*تسجيل 583 حالة اصابة محققة في 15 محافظة
*وزارة الصحة: لدينا خطة عمل تشمل رصد الحالات ورعايتها والمعالجة مبكرا والتطعيم ونشر الوعي المجتمعي
إعداد / رجاء عاطف
ليس بخافِ حال القطاع الصحي في اليمن منذ انطلاق العدوان وما لحقه من أضرار لقرابة الثلاث سنوات أدت إلى خروج أكثر من 55% من سعته الفاعلة عن الخدمة نتيجة لاستهداف العدوان منشآته وتأثير الحصار الجائر على ركائزه الأساسية وتجاوز تداعياته شحة وانعدام الامدادات إلى نفقات تشغيل منشآته ورواتب كوادره، مخلفة ملايين الأطفال يعانون سوء التغذية وخطر المجاعة وانتشار الأوبئة وحرمان الكثير من السكان من الحصول على أبسط الخدمات الطبية الأساسية.وهنا لم يكن انتشار الكوليرا وحمى الضنك في الآونة الأخيرة هو ما قضى على حياة الكثير من المواطنين الذين لم يجدوا رعاية طبية متكاملة بسبب ما خلفه العدوان بل زاد على ذلك تفشي وباء مرض الدفتيريا الذي إن لم يجد تخطيطا مسبقا لمكافحته سيقضي على من تبقى من المواطنين الذين لم يطلهم قصف العدوان.. تفاصيل أكثر عن وباء الدفتيريا في التالي:
الدفتيريا ما يعرف أيضا بـ (الخناق) هو مرض معد يصيب الجهاز التنفسي العلوي وينتقل عبر تنفس رذاذ الشخص المصاب والاتصال المباشر بالمريض، وتسببه بكتيريا الخناق الوتدية.أعراض الخناقأعراض مرض الدفتيريا «الخناق» التهاب في الحلق وحمى وتكون غشاء ابيض ملتصق للوزتين والبلعوم وتجويف الأنف وسعال مصاحب وتغير صوت المريض حتى يصبح خشنا ويشبه صهيل الحصان مع وجود رائحة بالفم كريهة جدا، صعوبة في البلع وخروج افرازات من الأنف قد تكون مصحوبة بدم، وقد يأتي مع المرض غثيان وطرش وصداع وكذلك تضخم الغدد اللمفاوية مصحوب بألم.وفي حال وجود حالة واحدة مؤكدة مخبريا من هذه الأعراض فهذا انذار يشبه الاصابة بالوباء وتكون فترة الحضانة للمرض من 10-2 ايام.فئات الإصابةالفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالدفتيريا هي فئة الاطفال غير المطعمين الذين لم يستكملوا كل جرعات اللقاح وأيضا المخالطين مباشرة للحالات المصابة، إلى جانب المصابين بسوء التغذية وضعف المناعة، وكذا الاشخاص الذين يعيشون في اماكن مزدحمة كالنازحين وغيرهم .فمعدل الوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة يتراوح بين 10-5 % وقد يصل إلى 20 % لدى البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 40 سنة، وكما أن نسبة الحالات التي تعاني من مضاعفات 20 % وتلك المضاعفات تشمل التهاب عضلة القلب بواقع 20 % من الحالات والاعتلال العصبي المحيطي 10 % من الحالات، عنق الثور وتورم الرقبة 10 % من الحالات .سبل العلاجتكون معالجة هذا المرض بوجوب احالة المريض إلى اقرب مرفق صحي واعطائه المصل المضاد للدفتيريا كما يجب اعطاؤه المضادات الحيوية لمدة 14 يوما، ويجب تطبيق اجراءات العناية بالمريض وأبرزها (عزل المرضى المصابين – نصح المرضى بالاهتمام بالنظافة الشخصية والنظافة العامة – استخدام الكمامات والقفازات اثناء معالجة المصابين والتغذية الجيدة.239 حالة لعام 2017مفي اليمن وبحسب منظمة الصحة العالمية تُسجل سنويا في المتوسط حوالي 50 حالة اشتباه إصابة بمرض الدفتيريا، وفي مطلع الثمانينات شهدت محافظة الحديدة أكبر وباء سجل في اليمن حيث سجلت 149 إصابة و20 وفاة فيما بين 29 أغسطس 1981م إلى 16 يناير 1982م.وقد شهد اليمن تزايدا ملحوظا في عدد حالات الاصابة المحتملة بالدفتيريا منذ أغسطس 2017م حيث سجلت 239 حالة حتى 4 ديسمبر 2017م في 56 مديرية من 15 محافظة وبنسبة إماتة 11,7 %، وقد سجلت 61 % من إجمالي الحالات في محافظة إب وكانت أعمار 84 % منها فوق 5 سنوات، بينها 59 % كانت غير مطعمة و24 % من الحالات تلقت أقل من 3 جرعات من اللقاح .