بالمختصر المفيد.. الشرعية تحت الإقامة الجبرية
عبدالفتاح علي البنوس
شغلنا آل سعود وآل نهيان ومعهم بعران الأعراب في تحالف قرن الشيطان ومن خلفهم الهيئات والمنظمات الدولية والأممية ودول الإستحمار العالمي بالحديث عن الشرعية في اليمن وفضائلها ، وبالغوا كثيرا في الثناء عليها وتمجيدها للدرجة والمستوى الذي جعلنا في لحظات شرود نشعر بتأنيب الضمير من قسوتنا على هذه الشرعية المزعومة التي تتمثل في هادي وجوقته الفندقية ، الجميع يتحدثون عن دعم الشرعية ، وإستعادة الشرعية ، ودعم جهود الشرعية ، ومساندة الشرعية ، وتقديم العون للشرعية ، ودعم تحركات الشرعية ، والإنتصار للشرعية ، والوقوف مع الشرعية ، والتحالف مع الشرعية ، وهات يا كلام عن الشرعية التي قالوا بأنها تتمثل في الخائن هادي ورفاقه من الخونة في جمهورية الرياض الفندقية.
وعلى الرغم من كل ذلكم الضجيج حول الشرعية المزعومة والتي كانت الشماعة التي عبرها تمت الشرعنة من وجهة نظر أمريكية صهيونية دولية للعدوان والحصار على بلادنا وشعبنا ، إلا أن تحالف قرن الشيطان ومن يقف خلفه يستخدمون هذا المسمى كأداة ووسيلة يمرروا من خلالها أجندتهم وأهدافهم الاستعمارية الاستغلالية ، فالشرعية التي تغنوا بها كثيرا ، باتت اليوم رهن الإقامة الجبرية داخل أحد فنادق الرياض ، وغير مسموح لها بمغادرة الرياض على الإطلاق ما لم تحصل على موافقة مسبقة من محمد بن سلمان ، فالدنبوع الذي يمثل عندهم الرئيس الشرعي شرعيته لا تتجاوز حدود الفندق الذي يقيم فيه ، وأحيانا قد لا تكون هنالك بعض الأجنحة والغرف خاضعة لسلطاته وتتبع بن سلمان وليس للدنبوع سلطة عليها على الإطلاق.
وضعية الإقامة الجبرية التي يخضع لها الدنبوع والتي تحاول وسائل الإعلام السعودية نفيها وإنكارها دفعت بقيادات محسوبة على تجمع الإصلاح لمطالبة السلطات السعودية برفع الإقامة الجبرية المفروضة عليه وتمكينه من العودة إلى عدن أو مارب لمزاولة مهامه الرئاسية على حد زعمهم ، هذه الدعوات التي تلقفتها قناة الجزيرة القطرية والفضائيات المناهضة للسعودية تعكس حالة الحنق التي وصلت إليها فصائل العدوان جراء استمرار بقاء هادي في الرياض رغم الحديث عن تحرير عدن واستعادة الشرعية منذ عدة أشهر ، حيث تبرز هنا إفرازات صراع النفوذ والمصالح القائم بين السعودية والإمارات في اليمن ، فالموالون للإمارات يريدون عودة هادي إلى عدن كي يتحرر من التبعية والوصاية السعودية التي يرون أنها الطاغية على توجهاته وسياسته ، وعودته إلى عدن ستكسبه حالة من التحرر وستتيح للإمارات السيطرة على سلطة القرار داخل قصر المعاشيق الذي يخضع لحماية قوات ما يسمى الحزام الأمني المدعومة إماراتيا ، بمعنى أن هادي سيكون في عدن خاضعا للإملاءات الإماراتية.
الناقمون على هادي من الموالين للعدوان تأتي مطالبتهم بعودة هادي من باب إحراج السعودية وإجبارها على رفع الإقامة الجبرية عنه والسماح له للعودة إلى عدن أو مارب ، هذه العودة المحفوفة بالمخاطر والتي قد تتسبب في مقتله وهو الحدث الذي قد يحمل معه حالة من الانفراج للأزمة اليمنية ، وخصوصا في ظل تعنت الجانب السعودي الإماراتي الخاضع للتوجيهات الأمريكية والإصرار على الحل العسكري والذي باتت الكثير من الأطراف الموالية للعدوان تدرك إستحالته تماما وتدعم خيار الحوار والمفاوضات على أمل أن تثمر عن مصالحة وطنية يمنية -يمنية تضع نهاية للأزمة اليمنية التي طال أمدها بضوء أخضر أمريكي ومساندة بريطانية صهيونية.
بالمختصر المفيد، بعد ثلاث سنوات من العدوان والحصار والقتل والخراب والدمار ، وبعد هذه الكلفة الباهظة من الخسائر البشرية والمادية ، لم ولن يعد يعنينا الحديث عن شرعية زائفة ساقطة ، ولن يكون لهذا الموضوع أي مجال للنقاش أو الأخذ والرد ، فالدنبوع منذ 26مارس 2015، صفحة سوداء في تاريخ اليمن وتم طويها ، وسيظل أمام كل اليمنيين هو المسؤول الأول عن كل الجرائم والمذابح التي ارتكبت في حق كل اليمنيين من الرجال والنساء والأطفال والتي لن تسقط بالتقادم ولن تكون الشرعية إلا للشعب اليمني الذي هو مالكها ومصدرها.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.