موسكو / وكالات
توجه أمس نحو 112 مليون روسي إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد لولاية مدتها 6 سنوات وهي الانتخابات الرئاسية السابعة في التاريخ الروسي الحديث.
حيث فتحت 97 ألف مركز أبوابها الساعة 8 صباحاً أمام الناخبين، وبالمصادفة التاريخية يوافق يوم الانتخابات الذكرى الرابعة لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا عام 2014..
وللمرة الأولى نصبت كاميرات مراقبة في الدوائر الانتخابية التي يتم فيها فرز الأصوات، لتبث مباشرة للراغبين بالتأكد من نزاهة عمليات الفرز.
ونشرت السلطات في كبريات المدن وحدات اضافية من الشرطة والأمن، لدرء أخطار أي عملية إرهابية، أو أي إخلال بالأمن أثناء الاقتراع.
ورغم أن نتيجة الانتخابات شبه محسومة لصالح «القيصر» بوتين، إلا أن نسبة المشاركة تظل هاجسا للكرملين، الأمر الذي يرصده الغرب بأهمية غير مسبوقة، وسط تصاعد التوتر مع موسكو، لقياس مدى شعبية «حاكم الكرملين القوي» والذي أنعش القومية الروسية بعد حالة الترهل والانحلال التي أصابتها مع تفكك الاتحاد السوفيتي السابق، وهي تعد من أبرز انجازات الرئيس بوتين في الحملة الانتخابية «روسيا عادت قوية».
ويتنافس في الانتخابات ثمانية مرشحين، وهم: سيرجى بابورين مرشح عن حزب «الاتحاد الشعبي العام الروسي»، وبافيل جرودينين مرشح عن «الحزب الشيوعي الروسي»، وفلاديمير جيرينوفسكي مرشح عن «الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي»، وفلاديمير بوتين، مرشح مستقل والرئيس الحالي للبلاد، وكسينيا سوبتشاك، مرشحة عن حزب «المبادرة الاجتماعية» الليبرالي، ومكسيم سورايكين مرشح عن حزب «شيوعيو روسيا»، وبوريس تيتوف مرشح عن «حزب النمو»، وجريجوري يافلينسكي مرشح عن حزب «يابلوكو»..
ومن المتوقع أن ينحصر التنافس على المركز الثاني بين مرشح الحزب الشيوعي بافل غرودينين، ورئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي فلاديمير جيرينوفسكي، وهو قومي شعبوي.
وتنافس كسينيا سوبتشاك مع يفغيني يافلينسكي على أصوات الليبراليين الروس، أما فرص الآخرين فمعدومة.
تتفق الدوائر السياسية والإعلامية في روسيا، على أن الفوز حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بلا مصاعب تذكر، متغلباً على سبعة مرشحين آخرين لا يمتلكون ثقلاً انتخابياً يذكر ، ليظل بوتين مدة ستة أعوام أخرى في سدة الرئاسة، تُضاف إلى 14 سنة في الكرملين، و4 سنوات رئيساً للوزراء، منذ صعوده قمة الهرم السياسي في البلاد، بعدما تنازل سلفه بوريس يلتسين عن الحكم أواخر 1999.
وتتّجه الأنظار إلى نسب المشاركة، إذ ترغب السلطات الروسية في منح الرئيس المقبل مزيداً من الشرعية، فيما يدعو أنصار المعارض وزعيم الاحتجاجات، أليكسي نافالني ، لمقاطعة الانتخابات وأعربوا عن أملهم في أن يتم تقويضها بسبب انخفاض نسبة الإقبال على التصويت..وكان «نافالني» منع من الترشح في الانتخابات بسبب إدانته في جرائم مالية .
وكانت اللجنة الانتخابية المركزية الروسية قد كشفت في وقت سابق أن المعارض لن يستطيع المشاركة في الانتخابات الرئاسية قبل عام 2028 لكونه مداناً في ارتكاب جرائم مالية.
وتشكل المشاركة ونسبة الحضور التحدي الأكبر أمام الكرملين..
وبينما نقلت صحيفة «إر بي كا» الروسية،عن ثلاثة مصادر مقربة من إدارة الرئيس فلاديمير بوتين والكرملين، إن مسؤولي الحملة الانتخابية للرئيس تخلّوا عن هدف مشاركة 70 في المئة ممّن يحقّ لهم التصويت، وباتوا مقتنعين بأن مشاركة أكثر من 65 في المئة كافية لإضفاء شرعية مطلوبة على الانتخابات، إذ تعادل نسبة المشاركة عام 2012، وبلغت 65.3 في المئة..
وأن الأهم من حصول بوتين على 70 في المئة هو عدم حصول أيٍّ من منافسيه على نسبة تتجاوز 10 في المئة، لأن الكرملين لا يرغب في بروز أي تيار أو شخصية معارضة يمكن أن تنافس بوتين إذا قرر تعديل الدستور، أو تعيين خليفة له بعد 2024.
وتركز السلطات جهودها على رفع نسبة المشاركة في شبه جزيرة القرم التي تتزامن الانتخابات مع الذكرى الرابعة لضمها.
وترى أوساط مقربة من الكرملين أن المشاركة الكثيفة فيها تعني استفتاءً جديداً على ضمّها.
وكان الرئيس بوتين حض مواطنيه على المشاركة في الانتخابات لتقرير مصير روسيا، قائلاً: «أنا مقتنع بأن كل شخص يحمل همّ مصير بلدنا الأم.
لذلك أتوجّه إليكم وأطلب منكم الذهاب إلى مراكز الاقتراع الأحد.
استخدموا حقكم في اختيار المستقبل لروسيا الحبيبة العظيمة».
من طرائف الساعات الأولى من صباح اليوم، أن رئيس المركز الانتخابي الذي أدلى فيه فلاديمير بوتين بصوته اليوم، رفض قبول القلم الذي أشّر به بوتين إلى جانب اسم مرشحه..
واللافت في تفسير فيكتور ليندين رئيس المركز الانتخابي لخطوته التي قد يكون أحرج بها الرئيس بوتين، أنه قال: ما حاجتي لهذا القلم..لدي الكثير من الأقلام!
وعبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن ثقته فى أن نتيجة الانتخابات الرئاسية ستكون فى صالحه، وقال بوتين خلال إدلائه بصوته اليوم فى هذه الانتخابات “إننى على ثقة أن برنامجى الانتخابى الذى عرضته هو الصواب”.
وذكرت ذلك وكالة أنباء (انترفاكس) الروسية التى اشارت إلى أن بوتين أدلى بصوته فى الانتخابات بمركز اقتراع بأكاديمية العلوم الروسية فى موسكو.
Next Post