. تدعوا إلى معاملة الناس بالطريقة الجيدة وفي نفس الوقت هناك مصالح تجارية وهذه أساليب مرفوضة وأساليب الضوضاء لفرضهم الحصار .. والمضحك في الأمر أن العالم يراقب ولا يعمل شيئاً الحصار على اليمن مدة ثلاث سنوات إلى الآن الكل فقط يتكلم وتوصل لنا بعض المساعدات.
كيف ترى عملية التمييز في المصالح .. ما نتائج حصارنا وماهي نتائج حصار دولة قطر؟
– لنا ثلاث سنوات في حصار خانق ومحرومون من جميع الأشياء ونتائج حصارنا لا يزال قائماً ونحن سبعة وعشرون مليون نسمة.
أما ما حصل من حصار بسيط على قطر والذي عددهم لا يتجاوز ستمائة ألف قطري .. ولكن لأن قطر لديها المال.. فان العالم تحرك والشركات تحركت والمحطات تحركت .. الجماعة في قطر سيموتون ومعاهم أكل وشرب يكفيهم لعشر سنوات.
نرى سخرية بما يحصل في العالم سبعة وعشرون مليون يواجهون المرض والمجاعة والحصار والجوع وهذه الأشياء كلها سببها العدوان.
لسنا شعباً فقيراً بالفطرة .. لدينا ثروات بالبلد .. ولدينا إمكانيات مستقبلية ونحن لسنا شعبا جائعا الحمد لله لدينا تكافل اجتماعي مستعدين لولا العدوان لكان كل واحد منا يساعد الآخر .. ونحن لسنا شعباً يطلب صدقات شعبنا يمتلك من العفة والشموخ والعزة حتى لو مات جوعا من الحصار.
قطر حصلت في حصارها على اهتمام العالم وأقيم جسر جوي بين أنقرة وقطر وجسر جوي بين طهران وقطر وآتت المواد الغذائية وأعلنت الاتفاقيات العسكرية.
ونحن في اليمن التي يجب أن ينظر أليها العالم ويحل هذه المشكلة لم يتدخل أحد هذه للأسف من سخريات القدر من سخريات عالم السياسة والمصالح.
الأمريكان يستثمرون العدوان على اليمن هل سيأتي يوما ستلفظ السياسة الأمريكية السعودية ويقولون كلمتهم ومراجعة مواقفهم تجاه اليمن؟
– الولايات المتحدة الامريكية دولة كبيرة بعد المصالح وشعب الولايات المتحدة الأمريكية الشعب وليس القيادة من الشعوب الطيبة في العالم التي تجمع بعض الجنسيات من ثلاثين أو أربعين عرقية وجنسية.
وبالتالي القيادة الأمريكية الأولى والذي قبلها والحالية قيادة تبحث عن مصالحها .. هي عبارة عن سوبر ماركت كبير .. إذا لديك المال تشتري منها السلاح وتشتري كل شيء بالمال.
وسيأتي يوم وأنا أتوقع ذلك وستفرض الوصاية الأمريكية على كل مبيعات الأسلحة التي تباع لأبو ظبي والسعودية وتضع تحت تصرف أمريكا .. وليس تحت تصرف المراهقين المتجاوزين حقوق الإنسان والمتجاوزين لكل حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية في العالم.
أمريكا ستضع يدها على كل ما باعته ليس حبا فينا ولكن خوفا على اسرائيل.. وبالتالي هؤلاء المتهورين مشكلتهم أنهم لا يفهمون السياسة في النهاية حقوق الانسان هي أول شيء في العالم والشعب الأمريكي شعب صاحي .
فالقيادة الأمريكية تتبع سياسة خاطئة ونحن ضد هذه السياسات الأمريكية والبريطانية ضد اليمن.
تابعتم جلسات مجلس الأمن الأخيرة .. ماذا استشفيتم منها لخيارات السياسات المقبلة؟
– عالم السياسة والمصالح هو نفسه في مجلس الأمن هو في الأساس وفي نهاية مصلحة السلم والأمن الدوليين هم من سيفرضون المعادلة الجديدة .. في البحر الأحمر وبحر العرب .. وعلاقة إيران بالسعودية ووجود جو سلام في المنطقة يفرض نفسه على مجلس الأمن .. سواء الموجودين حاليا أو القادمين.
