بالمختصر المفيد.. رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس
عبدالفتاح علي البنوس
بداية لا بد من الإشارة إلى أن عنوان مقال اليوم كان الشعار الرسمي لحملة مرشح أحزاب اللقاء المشترك لانتخابات الرئاسة في العام 2006م الراحل فيصل بن شملان ، هذا الشعار الذي أحسن المشترك في اختياره وكنت من الذين أعجبوا به ، رغم أنني كنت من المناهضين للمشترك والموالين للطرف الآخر الذي رفع شعار يمن جديد … مستقبل أفضل ، وبعيدا عن منغصات ومساوئ السياسة والحزبية وبالعودة إلى عنوان المقال ، فإن الحاجة اليوم باتت ملحة وضرورية لأن تتكاتف الجهود وتتضافر من أجل طي ملفات الماضي وترحيل كافة الملفات الشائكة والتفرغ التام من أجل تهيئة كافة الأجواء والظروف للوصول إلى اللحظة الفارقة التي يتنافس فيها اليمنيون من أجل انتخاب رئيس يعمل من أجل اليمن ، رئيس يسخر كل وقته وجهده من أجل خدمة شعبه ووطنه ، لا العكس .
رئيس بمواصفات الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي طيب الله ثراه ، والذي نجح بوطنيته وإخلاصه وتفانيه ونزاهته في إرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة ، دولة المؤسسات التي يحتكم فيها الجميع للنظام والقانون ، ويتساوى في ظلها الجميع دونما استثناء أو فوارق أو امتيازات أو طبقات ، هذه الدولة التي سرعان ماتم الانقلاب عليها بمشاركة من جارة السوء السعودية التي كانت العقل المدبر لوأدها في مرحلة التأسيس باغتيال مهندسها وقائدها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي نجح في تعرية النظام السعودي وقطع أذنابه في الداخل اليمني .
رئيس بحكمة ورجاحة عقل الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي يقود دفة سفينة الوطن بحكمة واقتدار في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد ، متجاوزا كافة التحديات والعقبات التي تعترض مساره ، وهو ما اكسبه تأييد واحترام كافة القوى والمكونات الوطنية المناهضة للعدوان والتي رأت فيه رجل المرحلة بامتياز، وهو الذي يرى في كرسي الرئاسة تكليفا لا تشريفا ، ومغرما لا مغنما ، ويسعى جاهدا لاستغلال منصبه في خدمة شعبه ووطنه غير مبال بالأخطار التي قد يتعرض لها وهو الذي يتنقل بين الجبهات وزائرا للمدن والمحافظات ، وحاضرا للاحتفالات والمهرجانات والدورات رغم قصف وتحليق الطائرات ، و نشاط عناصر رصد التحركات وإرسال الإحداثيات ، في تجسيد عملي وواقعي للشعار السالف الذكر .
بالمختصر المفيد، نحن في حاجة ماسة لترميم الجسد اليمني من الداخل ليستعيد عافيته ، وللوصول لهذه المرحلة يتطلب الأمر وقفة جادة من الجميع ضد العدوان ورفد جبهات العزة والكرامة بالمقاتلين ، تعبنا من صناعة الأصنام والإفراط في الولاء لها لدرجة العبادة ، نحن من نصنع من القادة والزعماء فراعنة ، ونحن من يشجعهم على نهب ثرواتنا واستغلال خيراتنا والتحكم في مصيرنا والجثم على صدورنا لعشرات السنين وكأن النساء عقمن أن ينجبن أمثالهم ، صدقوني نحن سبب الداء ونحن من بأيدينا الدواء ، وعلينا جميعا أن نجعل من شعار (رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس ) ثقافة ومنهجاً لنا ،نرسخه على الأرض سلوكا وممارسة ، ويكفينا درس الخائن الدنبوع وما نتج وينتج وما سينتج عنه ، والحذر كل الحذر من الانجرار خلف العواطف والنزوات والولاءات والمصالح والحسابات ذات الأبعاد المختلفة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .