فقاقيع محمد بن سلمان!!
عبد الله الاحمدي
رصد محمد بن سلمان مليارات الريالات لبناء دور للسينما في المملكة، كما سمح للنساء التنزه والسباحة، وقيادة السيارات، والاحتفال بعيد الحب، كما أفتى أحد علمائهم بخلع عباءة المرأة، وهذه الفقاقيع الإعلامية يحاول المطبلون أن يجعلوا منها تغييرات جوهرية سوف تنقل المجتمع المسعود إلى مرحلة العلمنة والمدنية. أن قيادة المرأة للسيارة، أو ممارستها للسباحة لن تحررها من نظام الوصاية المفروض عليها من قبل الرجل والمجتمع والمؤسسات الدينية.
والحقيقة أن محمد بن سلمان يحاول الضحك على المواطن المغلوب وعلى الغرب لكي يصل سريعا إلى العرش، لكن الغرب يعرف جيدا ما يقوم به ابن سلمان من لعب، وفرقعات طائشة.
الكلام عن تغييرات بدون وجود دستور يحدد علاقة الحاكم بالمحكوم، ويحدد سقف الحريات والحقوق للمواطن، وإيجاد المؤسسات السيادية المستقلة عن الحاكم التي تقود التغيير، والفصل بين السلطات، وتغيير مناهج التعليم، وترشيد الخطاب الديني، هو كلام فارغ، ولغو سياسي، ومغالطة مفضوحة. وبحسب منظمة العفو الدولية فالحريات هي أضيق مما كانت عليه قبل حكم ابن سلمان، ووصل الأمر إلى استهداف المغردين والحكم عليهم بعديد سنوات سجن كما حدث للمغردة.. التي عارضت التطبيع مع إسرائيل. الانفتاح الذي يقوده ابن سلمان هو انفتاح زائف، وغير حقيقي، والعلمانية التي يريدونها هي علمنة الشذوذ الأخلاقي، وليست علمانية التحرر السياسي.
والحقيقة أن المملكة تنتقل من النقيض إلى النقيض بدون هوية، وكل خطوات ابن سلمان ترمي إلى التحكم بالسلطة والثروة.
ومؤخرا أنشأ محمد بن سلمان ما سماه هيئة الترفيه، ورصد لها 240 ريال مليار ريال على مدى عشرة أعوام، وربما تحل هذه الهيئة بدلا عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما على المطاوعة إلا حلق ذقونهم والدخول إلى المراقص. الم نقل أن ابن سلمان ينتقل من النقيض إلى النقيض، وبدون رؤية، فهو يريد الانتقال من أوضاع بدوية كهنوتية متخلفة إلى علمانية يتصورها لعبة بلاستيشن.
محمد بن سلمان يهرب من الأزمات التي تطحن المملكة إلى اختلاق الفقاقيع الإعلامية.
المعارض السعودي د/ سعد الفقيه، يقول في إحدى الندوات : إن نسبة البطالة تصل إلى 30% أما نسبة الفقر فقد ارتفعت إلى 40% ويضيف أن 25% من المنازل في المملكة لا تصل إليها المياه.
ووفق مؤسسة النقد السعودي بلغت حيازة البنوك من السندات الحكومية أكثر من 254 مليار ريال سعودي ما يعادل أكثر من 67 مليار دولار. وفي شهر فبراير أعلنت وزارة المالية السعودية أنها باعت صكوكا محلية أكثر من 7 مليارات ريال في عملية بيع شهرية. وخلال عام 2017م ارتفع الدين العام السعودي بنسبة 38% بما يساوي 438 مليار ريال سعودي، وشكل ما نسبته 17% من الناتج المحلي فيما كان في العام 2016م 13،1%. وبحسب مؤشر البؤس السنوي فقد حلت المملكة ضمن قائمة الدول العشر الأولى الأكثر بؤسا في العالم بحسب التقرير الصادر عن وكالة بلمومبيرج العالمية، وقد كانت في العام 2017م في المرتبة الرابعة عشرة.
نظام آل سعود وعلى رأسه المغرور محمد بن سلمان أدخل المملكة في مستنقعات الحروب والهزائم في سوريا والعراق وليس أخرها في اليمن.، تجرعت فيها هزائم مرة، ارتدت على شكل أزمات في الداخل، تجلت في الاعتقالات ومصادرة أموال الأمراء، ورجال الأعمال، ورفع الأسعار، والضرائب، وترحيل المقيمين، ووصلت الاعتقالات إلى الأسرة المالكة، والوزراء، وهي إجراءات غير مسبوقة في تاريخ المملكة منذ تأسيسها على يد الهالك عبد العزيز.
أما سمعة المملكة في الخارج فهي تحت الصفر، فالوزير الجبير دخل مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل يوم الخميس 22 فبراير من الباب الخلفي نتيجة حصاره من قبل متظاهرين كانوا يهتفون ضده وضد المجرم ابن سلمان.، والحال ليس بأحسن في بريطانيا التي تخرج فيها المظاهرات وتسير لافتات الدعاية على السيارات في الشوارع يوميا ضد ابن سلمان ونظام الإجرام السعودي، مما اضطر الحكومة البريطانية إلى تأجيل زيارة ابن سلمان للمملكة أكثر من مرة.
وهناك دعاوى مرفوعة أمام المحاكم البريطانية من قبل حقوقيين ضد محمد بن سلمان تتهمه بإبادة الشعب اليمني، وانه قاتل ومجرم.
منظمة هيومن رايتس واتش وصحيفة الجارديان هاجمتا محمد بن سلمان ووصفتاه بمجرم حرب، وقالت: إن الحرب في اليمن من اكبر جرائم الإبادة.. أما المفوضية الدولية لحقوق الإنسان فقد وضعت تحالف العدوان على اليمن ، وعلى رأسه السعودية بخانة قتلة الأطفال. وفي ألمانيا منع التحالف الحاكم شركات السلاح من بيع الأسلحة والمعدات العسكرية إلى السعودية والإمارات. ويبدو أن المملكة تعيش في عزلة لم تعهدها في تاريخها، ولم تكن تتوقعها.
محمد بن سلمان يعيش خائفا مرعوبا، فلم يعد يثق بأحد من رجال أمنه، فبعد الاعتماد على مرتزقة البلاك واتر في حراسته، ها هو يستورد جيشا باكستانيا مهمته حراسته، وأعوانه.