دمشق/ وكالات
أنجز الجيش السوري المرحلة الأصعب والأهم من عملية تحرير الغوطة الشرقية وذلك خلال 9 أيام فقط حيث تمكن من استعادة أكثر من 60% من مساحة الغوطة الشرقية، وبدل تقسيمها إلى جيبين شمالي وجنوبي، تمكّن خلال الساعات القليلة الماضية من إنجاز أكثر من ذلك وباتت المنطقة مقسمة إلى ثلاثة جيوب صغيرة تنتظر دورها في التحرير.
التقدم الأخير الذي أحرزه الجيش السوري والمتمثل بتحرير بلدة مديرا وتطويق مدينتي دوما وحرستا بالكامل (وبشكل منفصل) مكّنه من تقسيم الغوطة الشرقية الدمشقية إلى ثلاثة أجزاء وهي دوما ومحيطُها شمالاً (خاضعة لسيطرة جيش الإسلام)، وحرستا غرباً (خاضعة لسيطرة حركة أحرار الشام)، وباقي المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب (عربين وجسرين وعين ترما وغيرها من البلدات الخاضعة لسيطرة فيلق الرحمن وجبهة النصرة)، ثلاثة جيوب مقسمة إلى مناطق نفوذ بين الجماعات الإرهابية المسلحة التي لم تتوقف عن تحميل بعضها أسباب الفشل وسلسلة الهزائم المتلاحقة أمام الجيش السوري.
التقدم الميداني مستمر..
وحدات الجيش العاملة في القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية تمكّنت بعد ساعات من تحرير بلدة مسربا من السيطرة بشكل كامل على بلدة مديرا بعد معارك عنيفة مع التنظيمات الإرهابية وواصلت تقدمها والتقت مع وحدات الجيش العاملة في محيط إدارة المركبات التي كان لها دور كبير في هذا النصر خاصة أن هذه المنطقة تعرّضت خلال الأشهر الماضية لعدة هجمات كان أعنفها في شهر يناير مطلع العام الحالي حيث تمكنت الجماعات المسلحة من دخول مبنى إدارة المركبات قبل أن يعود الجيش السوري ويدحرهم من تلك المنطقة.
وعلى نفس المحور تواصل قوات الجيش السوري وحلفائه تقدمها في عمق الغوطة باتجاه بلدتَي سقبا وافتريس، فيما أخَذ الإرهابيون بالانكفاء إلى الأحياء السكنية بعد تحرير الجيش وحلفائه المزارع المحيطة واتخذ الإرهابيون من الأهالي دروعاً بشرية في تلك المنطقة.
الجيش السوري بدأ أيضاً بالتركيز في عملياتها الحربية على القطاع الجنوبي الشرقي المتمثل بمزارع جسرين القريبة من افتريس بهدف تشديد الخناق على المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة وأسفرت العملية عن استعادة السيطرة على أغلبية المزارع الممتدة في محيط بلدة جسرين التي تكتسب مكانة استراتيجية مهمة للجيش السوري كونها تعدّ أحد المراكز الرئيسية لانتشار المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم جبهة النصرة التي تحتجز العديد من العائلات وتمنعهم من المغادرة عبر الممر الإنساني الذي تم افتتاحه يوم الخميس الماضي باتجاه بلدة المليحة لخروج المدنيين.
وبالتزامن مع عملياته العسكرية الرامية لتحرير الغوطة الشرقية، واصل الجيش السوري جهوده لتأمين ممر مخيم الوافدين والممر الإنساني المؤدي من بلدة جسرين إلى بلدة المليحة بهدف إخراج المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية التي لا تزال حتى الآن تمنعهم من الخروج لاتخاذهم دروعاً بشرية وتستهدف أي مدني يحاول الخروج من المنطقة بالقذائف والرصاص المتفجر، كما تمكنت وحدات من الجيش بتأمين خروج عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال كانت التنظيمات الإرهابية تحتجزهم كدروع بشرية داخل أحد الأقبية في بلدة مسرابا في عمق الغوطة الشرقية بعد تحريرها.
Next Post