افيقوا يا سادة قبل فوات الأوان
فادي باعوم
المتتبع للوضع في الجنوب سيرى بأننا قاب قوسين أو أدنى من دخول ثقب أسود سيبتلع كل شيء .
ابتداء من تكريس المناطقية على خطى تفتيت الجنوب ومرورا بتكبيل حرية الرأي واعتقال الصحفيين وترهيبهم وتدمير البنية التحتية وارتفاع صرف العملة الصعبة بطريقة مخيفة مما يجعل الناس على حافة الجوع ناهيكم عن غياب السيادة الوطنية ويرافق كل هذا التضييق على المغتربين وطردهم .
أي أننا أمام كارثة إنسانية بكل المقاييس وبدلا من الوقوف أمام تلك المشاكل الخطيرة بحزم ومحاولة معالجتها ووضع الحلول لها إلا أن البعض أمتهن التطبيل والتعمية والتضليل ولا يرى إلا مبلغ الألف درهم او الثلاثة او العشرة آلاف درهم على أكبر تقدير ولكنهم ينسون أن هناك ? ملايين يمني جنوبي سيكون اغلبهم تحت خط الجوع بنهاية العام 2018م.
بمعنى أن صرفيات المطبلين ووسائل الإعلام ومبالغ شراء الدمم إذا سخرت لدعم وتطوير الاقتصاد والبنية التحتية لكان الوضع افضل بكثير وهو بالإمكان.
لكنهم لا يريدون بل يمعنون في إفقارنا رغم وفرة مواردنا وهي تحت تصرفهم تماما، وعلى سبيل المثال، هل سألتم أنفسكم يا أخوتي: أين يذهب نفط حضرموت؟ وحضرموت كانت تدعم ميزانية اليمن ككل بـ 50 %!
ولماذا ميناء عدن يراد له أن يظل معطلا ورغم ذلك يرفد الميزانية بالكثير؟
الجواب: إن تلك الموارد وغيرها الكثير تصرف على خوض الحرب في الشمال وكذا على المجاميع المسلحة المحسوبة على الإمارات أي أن كل ما يقدم حاليا في الجنوب هو أصلا من حقكم والشيء الوحيد الذي يصلكم منهم هو المن والأذى والجوع والقتل، فأفيقوا يا سادة.