هناك من يقول أن مجلس الأمن في نهاية المطاف يتبنى مبادرة ويفرضها على جميع الأطراف .. إلى أي مدى هذا الطرح مقبول؟
– لن أقول هذا الشيء لأن هناك قيادة سياسية يمنية تتبنى أو تتخذ هذه القرارات ونحن كوزارة خارجية ننفذ هذه السياسات التي تأتينا من القيادة السياسية اليمنية .. قد يكون هذا الطرح فعلا موجود وفي النهاية تفرض سياسة القوة على الجميع.
نحن كوزارة خارجية يمنية بصنعاء ما توجهنا به قيادتنا السياسية سنقوم بتنفيذه .. كوننا جهة تنفيذية خاصة في الجوانب السياسية والدبلوماسية.
كيف تتعاطون مع بيانات مجلس الأمن المتكررة؟
– نتعاطى معها بواقع المصلحة اليمنية العليا .. نحن ضد العدوان .. وعلى الجميع أن يفهموا ذلك وعبر صحيفة “الثورة” .. نحن كقوى سياسية أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام والقوى الوطنية الأخرى ضد العدوان هذا المبدأ أساسي في كل تصرفاتنا .
وبالتالي بيانات مجلس الأمن هي جزء من هذا الموضوع أي شيء فيه خدمة سلام لليمن وعودة الأمن والاستقرار والطمأنينة إلى الأراضي اليمنية وإلى البحار اليمنية وإلى كل الحدود اليمنية نحن معها في أي بيان.
أي بيان لا يدعوا إلى مصلحة الشعب اليمني ولا يخدم السلام نحن نعلق عليه بالضرورة ونقف موقفنا أمام العالم نشرح لهم.
لكننا لا نستطيع أن نعمل شيئاً ضد مجلس الأمن في الخارج في كل المحافل التي تستطيع أن نصل إليها.
بالنسبة للمبعوث الأممي الجديد .. هل ستبدأ مهامه من حيث انتهى سلفه .. أم ستكون هناك أرضية أخرى لحوارات؟
– أكيد العالم يشتغل على أساس وثائق وخلفيات ومارتن غريفث سيبدأ عمله من حيث أنتهى الآخرون ويصحح أي شيء .. لا بد من التصحيح.
كان لنا موقف من مهمة المبعوث الأممي السيد ولد الشيخ وبالتالي أتى التغيير .. والسيد مارتن وعلى ضوء زيارته السابقة لليمن قبل ستة أشهر .. جلس مع كل القيادات الحزبية والسياسية والحكومية .. واستمع إليها وهو ليس مبعوثاً .. وتم طرح الأمور عليه وشرحنا له وجهة نظرنا.
الآن جاء كمبعوث أممي سيأخذ ما استمع إليه سابقا وسيأتي ويطرح أشياء جديدة .. وهدفه عمل حل سلمي في اليمن ويجب أن يضع أسساً لمثل هذا الحل السلمي والمفاوضات السلمية والحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وأمنه.
الأمم المتحدة تغالي وتزايد في الجانب الإنساني .. كيف تقيمون هذا الملف؟
– لا أوافقك الرأي .. الأمم المتحدة لا تغالي ولا تزايد على الجانب الإنساني .. الأمم المتحدة تعمل ما يمكن لها أن تعمله بحسب إمكانياتها المتوفرة .. وأعطيك مثلاً بسيطاً .. طلبت الأمم المتحدة السنة الماضية مليارين وسبعين مليون دولار لتنفيذ خطة معينة .. وحصلت على مليار ومائتي مليون .. ماذا تتوقع من أمم متحدة أن تعمل بنص المبلغ المطلوب لمواجهة كارثة إنسانية كبيرة صنعها العدوان.
لا تتوقعوا من الأمم المتحدة ما ليس من جانبها .. وبالتالي نحن اليمنيين القيادة السياسية اليمنية والحكومة وكل أجهزتها نعمل باتجاه تسهيل أعمال الأمم المتحدة.
هناك أطراف تعطي المجال للآخرين أن يتهمونا بأننا نعرقل عمل الأمم المتحدة .. ونحن لا نعرقل أعمالها ولا نعرقل وصول المواد الإغاثية ولا نتدخل في مواضيع المساعدات الإنسانية .. لأن هذه المساعدات لا تضيف إلى إمكانياتنا أي شيء في الجانب العسكري أو السياسي هي مساعدات إغاثة إنسانية للشعب اليمني.. صحيح أن هناك بعض الأحيان تصرفات من أشخاص ليسوا مدفوعين من أي جهة .. ولكن القيادة السياسية والحكومة توجهنا دائما أن نقوم بالاتصال للتدخل في بعض الأشياء التي فيها إرباك لهذه الاعمال.
