هل عرفتمونا
سعاد الشامي
مهلا أيها المجرمون …
أوقفوا اطلاق الرصاص ، أعطوا طائراتكم فترة استراحة من هواية التدمير المفضلة لديكم ، خففوا من شهيتكم المتفتحة لشرب الدماء وإلتهام الأشلاء حد الإدمان، رفقا بأنفسكم التي اجهدها العناء بلا جدوى و القتل بلا طائل والخسائر بلا فائدة ، توقفوا قليلا ووجهوا أنظاركم نحونا…
فهل عرفتمونا؟!
سبق وأن حكينا لكم بعضا من قصصنا..
عندما تماسكنا وأمتزجنا بوجه صواريخكم وأقتحمنا مواقعكم وأشعلنا النيران في آلياتكم بكرتون وولاعة!!
عندما دمرنا أعصابكم بكل سهولة مع كل خطوة نرتقي بها على السلالم لنصل إليكم ونذيقكم شدة بأسنا ووابل رصاصنا !
عندما انهارت رصاصاتكم وفشلت وذابت في بطن الصحراء وهي تلاحق أخا مجاهدا منا يحمل أخا جريحا آخر وهي تفضح فشلكم الذريع ودناءة أهدافكم وانحطاط أخلاقكم وافتقادكم لأبسط معايير الرجولة وافتقاركم لأدنى مستويات الفروسية ، ولم تتعلموا من رجالنا وفرساننا بعضا من ذلك رغم تكرار ذات المواقف ولكن بصورة يمانية سامية توضح للعالم بأكمله ما وصلنا إليه من قوة الإيمان والثقة بالله ومافازت به نفوسنا من أرقى المعاني الوطنية والإنسانية والأخلاقية .
ترعبكم بطولاتنا أوليس كذالك؟!
كل هذا ولديكم السلاح والنقود والدعم الأممي وقد أستهلكتم ثلاث أعوام ودخلتم في عامكم الرابع دون أن تحققوا شيئا يذكر غير الأذى والإجرام!
فهل عرفتمونا الآن؟!
لاتكلفوا أنفسكم عناء التفكير وخجل الإجابة
وسنخبركم من نكون…
نحن الأشلاء المتناثرة ، والجثث المتفحمة ، والطفولة المذبوحة ، والبيوت المقصوفة ، والأسواق المحروقة ، والبنيان المهدومة ، والمطارات المقفلة ، والموانئ المحاصرة ، و المنافذ المغلقة ..
نحن دماء الأبرياء ، وفقد الأمهات ، ودموع الثكالى ، وصراخ اليتامى ، وأنين الجرحى، وعذاب الأسرى ، ورغيف الجائع ، ودواء المريض ، وصور كل الألام الناطقة.
نحن صوت المظلومية ولهيب أنفاس الوطن ، والنموذج الأصلي للرجولة في زمن أشباه الرجال ، ونحن الصلابة والثبات في مواجهة الرخويات الزاحفة ، نحن قرابين الفداء وثمار العطاء ، والنيران التي لاتنطفئ والمتقدة من حطب جرائمكم ، واللغة العصية في قواميس الدفاع المقدس عن المستضعفين التي لاترقى ثقافاتكم لاستيعابها …
نحن المعجزات التي تتولد في اللحظات الحاسمة ، ووعد النصر القادم من معارج الغيب، وكل الاحداث العظيمة التي سيكتبها التاريخ …
نحن علم في رأسه نار ، فتأتم الحياة بنا .. نحن أسود اليمن