وبلغ إجمالي الحالات التي تم رصدها حتى يوم 8 ينايرالجاري 583 حالة في كافة المحافظات المذكورة التي انتشر فيها وباء الدفتيريا فيها.خارطة انتشارونظرا لكوننا في اليمن نمر في خضم عاصفة انتشار المرض في عدد من المديريات وبوتيرة سريعة مع ارتفاع معدل الوفاة وتفاوت ملحوظ لتوزيع الحالات عمرياً وجغرافياً إضافة إلى تعرض كثير من المديريات المجاورة لها لخطر تفشي الوباء نتيجة لانخفاض نسب تغطية التحصين وغياب الوعي المجتمعي وعدم حصول البالغين على جرع تحفيزية من اللقاح (تي دي) الذي لم يدخل الى اليمن حتى اليوم، فكان عدد المحافظات التي تم تسجيل حالات الاصابة بالدفتيريا 15 محافظة حيث وان المحافظات الأعلى في عدد الحالات هي محافظات إب والحديدة وعدن وذمار وعمران وتعز، وعدد المديريات التي تم تسجيل الحالات فيها 41 مديرية حتى 4 ديسمبر، يضاف إليها «95» مديرية مجاورة جغرافيا ونسب التغطية للتحصين فيها منخفضة.تحديات المكافحةتواجه جهود الحد من الوباء تحديات عدة منها ما يتعلق بالمرض نفسه ومنها ما يشكل تبعات مباشرة لاستمرار العدوان والحصار المطبق على الوطن (ما يتعلق بالمجتمع بأكمله وعيا وتجمعات متضررة، ومنها ما يتعلق بفصل الشتاء والدراسة (قرابة 16000 مدرسة وتفاوت في التوزيع العمري للحالات)، إلى جانب ما يتعلق بالكادر الصحي كما وتدريبا ومستحقات، وايضا تحديات تتعلق بالمرافق الصحية وأهليتها حيث ان ما يعمل من المرافق لا يتجاوز 45 % من اجمالي سعة النظام الصحي في اليمن.وأخيرا ما يتعلق بالدعم اللوجستي أدوية ومحاليل ولقاحات وأمصال ومستلزمات، ما يتعلق بالقدرة على التأكيد والفحص لمختبري عدم توفر أوساط نقل العينات وأطباق التزريع وامكانيات اجراء الفحوص الجينية والتزريع النسيجي).خطة وزارة الصحةوحول الاستراتيجيات المتبعة حاليا من وزارة الصحة العامة والسكان وعبر فرق التدخل السريع لمكافحة وباء الدفتيريا، أوضح الدكتور علي المحاقري- مستشار وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية مسؤول على غرفة عمليات مكافحة الأوبئة: أن الاستراتيجية تستند إلى ثلاث ركائز رئيسية، تبدأ أولا من تعزيز نظام الترصد للكشف عن الحالات المبكرة والتي تكون بمثابة محفز لإطلاق عملية الاستجابة السريعة والسيطرة على الوباء قبل انتشاره، ثانيا برعاية الحالات والمعالجة المبكرة لها للحد من الآثار المرضية والمضاعفات على المرضى وذلك من خلال توفير العلاج والرعاية العاجلة والمناسبة وبصورة عاجلة وفعالة، ثالثا التطعيم من اجل الحد من انتشار الوباء لابد من تطعيم المرضى والمخالطين والحاملين للمرض باللقاح المناسب خاصة في الأماكن ذات التغطية المتدنية بالتحصين، ورابعاً نشر الوعي الصحي المجتمعي بأهمية عزل الحالة والوقاية للمخالطين وإيقاف انتشار المرض. احتياجات عاجلةالدكتور المحاقري شدد على وجوب أن يتم التخطيط والتنسيق للاستراتيجية المعتمدة على الركائز الثلاث التأهب والاستجابة لوباء الدفتيريا على مستوى المديريات، وبالرغم من كون ذلك هو مسؤولية السلطات الصحية والمحلية في المديرية بدرجة اساسية لكن نجاحه يتطلب مدخلات من كافة الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة ومكاتب الصحة بالمحافظات ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد الوبائي وبرنامج التحصين الموسع والإمداد الدوائي، وكذا بحاجة الى دعم الشركاء المحليين كالتربية والتعليم والإعلام والتثقيف والإعلام الصحي والشركاء الدوليين كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف.