موقع اليمن والاطماع الاستعمارية
الفضل يحيى العليي
الجمهورية اليمنية تتميز بموقع استراتيجي هام في أقصى جنوب جزيرة العرب وتطل على البحر الأحمر غرباً وعلى خليج عدن والبحر العربي جنوباً وبحكم هذا الموقع الاستراتيجي الهام تشرف اليمن على مضيق باب المندب الذي يعد من أهم الممرات المائية في العالم لكونه يربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر البحر الاحمر وقناة السويس وكما ان الموقع الجغرافي المتميز لميناء عدن الذي يبعد 3 أميال بحرية فقط عن الخط الدولي والموانئ الاخرى الممتد على الساحل الجنوبي الذي يبلغ طوله 1906كم.
كل هذه الأهمية جعلت اليمن محط أنظار المستعمرين من دول الغرب والعرب أيضا اكثر من ألف يوم واليمن ترزح تحت عدوان ظالم استباح الأجواء والارض اليمنية على مدار الساعة بالإضافة الى حصار خانق واحتلال فعلي لأجزاء من الأرض اليمنية بهدف نهائي من هذه الحرب يتمثل في اقامة قواعد امريكية في اليمن تتحكم بمقدراتها وموقعها الاستراتيجي الهام فهي اليوم تستخدم طائرات الدرون للقتل اليومي بحجة ملاحقة تنظيم القاعدة في اليمن وتقتل المدنيين دون حسيب أو رقيب من أي دولة في العالم وباعتراف وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس هذا الاسبوع بأن الامريكان حريصون على تنفيذ غارات جوية دقيقة على اليمن عبر الطيارين الحربيين ويعملون على تدريب الطيارين السعوديين على القيام بغارات عدوانية جوية دقيقة على اليمن بحجة ضرب اهداف عسكرية وهم بالاصل يرتكبون مجازر بشعة بحق المدنيين آخرها الاسبوع الماضي استهداف المدنيين بصعدة والحديدة وتعز وأمانة العاصمة صنعاء وارحب حصيلتها الكثير من المدنيين وباستهدافها لجمرك ذمار المدني الاقتصادي الحيوي انما تريد تدمير الاقتصاد الوطني المتبقي لليمن.
من الذي شرعن لأمريكا والسعودية والامارات احتلال اليمن واعلان الحرب عليها بأسلحة حديثة ومحرمة دوليا منذ 26مارس 2015م كل ذلك بهدف فرض السيطرة الكاملة لأمريكا وحلفائها على اليمن والسعودية كما نعلم تريد فرض الوصاية على القرار اليمني لأهداف متعددة.
بالأمس منظمات الأمم المتحدة تستشعر الخطر الذي يعيشه اليمنيون من خلال نشر تقاريرها على العالم تاركة حجم المأساة التي تعيشها اليمن ونقص المواد الغذائية والطبية وقلة أو ندرة المساعدات العالمية لليمن التي تتحكم بها امريكا والسعودية ولا تسمح بإدخالها الى اليمن رغم المناشدات الدولية بالسماح بدخول المساعدات عبر الموانئ والمطارات لكن الصلف الامريكي السعودي مستمر, ومما يؤسف له ان الدول الاسلامية والعربية تقف موقف المتفرج مما يعانيه اليمنيون بذل ومهانة غير مسبوقة من اجل عدم إغضاب امريكا والسعودية والامارات ولا يعلمون أن الدور قادم عليهم جميعا.
ما يحدث في سوريا العزيزة في مراحل الحرب النهائية مؤلم ان روسيا اكتفت بتواجدها العسكري بإقامة قاعدتين عسكريتين في حميميم وطرسوس فقط واصبحت متحكمة بالقرار السوري وامريكا لديها تواجد عسكري كبير في سوريا عبر القوات الكردية وغيرها وكذلك الاتراك واليوم روسيا تطالب امريكا بالرحيل عن سوريا وترعى مفاوضات توجهها حسبما تريد واصبحت امريكا وروسيا تتقاسمان سوريا بكل أسف.
وما يحدث في اليمن هو أن امريكا تريد أن يكون لها تواجد دائم على الأرض اليمنية وكذلك السعودية والامارات تريد السيطرة على الموانئ والمناطق السياحية أي احتلال لليمن بقوة السلاح.
أشكر باسم كل اليمنيين منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة الرجل المحايد الذي يرفع تقاريره بدقة عن الاوضاع الإنسانية المتردية في اليمن وهو رجل أوروبي شجاع وبكل أسف نجد السعودية تطالب بتغييره بكل بجاحة وكأن المنظمات الدولية تحت سيطرتها من ينقل الحقيقة للعالم يجب إسكاته وتغييره ومن يرتشي ويتغاضى عن معاناة الإنسان اليمني تحت الحرب الامريكية السعودية الاماراتية فهو جيد.
يجب على اليمن ان تصعد من تقارير خسائرها ومعاناة الإنسان اليمني لكل المنظمات الاممية لشرح معاناة اليمنيين والمطالبة المستمرة بفك الحصار وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية وحرية تنقل اليمنيين الى أي مكان في العالم والمطالبة بإيقاف الحرب الظالمة على اليمن فوراً.
يكفي اليمنيين معاناة استمرت لما يقارب الثلاث سنوات من الدمار الشامل لكل مقدرات اليمنيين وتقسيم اليمن واحتلال أجزاء من أراضيه.. دعوا اليمن لأهلها وهم سيحلون مشاكلهم لا نريد وصايتكم علينا فاليمن سيظل مفتاح العبور لمستقبل المنطقة لذلك يتحتم على العرب عدم تكرار مأساة الجمهورية العراقية وسوريا والحفاظ على ما تبقى للعرب من تواجد في زمن تحيط بالعرب التحديات من كل جانب.
على العرب ان يستشعروا الخطر الامريكي الأوروبي الساعي للسيطرة من جديد على كل الدول العربية والتحكم بثرواتها ومواقعها واسرائيل تقف بالمرصاد للجميع ابتلاع فلسطين وهدف نهائي تهجير مواطني غزة والضفة الغربية لسيناء والاردن وجعل مصر ضعيفة وسوريا مقسمة والعراق تحت الاحتلال الامريكي ونهب ثرواته.
البعض عندما كان يسمع تحذيرات السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي منذ سنوات من خطورة امريكا بدخول اليمن ووجوب التصدي لها يعتبرونه مبالغا لكنه كانت له قراءاته البعيدة للأوضاع والمخططات الامريكية في العالم الاسلامي ويعلم ان اليهود هم من يحرك السياسة الامريكية ويوجهونها لمصالحهم الاستعمارية بهدف نهب ثروات العالم العربي وبسط السيطرة اليهودية على العرب وهو بكل اسف ما يحدث اليوم على ارض الواقع فهل سيصحو العرب من نومهم أم أنّ الكل في سبيل الحفاظ على كراسي الحكم يتركون بلدانهم عرضة للاستعمار الامريكي الصهيوني الجديد؟!
بالرغم من كل ما تتعرض له بلادنا من عدوان لكن لن نستسلم واحب ان اشير هنا الى حكومة الانقاذ الوطني التي تعمل بكفاءة عالية ممثلة بالأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور برغم ظروف العدوان الغاشم على بلادنا دشنت مؤخرا وبنجاح عملية الربط الشبكي بين وزارة الصناعة والتجارة والجهات المعنية عبر المركز الاقتصادي بالوزارة بهدف القيام بالدراسات والبحوث الاستراتيجية من المختصين بالوزارة ورجال المال والاعمال وكذلك من وزارة المالية والتخطيط والتعاون الدولي والنفط والنقل والاتصالات والبنك المركزي وغيرها من القطاعات الحكومية.
وكذلك استمرارها بتطوير الإجراءات المتخذة في سبيل تحسين الأوعية الإيرادية بما يكفل رفد الخزينة العامة للدولة بالإيرادات لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تمر بها بلادنا.