بالمختصر المفيد.. العدوان وقطيع المرتزقة الجدد
عبدالفتاح علي البنوس
من البلاك ووتر إلى الداين جروب إلى الجنجويد أضف إلى ذلك مرتزقة الداخل حشد العدو السعودي وشريكه الإماراتي للقتال بالنيابة عن جيشيهما الكرتونيين الفرارين، بعد أن فشلوا في تحقيق أي انتصار، على مغاوير الجيش واللجان الشعبية، قدموا لهم الإغراءات المالية، ووفروا لهم كافة الإمكانيات لقتال أبناء شعبنا في سياق عدوانهم الهمجي الإجرامي الوحشي، وماهي إلا أيام قلائل حتى لاذ عناصر البلاك ووتر بالفرار بعد أن وجدوا أنفسهم تحت نيران أبطالنا المغاوير، وكان البديل عناصر الداين جروب والذين لم يصمدوا طويلاً وماهي إلا فترة وجيزة حتى غادروا يجرون خلفهم أذيال الهزيمة بعد أن تم التنكيل بهم، وبعد أن أدركوا بأن تواجدهم على الأراضي اليمنية ليس نزهة أو جولة سياحية وحلبة استعراض العضلات، حينها أرسل الزهايمري سلمان نجله المهفوف وقطيع أبواق الوهابية السعودية إلى عدد من الدول العربية والإفريقية والغربية للتعاقد مع مرتزقة جدد للقتال إلى صفهم، وحينها فشلوا في هذه المهمة ولم يتفاعل معهم ويتجاوب مع طلبهم إلا السفاح السوداني عمر حسن البشير الذي انبطح أمام الإغراءات السعودية ووافق على إرسال مجاميع من الجنجويد والقوات السودانية للقتال في اليمن تحت راية آل سعود، وعلى الرغم من الخسائر البشرية في صفوف مرتزقة السودان إلا أن النزعة الإجرامية والتسلطية التي عليها السفاح البشير تدفع به للإستمرار والمضي في إرسال المزيد من المرتزقة طمعاً في المال والإسناد السعودي، ولعل هذا الدور القذر الذي لعبه البشير هو الذي دفع إلى رفع العقوبات المفروضة عليه بعد أن أثبت حسن الولاء والطاعة للبيت الأبيض وتل أبيب والرياض.
وبالتزامن مع إرسال المزيد من مرتزقة السودان كان الإماراتيون والسعوديون يحشدون مجاميع من مرتزقة المحافظات الجنوبية للقتال في الحد الشمالي بالنيابة عن الجيش السعودي وكذا للقتال في جبهات الساحل الغربي بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في صفوف جنودهم وهو ما أحدث حالة من السخط الشعبي في الشارعين السعودي والإماراتي، وذلك لتفادي ردود الأفعال الغاضبة وخصوصاً بعد أن نجح الإعلام الحربي في نقل صور القتلى من الجنود السعوديين والإماراتيين والمحارق التي يتعرضون لها، فكان خيار جلب المرتزقة هو الأنسب غير مكترثين بما يسفر عن ذلك من قتلى في صفوفهم، ومع ذلك لم ينج أفراد جيشهم من القتل والتنكيل مما دفعهم للذهاب نحو باكستان وأفغانستان للإستعانة بالعناصر الإرهابية المتطرفة للقتال في صفهم على أمل أن يتمكن هؤلاء المرتزقة الجدد من تحقيق ما عجز عن تحقيقه أسلافهم ورفاقهم في درب الإرتزاق والإجرام، وهم بذلك يعلنون عن مرحلة جديدة من مراحل العدوان يريدون تنفيذها مع بداية العام الرابع من عمر عدوانهم الوحشي والإجرامي، ظناً منهم بأن بإمكانهم إخضاع وتركيع أبناء الشعب اليمني، وكسر إرادتهم والنيل من صمودهم وثباتهم باستجلاب مرتزقة جدد يحملون الصبغة الإرهابية الوهابية الفكر والمعتقد والذين تم استقدامهم تحت يافطات وشعارات دينية كاذبة للتغطية على فشلهم والهزائم التي يتجرعون غصصها وآلامها يومياً قرابة الثلاثة أعوام.
بالمختصر المفيد، لقد جرب آل سعود وآل نهيان جيشيهما ومرتزقتهما المحليين والخارجيين طيلة الثلاثة الأعوام الماضية من عمر العدوان في مواجهة أبطال الجيش واللجان الشعبية وعايشوا الهزائم المتلاحقة والمتعاقبة الواحدة تلو الأخرى رغم فارق الإمكانيات وضخامة الدعم والإسناد الذي يحظون به، ولكن غرورهم وغطرستهم المسنودة بالرغبة الأمريكية في استمرار العدوان لضمان استمرار تحقيق المصالح والمنافع الأمريكية على حساب الخزانة السعودية والإماراتية يدفعهم للإستعانة بمرتزقة جدد رغم أنهم يدركون بأن المشكلة ليست في كثرة المرتزقة، فالأعداد التي تقاتل معهم من المرتزقة كثيرة جداً، ولكن المشكلة في عدم مشروعية ما يقاتلون من أجله وفظاعة ما يرتكبون من مذابح ومجازر وجرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، هذا الظلم الكبير غير المسبوق لا يمكن أن ينتصر على المظلومية اليمنية، فالله هو الحكم العدل، الجبار المنتقم والناصر والمعين، يحيطنا بلطفه وعنايته وتأييده ومهما حشد الأعداء من مرتزقة سيهزمون بإذن الله ويولون الأدبار ولن تكون اليمن إلا مقابر ومحارق لهم تسوءهم سوء العذاب في الدنيا وينتظرهم في الآخرة العذاب والعقاب الوخيم بإذن الله وقدرته وعلى الباغي تدور الدوائر.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.