صراع المرتزقة يوضح الصورة
بقلم / هاشم أحمد شرف الدين
ما يحدث في عدن من صراع مسلح منذ بداية الأسبوع هو أمر بديهي ونتاج طبيعي كصراعات تنشب حتما بين مجموعات العملاء الذين تسيرهم أجندات الغزاة الأجانب، ولهذا أحاول هنا لفت انتباهكم إلى ما يمكن أن يسهم فيه هذا الصراع تحديدا في اتضاح الصورة بشكل كامل للكثير ممن وقعوا ضحية التضليل الإعلامي للغزاة أو لمرتزقتهم، فقد جعل ذلك التضليل الصورة ضبابية فلم يرها البعض جيدا، وانخدعوا..
انخدعوا بوصف المناطق الجنوبية “محررة” بينما هي محتلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وبات تحرير الأرض في قاموسهم يعني تحريرها من أبناء الشعب وليس من الغزاة الأجانب !!..
انخدعوا بأن السيادة تعني تكرار القول برفع العلم الجمهوري في مران بصعدة، بينما هو يداس في تلك المناطق التي يسمونها محررة، وترتفع أعلام الدول الغازية في الشوارع والمراكز الحكومية مدنية وعسكرية دون أن يكون لهم أي موقف !!..
انخدعوا بأن النظام الجمهوري الذي يجب أن يدافعوا عنه هو النظام الذي يحدده ويرسمه النظام الملكي السعودي، وليس هم كشعب يمني !!..
انخدعوا بتصديق أكذوبة مواجهة تدخل خارجي إيراني، بينما هم يؤيدون ويشاركون قوى خارجية في العدوان على الشعب، حتى أصبح عندهم استقلال البلد لن يكون إلا بمساندة تلك الدول على احتلال بلدهم..
إن الصراع في عدن سيسهم في اتضاح الصورة بشكل أكبر لأولئك المخدوعين، لتتكشف لهم الحقائق عن تلك القوى العميلة التي تغنت بالوطنية عقودا من الزمن، ثم عند المحك سارعت لمساندة الغزاة المعتدين على قتل أبناء الشعب واحتلال البلد، إما صراحة كما فعل بعضها في بداية العدوان، أو تسترا كما انكشف وجه عمالة بعضها مؤخرا وتنسيقه الكامل مع المعتدين كطابور خامس، وصار يرتمي اليوم في أحضانهم..
ويعني اكتمال أجزاء الصورة وازدياد وضوحها – ونحن على مشارف صمودنا لما يقارب الثلاثة أعوام في وجه المعتدين ومرتزقتهم – أن الشعب اليوم يقف إزاء أجلى صورة تقدم أنموذجي (الوطنية والعمالة)، ففيها شعب مستضعف تكالبت عليه أقوى الدول سلاحا ومالا، تدافع عنه قوى وطنية بحتة في طليعتها أنصارالله وحلفاؤهم، بدون أي مشاركة لقوى خارجية، وفيها عملاء مرتزقة خونة يشتركون مع أقوى الدول في العدوان على بلدهم..
ومضة:
كما أراد الله تعالى أن يكون نصر الشعب اليمني على قوى تحالف العدوان الأمريكي السعودي يمنيا خالصا من أية مشاركة قوى أجنبية فإن واقع الحال يؤكد أن إرادة الله تدفع نحو أن يكون نصرا يمنيا وطنيا محضا خاليا من أي قوى عميلة..