عبدالسلام فارع
كثيرة هي تلك المحطات الخالدة في حياة الكثير من نجوم الرياضة اليمنية وهي في معظمها تستحق التوقف عندها كثيرا لنستشف من خلالها الكثير من العبر والدروس فعلى سبيل المثال فقط، نجم وحدة صنعاء الأسبق أحمد سعد العذري الذي غيب الموت نجله البكر في سبعينيات القرن المنصرم في اليوم الذي كان محددا للمواجهة الكروية بين فريقه الوحدة ومنافسه التقليدي أهلي صنعاء لم يقف حائرا في التعامل مع مصابه الجلل حيث قام بدفنه وأكمل باقي المهام الأخرى بطريقة موائمة كي لا يغيب عن لقاء القمة الذي جمع فريقه الوحدة مع جاره أهلي صنعاء ولهذا وذلك ستظل مثل هذه القامات الكبيرة في رياضة الوطن شامخة شموخ عيبان وشمسان وشموخ عطاءاتهم الزاخرة في ملاعبنا المستطيلة.
أتا شقيقه الراحل يحيى سعد العذري الذي عرف بمواقفة الإنسانية النبيلة تجاه الكثير من الأصدقاء فأن أجمل المحطات الرياضية في سيرته الحافلة فقد تمثلت حسب الرئيس الأسبق للاتحاد اليمني العام لكرة القدم بحصول ناديه أهلي صنعاء على معظم البطولات في أيام تواجده مع الأهلي وزاد الصباحي علي بن عبدالكريم بأن العذري الذي خاض المعترك الانتخابي في ناديه أهلي صنعاء أو بالأصح مع خوض الانتخابات كان على وشك الوصول لرئاسة النادي لكن المخضرمين وأرباب الخبرات الانتخابية بادروا إلى تأجيل موعد الاقتراع بعد أن نسقوا مع أرباب اللعب النظيف بأن اليوم التالي هو الموعد المتفق عليه ولم يع الراحل يحيى العذري تلك اللعبة بعد فوات الأوان حيث فوجئ بأن الانتخابات قد تمت وبأن زميله حسين الأهجر صار رئيسا للنادي.
بعد أن خرج منتخبنا الوطني لكرة القدم من بطولة خليجي 23 بدولة الكويت بخفي حنين برر البعض ذلك الاخفاق والفشل الذريع بأساليبهم الفجة والمقرفة فيما عول البعض على فرصة التعويض آسيويا ولأن هذه الأسطر كتبت قبل المحطة الآسيوية المذكورة فالأمرسيان بالنسبة للكثيرين بل أن معظمهم يتمنى أن يواصل المنتخب فشله المألوف لأنهم يعتقدون بأن نتائج المنتخب المقبلة في حالة التأهل إلى المرحلة الثانية ستكون حافلة بالكثير من القهر والوجع والفضائح المجلجلة وعموماً إن أراد القائمون على كرة القدم اليمنية الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه فعليهم التوقف والاعتذار عن المشاركات الخارجية حتى ،بثبتوا للجميع بأن سمعة الوطن أكبر من السفريات والمعسكرات العقيمة والمشاركات الهزيلة والهزلية.
أدرك جيداً بأن الكثير من نجوم كرة القدم الذين تناولت بعضاً من إبداعاتهم وعطاءاتهم عبر هذه الزاوية في أعداد سابقة من رياضة الثورة لم ينالوا حقهم المطلوب وبأن ما قدموه لكرة القدم اليمنية من خلال أنديتهم الرياضية والمنتخبات الوطنية هو أكبر بكثير من أن يشار إليهم في مثل هكذا مساحة. وعليه فأني استسمح الجميع عذراً كما أني أعدهم إن شاء الله وإن كان في العمر بقية بأن تكون الكتابات القادمة أكثر إنصافا وأكثر تسليطا للأضواء على عطاءاتهم شبه المنسبة.
لأن الكتابة في الشأن الرياضي وباقي المجالات والشؤون الأخرى باتت بالنسبة لي بمثابة العشق الذي تصعب مقاومته وربما لم أتخل عنه فأن المقربين جداً من كتاباتي واهتماماتي وحدهم من يعرف بأن سبيلي خال من المصالح وغايتي إسعاد الآخرين والوقوف بجانبهم وقد لا يصدق البعض.
لأتي لم أكن أعرف بأن هنالك مخصصات مالية لمواكبة وتغطية الفعاليات الرياضية الآن بعد أكثر من 20 عاماً وعبر أحد الوافدين الجدد على ساحة الإعلام الرياضي وربما لهذه الأسباب لم أحظ خلال عقود أربعة من مرافقة أي بعثة رياضية، تقولوا يا جماعة أيش السبب وأين يكمن الخلل؟