الزهراء ” الكوثر الفياض “
مطهر يحيى شرف الدين
تحنُّ القلوب ويهيم الفؤاد بذكر السيرة العطرة المليئة بالصفات الإيمانية والمحمدية التي تحيط بها أنوار هذا الكون من الأئمة الهداة المطهرين ، فاطمة الزهراء فلذة كبد المصطفى و بضعة النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله الطاهرين ، فاطمة البتول الزكية الطاهرة المطهرة العفيفة والكوثر الفياض المبارك هدية الله إلى نبيه وإلى ابن عمه علي عليهم السلام ، في ذكرى مولدها ندرك الرأفة والإحسان والإنسانية والإيثار الذي تجسد في صفاتها وتعاملها مع المسكين واليتيم والأسير ، قال تعالى “ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماً وأسيرا” ، هي من تؤثر على نفسها ولو كان بها خصاصة ، إنها تطبيق عملي لكتاب الله وأوامره ، يكفيها فخراً أنها بضعة خاتم الأنبياء والمرسلين وأنها زوج الإمام علي باب مدينة العلم وأم الحسنين عليهم السلام سيدا شباب أهل الجنة ، إنها مصدر الشجاعة والقوة والإباء هي أم الشهداء وهي أم البطولة والفروسية والإقدام ، إنها طهارة القلب الخالصة وزكاء النفس النقي هي العابدة الناسكة في بيت النبوة وهي النشأة المحمدية والتربية النبوية ، هي سيدة نساء الدنيا والأخرى والعترة الباقية التي نتمسك بها والسكينة والدفء الحنون والمكان الآمن الذي نلتجئ إليه ، إنها بنت الرسول الأكرم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، طريقها الحق والعدل والهدى والمنجاة من الضلال ، هي قدوة الأمهات المؤمنات والأسوة الحسنة التي تقتدي بها الحرائر في هذا العالم في دفع الظلم والطغيان أمثال أمهات الشهداء العظماء ، ولذلك فإن كل أم شهيد زهراء وكل زوج شهيد زهراء لأن من يضحي بالغالي من أهله في سبيل الله ورفعة وشرف وكرامة الأرض والعرض فذاك هو الإيمان الحقيقي الذي وقر في القلب وصدقه العمل بمعانيه ودلالاته وتلك هي التربية النبوية وذاك هو النموذج الفريد للمرأة التي جسدت الكمال الإنساني والإيماني بكل تفاصيله ، وهي المثال الحي لبناء القيم والمثل العليا التي على أساسها تبنى المجتمعات الفاضلة ، وكما ولد الهدى وابتهجت الكائنات بمولد سيد البشرية محمد صلوات الله وسلامه عليه فقد أضاء الكون لمولد الزهراء البتول وسعدت وسرت بمقدمها الحياة الدنيا والأخرى فاطمة البتول هي بسمة وبهجة الرسول وأحب الناس إليه وروحه التي بين جنبيه ، هي طمأنينة الإمام علي ومصدر قوة وغيرة وحمية الإمامين أبي محمد الحسن وأبي عبدالله الحسين على الدين والأخلاق الكريمة ، هي الحب العميق والرأفة والعطف والحنان تتجسد هذه الصفات في “أم أبيها” ولهذا يعرف سر معنى “أم أبيها” فهي الكرم والسخاء والقيم ، هي محل مديح وثناء العظماء القادة عبر التاريخ قال عنها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله في رسالته بهذه المناسبة العزيزة بقوله : تعتبر المناسبة بحق جديرة بأن تكون يوما عالمياً للمرأة المسلمة ومحطة تربوية وثقافية لاستلهام كل معاني السمو والفضل والمجد وحق لأمتنا الاسلامية أن تفخر بأرقى وأسمى نموذج للمرأة التي جسدت الكمال الإنساني والإيماني في كل أبعاده وجوانبه فكانت الرقم الأول للمرأة منذ بداية الوجود البشري وإلى قيام الساعة ومنحت وساماً ربانياً على لسان رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين باعتبارها سيدة نساء العالمين والمؤمنين وأهل الجنة .