نشكر الأمم المتحدة ونشكر كل الدول التي تعيننا بالرغم من وضعنا السيئ وبالرغم أن الأمم المتحدة لا تعمل الكثير إلا أننا نشكرهما.. ونقف معهم في مساعيهم للتخفيف من آثار الكارثة الإنسانية التي أوجدها العدوان في اليمن.
حاولت الكثير من الدول الضغط في مجلس الأمن في الجوانب السياسية والإنسانية لتخفيف الآثار على اليمن إلا أن ذلك أحبط .. لماذا؟
– المصالح .. دائما السياسة تختلط بالمصالح وتكون هناك تنازلات .. ما يحصل في مجلس الأمن من تنازل سببه المصالح .. وبالتالي عندما تحاول بعض الدول الوقوف معنا بقوة وليست لديها مصالح لدينا تكون مرنة قليلاً .. أو تتنازل أحيانا لأن لها مصلحة في جانب آخر.
وبالتالي كل إنسان وكل سياسي وكل دبلوماسي ينظر في مصلحة دولته .. وبالتالي نحن لا نعتبر مثل هذه الدول أنها وقفت ضدنا أبدا .. دول تفضل مصالحها الخاصة على ما يحدث في اليمن .. لكنها في الوقت نفسه تحاول أن تعيننا في جوانب معينة بحيث يخفف الضغط علينا.
معالي الوزير .. برأيك هل كانت القوة الاقتصادية لدى قوى العدوان حاضرة في هذه الجوانب؟
– أكيد القوة الاقتصادية والمالية والسياسية والإعلامية كل شيء .. هذه الدول سخرت كل شيء للعدوان على اليمن .. حيث اعتقدت أنها خلال ثلاثة أيام أو ثلاثة أشهر أو ثلاث سنوات ستجعلنا نرفع الراية البيضاء وسيستسلم اليمن .. لهذا سخرت كل إمكانياتها في حربها على اليمن.
بعد العدوان بستة أشهر سافرت للخارج قبل إغلاق مطار صنعاء وزرت بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية .. ووجدت العالم كله لا يعلم أي شيء عنا . هناك تعتيم إعلامي دولي فظيع لما يجري في اليمن .. مبالغ طائلة انفقت مئات الملايين لشراء وسائل إعلام عالمية للتعتيم على جرائم العدوان.
سخرت كل شيء .. لكننا أثبتنا صلابتنا وقوتنا ورفعنا قضيتنا لأكثر من محور ومعنا بعض الشرفاء.. وقضيتنا الآن منتشرة في كل مكان .. ليس بالقدر الذي نأمله لأنه ليس لدينا إمكانيات مالية.
ماذا عن تفاعل دول العالم مع دعوة وزارة الخارجية بإعادة فتح سفاراتها في صنعاء؟
– كتبنا رسائلنا إلى كل الدول التي كانت لديها تمثيل في اليمن سابقا .. وأبلغناهم بأن صنعاء منطقة آمنة ويمكن لهم أن يأتوا لفتح سفاراتهم أو يبدوا بقنصلياتهم كبداية.
الدول دائما تبحث عن مكان آمن لممارسة أعمالها وكذلك للمشاركة في جهود السلام .. عندما تكون هناك قنصليات وسفارات في اليمن يسهل التواصل معها .. وبحث الأمور وجها لوجه .. هذا هو هدفنا .. تأتي السفارات وتستقر وبالتالي وجدنا تجاوباً أولياً من بعض هذه الدول من خلال أرسال مبعوثيها لرؤية الوضع على الطبيعة عندما أرسلنا لهم وقلنا لهم نحن مكان آمن لا وجود لمسلحين في الشوارع.
ستأتي الجهات الدبلوماسية لتفتح قنصلياتها وسفاراتها هذا هو الهدف من رسائلنا ووجدت قبول وتلقينا اتصالات .. وهذه ستأخذ وقت.
ويجب علينا أن نثبت لهم أننا دولة ومؤسسات وأن الأمن والاستقرار موجود في العاصمة صنعاء.
ما الأسباب الحقيقية لمغادرة البعثة الدبلوماسية للسفارة الروسية من اليمن.. وهل لها نتائج سلبية على العمل السياسي في الداخل والخارج؟
– أهم سبب لمغادرة البعثة الروسية هو حدوث اشتباكات داخل العاصمة التي كانت آمنة لمدة ثلاث سنوات منذ بداية العدوان.
