نهج التضحية والفداء

عمار محمد محمد الربيدي

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.. وبعد.. فإن مولد فاطمة البتول الزهراء إنما هو في الأصل مولد الطهر والعفاف والإيمان واليقين والارتباط بالله سبحانه وتعالى، هو مولد الصفاء والنقاء والخير والحب والصدق والإخلاص لله سبحانه وتعالى، ولرسول الله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، فالزهراء هي كما قال الله تعالى الطهر عندما قال سبحانه ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).. وهي خير نساء العالمين في الدنيا والآخرة, كما قال صلى الله وآله وسلم عن الزهراء هي خير نساء العالمين، والزهراء عليها السلام تعلم وتربي المرأة المسلمة على نهج الإخلاص والتوحيد والوفاء والأخلاق الفاضلة للمرأة المسلمة المرتبطة بربها ورسولها ودينها وقيمها وأخلاقها , كما أمر الله ورسوله ، كما أنها تعلم وتربي المرأة المسلمة على القدوة والأسوة الحسنة لبنات المسلمين في كل مبادئ الدين فهي مثال للزوجة الصالحة، والأم الناصحة، والبنت الناضجة والرحم المتصلة بربها ودينها، كما تعلم وتربي المرأة المسلمة على التضحية والفداء لدين الله وفي سبيل الله ومن أجل الله، ومن أجل الوطن المسلم ككل لا يتجزأ وجسد لا يتمزق فمن نظر في سيرة الزهراء عليها السلام وجد المرأة الكاملة التي تمثل هذا الدين العظيم أفضل وأجمل وأكمل تمثيل في مواقفها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كابنة، ومع الإمام علي كرم الله وجهه كزوجة، ومع الحسنين عليهما السلام، ومع المجتمع الإسلامي ككل كمثال للمرأة المسلمة التي تجمع كل خصال الدين والأخلاق.
إن دلالات هذه المناسبة لا تقتصر بالذكرى على النساء فقط بل إنها تربطنا جميعاً عندما نتذكر الزهراء عليها السلام بالمرأة الصالحة، والأسرة المستقيمة، والمجتمع الذي بني على هذه الخصال, فسلام الله على الزهراء بنت رسول الله، فهي نعم المثال.. اللهم احشرنا في زمرة الزهراء وأبيها وبعلها وابنيها وذريتها.. آمين.