احقاد السعودية تطال المغتربين
ماهر عقبة
من وطنه إلى جيرانه كان يسافر الفرد بحثا عن لقمة عيش شريفة وعن فرصة عمل في الغربة تساعده على دفع عجلة أحلامه وأحلام ذويه نحو حال أفضل بيد أن تعسفات الجار أرهقته في يومياته ويوميات أعماله فعاش غريبا رغم أنه الأقرب إلى تلك البلاد وعاش مكبوتا رغم أنه الأوفى من بين كل القادمين إليها جاء على أمل ليعيش فيها على نكد، فأصبح ضحية روتينها القاسي وصريع ديدنها المرير جاء معتقدا أنه القريب الأولى لجيرانه فوجد في تعاملاتهم أنه عدوهم الأول رغم وفرة محصولها وتخمة أثريائها رغم القبلة والمسجد ورغم السعي والطواف ومكة والمدينة
إلا أن حكامها بعد 1400 عام من حياة الإسلام لازالوا يتعاملون مع المسلمين ببطانة أبي جهل يكفرون برأفة محمد صلى الله عليه وسلم ويتنكرون لتوصياته بحقوق الجار.
وما عناء المغترب اليمني في المملكة من حيث سيل التعسفات القسرية وكثرة المطالب الصعبة إلا شاهد حي يحاكي تزمت الممالك تجاه جيرانهم البسطاء وأشقائهم المحاذين، حيث أصبحت الأولوية عندهم للشرق أسيوي والفرص المتوفرة حصرية في الغالب عليه وهذا الأمر ليس وليد اللحظة بل هو ناتج عن السياسة الكبتية السعودية المتراكمة والمتخوفة من كل شكوكها المولودة من كهنوتية سطوها القديم على عروش الجزيرة العربية في نجد والحجاز ونتيجة للحقد المتوارث بينهم تجاه اليمن وكل من ينتمي إليها وكأن اليمني ليس أصل العروبة وليس سند الرسالة المحمدية منذ البداية..
وما التعامل السعودي الأرعن ضد المغترب اليمني عبر العقود الماضية إلا تعبير واضح عن سوء النوايا وشراهة الحقد السعودي ضد اليمن في أدق التفاصيل إنسانا وهوية
لقد ظلوا يتعاملون مع الانتماء اليمني كتهمة عامة ثم جعلوا بعدها من لقب الزيدي تهمة عمموها على كل من يحمل هوية اليمن، حيث جاء كل هذا التركيز من أجل خلق المبرر الكافي لهم لتنفيذ أحقادهم على المغترب اليمني وتكثيف التعسفات الدونية والتعالي المغرور باسم الخزائن المكدسة والنفط السائل.