عندما نظرت القيادة الروسية أن هناك إمكانية لانفلات الشارع بين القوى المتحالفة .. فضلت مصلحة مواطنيها وجنودها في السفارة وسحبت طواقمها.
زرت أنا الملحق والقائم بأعمال السفير الروسي وطلبت منه أن يبقى إلى أن تنتهي الأوضاع التي حصلت فيها بعض الاضطرابات وإلى أن تبدأ عملية سلام جديدة ستظل في الخارج.
عدم الاعتراف بحكومة الإنقاذ الوطني دوليا كان مؤثرا في موقف الحكومة لدى حكومات الخارج؟ ما الأسباب والتداعيات لهذا الموقف؟
– أمام العالم غير معترف بحكومة الإنقاذ .. وإنما بأصحاب شرعيه عبدربه .. الذي في الأصل لا وجود لهم .. عبارة عن شكل هلامي جزء في الرياض وجزء منه في عمان وجزء في إسطنبول وجِزء في أبو ظبي وجزء ضايع في عدن.
هذا الشكل الهلامي أعطاه القرار 2216 شرعية .. وأصبحنا بسبب هذا القرار وبصراحة كمجموعة خارجة عن شرعية هذا القرار.
لكننا بعملنا وثباتنا بالموقف .. وعملنا المؤسسي والرسمي من خلال مؤسسات الدولة .. أثبتنا أننا بوزارة الخارجية بصنعاء الدولة .. وليست جماعة أو مجموعة .. وهذا هو الشيء الذي يحسب لليمن أمام الآخرين حتى لو لم يعترفوا بها.
معالي الوزير .. السفير الفرنسي والسويدي يزوروا اليمن .. في هذه الأيام وكذلك الهولندي ..كيف تقرأون هذا التطور؟
– بعد مراسلتنا معهم وطلبنا منهم أن يأتوا إلى اليمن ليروا الوضع إنسانيا وإغاثيا وسياسيا .. ولكي يتأكدوا من المعلومات الخاطئة التي تأتيهم من دول العدوان أو من الجماعة الهاربة.
جاءوا لرؤية الواقع ولتلمس معاناه الشعب اليمني بالدرجة الأولى ومعرفة الوضع على الطبيعة والحديث معنا وجها لوجه.
وإنشاء الله يكون انطباعهم عنا أن الدولة موجودة والمؤسسات .. يلزمنا بعض الترتيبات التي تعيد اليمن الى الاستقرار والأمن والسلام وسنعود كما كنا في الجمهورية اليمنية الواحدة.
برأيك .. هل تتوقع بأن هذا العام نهاية للعدوان على البلاد ودخول السلام لكل ربوع الوطن؟
– منذ تعينت وزير للخارجية وأنا أتوقع أن تكون كل ثلاثة أشهر هي آخر ثلاثة أشهر للعدوان ولبدء عملية سلام حقيقية وبالتالي أنا لا زلت متفائلاً بأن العالم ينظر إلى اليمن كشعب وليس كجماعات .. كشعب وكدولة شعب تعداده 27 مليون شخص وليسوا أحزاباً أو مؤسسات أو جماعات متصارعة.
وبالتالي أنا متفائل جدا بأن يعم السلام باليمن وعملنا في هذه الوزارة بالدرجة الأولى من أجل السلام ونحو الاستقرار ومن اجل التأكيد للعالم بأن هناك بلد أسمه اليمن يريد السلام.
هل لديكم تواصل مع حكومة الشرعية؟
– لا يوجد .. أبدا أي تواصل بيننا وبينهم .. نتواصل مع حكومات العالم لكن معهم لا نتواصل.
وبالرغم أن الناس تسافر إلى كل مكان عبر عدن ومطارها ولكن مطار صنعاء هو الرمز للدولة رمز سيادة .. ولذلك يغلقون مطار صنعاء لكي لا يسافر الناس عبره .. فهناك من يحاول انتهاك رمز السيادة اليمنية هذا مطارنا نسافر منه وقت ما نريد في إطار القانون والنظام اليمني والدولي.
لكنهم يريدون أن يفرضوا علينا كيف ومن أين نذهب ونأتي .. وفي نهاية المطاف نريد السلام .. لأن السلام مصلحة للشعب اليمني بالدرجة الأولى واستقراره وآمنه.