تقرير الخبراء.. محاولة لصرف النظر عن الانتهاكات في اليمن
عامر محمد الفايق
رغم الرؤية التي يحاول التقرير الدولي لخبراء الأمم المتحدة أن يعكسها للعالم عن الوضع والحال في اليمن والناص بأن اليمن ..”دولة قد تلاشت وأصبح دويلات مشتتة” إلا أن اليمن سيبقى كوحدة سياسية قائماً برغم العواصف على حائط صد اليمن “شعبه العظيم” .
في التقرير .. وبعد ثلاث سنوات من الحرب على اليمن ينكشف الدور المدمر للسعودية والإمارات وفق تقرير الأمم المتحدة المنشور مؤخراً والذي خصص جانباً منه لما اسماه بالدور الخطير للإمارات وتشكيلها لقوات تابعة لها في اليمن.
وبالرغم من أن ذلك التقرير المضلل فإنه وإن حمل طرفاً من جانب التحالف مثل الامارات المسؤولية فإنه لن يبرئ السعودية والأمم المتحدة نفسها أمام اليمنيين عن ما تقوم به وتفعله.
إن اليمن المعني بمشكلته الداخلية فإنه كبلد موحد سيظل قائماً في الوجود رغماً عن أنف النظام السعودي والإماراتي ودول التحالف ومنظمات الدعالم بسبب وضوح وتوحد الرؤية للغالبية اليمنية الشعبية الجماهيرية في كل مدن ومحافظات الجمهورية عن تيقن بأن هدف تحالف العدوان الرئيسي وهو تحويل اليمن إلى دويلات متحاربة. هو المخطط الذي فشل.
لقد اصبح اليمنيون يعرفون الآن اكثر أن ما كان يراد لليمن هو تفتيته وتقسيمه بعد انكشاف وهم يمن اتحادي من ستة اقاليم والذي كانت تدعمه السعودية والنظام السعودي بقوة لكنه فشل.
تاليها انكشاف خطة الإمارات مؤخراً في اعادة اليمن إلى شطرين شمالي وجنوبي او اقليمين والتي فشلت أيضاً.
التقرير الذي نشره مجلس الأمن عن خبراء في الأمم المتحدة على أن اليمن اصبح دويلات متحاربة، فيه من السخافة ما لا يتسع ذكره في هذا المقام.. لكن..
المبرر الذي كان لعملية دعم الشرعية وأسس تحالف لأجلها يضم السعودية والامارات وطيلة مدة العدوان قد فقد مسوغه (القانوني) عبر قرار2216 لمجلس الأمن بسبب الاعتراف بالمجلس الانتقالي في الجنوب من قبل السعودية والامارات ودعمهما له.
أيضاً مجلس الأمن والأمم المتحدة التي خدش حياؤها لانحيازها التام للتحالف لم يعد لديها ما تتحدث عنه الآن إلا الحديث عن الجانب الإنساني.
لقد أصبح الكثير يعرف زيف الادعاءات حول الجانب الانساني. كون التغني بالأزمة الانسانية ادعاءات زائفة ..لسبب بسيط وهو أنه لولا تأييد الامم المتحدة للتحالف ولولا قرارات مجلس الأمن المشرعنة للعدوان لما انتهكت الإنaسانية في اليمن.
ان الإجابة الصحيحة لسبب تفاقم وازدياد تدهور الحالة الإنسانية في اليمن سببها الحرب التي يشنها التحالف على اليمن منذ ثلاث سنوات والحصار الشامل واستخدام السعودية والامارات قوات تسلحها وتمولها وكل ذلك سبب كارثة تفاقم الازمة الانسانية.
لقد ورد في التقرير فضائح وأدلة على ما جناه التحالف والأمم المتحدة ومجلس الأمن بحق اليمنيين. ورد في التقرير تنفيذ التحالف وحكومة ما تسمى بالشرعية عمليات اعتقالات واحتجازات تعسفية وعمليات اخفاء قسرية وممارسات في التعذيب. للمدنيين.. كما أورد من اسباب تعاظم الكارثة الانسانية إغلاق التحالف للمعابر البرية والموانئ والمطارات ووصف أن استخدام التهديد بالتجويع كوسيلة حرب ضاعفت معاناة المدنيين.
صحيح كان في التقرير تركيز على دور الإمارات وإعفاء السعودية من مسؤوليتها عندما ورد فيه عن الخبراء أن قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية التي تتبع دولة الإمارات تقوض الحكومة، ومتورطة في انتهاكات للقانون الدولي الإنساني. إلا أن تلك الاشارة لدولة معينة في التحالف لا توفر حماية أو تخلي المسؤولية عن دول التحالف والأمم المتحدة ومجلس الأمن عن كل الانتهاكات التي تقوم بها في اليمن.
يأتي التقرير ليبرر أزمة صاحبه وورطته عموماً والذي يريد أن يبرر للمملكة بعد أزمة خانقة اندلعت بين قوات ما تسمى بالشرعية الموالية للسعودية والرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي القابع في فنادق الرياض والقوات الموالية للإمارات بعد سيطرة الأخيرة على مناطق جنوبية عدة ليلفت النظر إلى ما يجري من صراع بين السعودية والامارات والخلافات في تقاسم النفوذ ليصرف الأنظار عن كل الانتهاكات المتواصلة داخل حدود اليمن وخريطته بالكامل.
التقرير جاء بمثابة محاولة لإظهار وابراز الخلافات بين السعودية والامارات وجعلها أهم مما يفعله التحالف ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشكل جماعي من خلال العدوان والتغطية على الانتهاكات في حق اليمنيين واطالة أمد الحرب.
لكنها محاولات مكشوفة ..إن طال أمد العدوان واستمر فإن اليمنيين تحت قصف وظلال الطائرات سيتحد وينتصر وأكاذيب وتضليلات التحالف ومنظمة الأمم المتحدة وخبرائها ومجلس الأمن إلى زوال، فاليمنيون اصبحوا يعرفون قضيتهم وأولوياتهم ولديهم كل الدلائل والبراهين على مظلوميتهم وحثهم على الصمود حتى الانتصار.