20 فبراير من كل عام.. اليوم الوطني للبيئة في اليمن
د. يوسف المخرفي
تحتفل بلادنا باليوم الوطني للبيئة السادس عشر في ظل أوضاع حتمت توجيه الجهود نحو أعمال الإغاثة من الفقر والمرض والجهل، دون اعتمادات خاصة بتفعيل العمل البيئي أو دعم دولي تعهدت به الدول المانحة لذلك العمل.
وقد نتج عن العدوان على اليمن وإطالة مداه أضرار على البيئة يأتي في مقدمتها ذلك الفعل المشين الذي تقوم به دولة الإمارات في جزيرة سقطرى من اجتثاث لشجرة دم الأخوين الطبيعية النادرة ونقلها لتزيين شوارع أبو ظبي بها.
كما نتج عن حالة العدوان ضعف مستوى الرقابة على الصيد الجائر في المياه الإقليمية اليمنية وما ينتج عن ذلك من أضرار على التوازن البيئي الحيوي في السواحل اليمنية.
كما نتج عن هذه الحالة عدم قدرة الدولة ماديا على العناية بالمتنزهات والمساحات الخضراء والأشجار بالمدن الرئيسية بما لها من أهمية في تحقيق التوازن البيئي.
ونتج عن ارتفاع أسعار الوقود عدم الجدوى الاقتصادية للنشاط الزراعي، وبالتالي عزوف الكثير من المزارعين عن استزرع أراضيهم.
كما نتج عن حالة الحصار والعقوبات المفروضة على اليمن عدم تقديم الدعم للحكومية اليمنية لتفعيل دورها في الجهود البيئية التي تخفف من حدة المشكلات البيئية على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وكذا عدم مزاولة منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والجهات المانحة ذات العلاقة بالبيئة لمهامها في اليمن.
وبالتالي فإن نتاج كل ذلك ضرر بالبيئة اليمنية سواء من حيث تحقيق التوازن البيئي أو اضطراد حدة التغيرات المناخية على البيئة اليمنية.
إن كل جهد بيئي يمكن القيام به في بلادنا لن يجد التمويل والدعم والاعتماد المالي حتى في حدوده الدنيا.
وبدورنا كمتخصصين في العمل البيئي نناشد الأمم المتحدة إعادة مزاولة مهام منظماتها المعنية بالبيئة في اليمن كون المشكلة البيئية عالمية في حدودها لا تعرف الحدود الجغرافية ولا تعترف بالقرارات السياسية باستثناء تلك التي لا توقف عجلة الجهود البيئية للتخفيف من حدة المشكلات البيئية.
وبالتالي فإنه إذا ما استمرت هذه الحالة السلبية ممثلة في عدم تقديم أي جهود بيئية؛ فسنشهد صيفا حارا على غير العادة، وما قد يترتب على ذلك من مشكلات صحية وبائية تؤثر على صحة الفرد والمجتمع.