عادل بشر
تبقى العدالة الإلهية دائما أقوى من أي شيء في الأرض أو في السماء, فهؤلاء أربعة أشقاء اجتمعوا في ليلة كان الشيطان خامسهم ليرتكبوا جريمة قتل احد الأشخاص وبالرغم من عدم تمكن أجهزة الأمن من التعرف على المجرمين إلا أن العدالة الإلهية أهلكتهم واحدا تلو الآخر, في وقت وجيز ,وعندما جاء الدور على الأخ الرابع اعترف بارتكابه هو وإخوانه جريمة القتل البشعة في حق ذاك الرجل , فإلى التفاصيل:
ترجع جذور القضية إلى ثأر قديم نشأ وترعرع بين أسرتي الجناة والمجني عليه وهو ما دفع الأشقاء الأربعة إلى خطف المجني عليه وتعذيبه وقتله, وحتى لا يشك أحد في أنهم الجناة أتقنوا التخطيط وتنفيذ العملية بشكل سري للغاية دون أن تتوجه أصابع الاتهامات إليهم.
كانت الخطة أن يتم خطف الشخص المطلوب تنفيذ حكم الثار عليه وقتله ثم أخذ الجثة ورميها في مكان بعيد وقبل تنفيذ العملية علم الأشقاء الأربعة أن عرسا سيقام في القرية وأن العريس هو ابن شقيق من يخططون لقتله فوجدوا أن ليلة الزفاف أنسب وقت لتنفيذ خطتهم الجهنمية.
ليلة الزفاف كانت مختلفة عن جميع الليالي ..القناديل تزين القرية وجميع الأهالي يحتفلون بشاب وشابة من أفضل أبناء القرية ,ومن بين الفرحين عم الشاب العريس الذي كانت عيون الأشقاء الأربعة تتربص به وتراقب خطواته منتظرة مغادرته مكان الرقص والفرح ,وفعلا جاءت الفرصة لتنفيذ المخطط الشيطاني عندما ذهب إلى “البقالة” التي تبعد مسافة ليست بكثيرة عن مكان الزفاف لشراء علبة سجائر دون أن يعلم ما يخبئه له القدر وان حياته شارفت على الانتهاء ..وبينما هو في طريقه إلى البقالة قطع عليه الطريق الأشقاء الأربعة وقاموا بخطفه على متن سيارة دون أن يحس أو يشعر بهم احد كون الجميع كانوا ملتهين بحفلة الزفاف.
انتصف الليل وعاد الأهالي إلى منازلهم عدا عم العريس.. لم يعد.. وشعرت زوجته بالقلق والخوف عليه فانتظرت حتى الصباح وقامت بإبلاغ إخوانه بأمر اختفائه المفاجئ ,فتفرق الإخوة في كل مكان للبحث عنه دون أن يجدوا له أثرا وكأن الأرض انشقت وابتلعته فقاموا بإبلاغ الشرطة وفي ذلك الوقت كان هذا الشخص محجوزا في حظيرة الغنم لدى مختطفيه الذين مارسوا على جسده أشنع أنواع التعذيب واستمر ذلك لأسبوع كامل حتى فارق الحياة متأثرا بجراحه وآلامه وحينها قام الجناة بأخذ الجثة ووضعها في صندوق السيارة وانطلقوا إلى جوار منزل المجني عليه ثم القوا بجثته داخل ” بيارة المنزل” وغادروا المكان بسرعة مذهلة.
بعد يومين طفت الجثة على سطح البيارة فشاهدتها زوجة القتيل وحينما تأكدت أنها جثة زوجها المفقود صرخت وولولت وتجمع الأهالي وقاموا بإبلاغ الشرطة التي حضرت لأخذ الجثة وعرضها على الطبيب الشرعي لفحصها ومعرفة سبب الوفاة ليتبين بعد ذلك أن الوفاة ناتجة عن تعذيب شديد ,غير أن التحقيقات لم تصل إلى نتيجة ولم يتم التعرف على أي من الجناة وتم تسجيل القضية ضد مجهول.
اعتقد المجرمون الأربعة أنهم أصبحوا في مأمن من الاتهام ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي ,لكن عدالة السماء أبت إلا الانتقام منهم وكشف أمرهم , فلقي اثنان منهم مصرعهما داخل احد كهوف الجبل حين سقطت الأحجار لسد منفذ هذا الكهف تماما في الوقت الذي كان الاثنان بداخله , أما الأخ الثالث فقد لقي مصرعه نتيجة لسقوطه من سطح منزله ,حيث كان يعمل في بناء غرفة فوق السطح .. وتبقى الأخ الرابع الذي لم يتعظ بما حل بأشقائه وقاده قلبه الشرير- خوفا على ابنه الوحيد من أن تطاله نار الثار – إلى محاولة قتل نجل المجني عليه الذي كان يتوعد بالثار لوالده والانتقام من قتلته متى ما تم التعرف عليهم.
هذا التهديد بالانتقام جعل الشخص الوحيد المتبقى من الجناة يخطط لقتل هذا الولد قبل أن ينفذ ما في رأسه في حال انكشفت حقيقة مقتل والده وفي احد الأيام كان نجل المجني عليه يمشي برفقة نجل قاتل والده , فأراد الشقيق الرابع للجناة قتل ابن المجني عليه وصوب سلاحه الناري نحوه وأطلق النار لكن الطلقة اخطات طريقها وأصابت نجله ولم تصب نجل المجني عليه وأودت بحياته فورا , حينها انهار القاتل واعترف أن ذلك عقاب من الله تعالى وان ما حصل له ولإخوانه الثلاثة كان انتقاما من الخالق عز وجل لتعاونهم في تعذيب وقتل المجني عليه -والد الفتى -وبهذا انكشفت الحقيقة وعرف الجميع من هم القتلة الذين لم يتبق منهم على قيد الحياة سوى واحد هو هذا الشخص ليكون عقابه الحكم بالإعدام.