عز الدين عامر
القدس مدينة عربية إسلامية مباركة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول إلى مدينة لليهود الغاصبين والصهاينة المحتلين.
الحمد لله القائل “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ” والقائل ” الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُون” والقائل سبحانه وتعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ” والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
فإن ما يحاك اليوم من مؤامرة إجرامية حول فلسطين وعاصمتها القدس الشريف يجب على العرب والمسلمين كافة الوقوف أمام هذا العدوان الغاشم بجدية وحزم ورفض ذلك القرار المشؤوم الظالم العنصري الذي أعلنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب واعترف به زورا وبهتانا بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني حيث قرر بكل وقاحة وعنصرية نقل سفارة أمريكا إلى قلب مدينة القدس المباركة، فالقرار يعتبر باطلا باطلا، فهو قرار تمليك من لا يملك وتدخل سافر في شؤون الدول الأخرى وصدوره باستعلاء واستكبار يعني إهانة واستهانة بالمسلمين وبمقدساتهم ونتائجه ستكون وخيمة في إشعال فتيل الحرب وزعزعة المنطقة ونتائجه التي قد لا تحمد عقباها، ولكن الله لهم بالمرصاد وبإذنه تعالى سيكون هذا القرار سببا لتحرك المسلمين الأحرار لنصرة ولتحرير مقدساتهم.
أهمية القدس عند المسلمين:
القدس مدينة عربية إسلامية مباركة ولها أهميتها عند المسلمين ولهم فيها نظرة خاصة من حيث أنها مدينة مقدسة وأرض مباركة ومن حيث أنها تعد المكان الأقدس بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة فهي أولى القبلتين وأول وجهة توجه إليها المسلمون في صلاتهم مع رسول الله لأكثر من عام كما يروى أنهم صلوا نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً وقيل: سبعة عشر شهراً وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب أن يتوجه نحو المسجد الحرام قبلة أبيه إبراهيم فكان يدعو الله حتى استجاب له فأنزل قوله تعالى:” قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ” البقرة:144.
وتتميز مدينة القدس بأهمية قصوى عند كافة المسلمين حيث توجد فيها الأماكن المهمة منها “المسجد الأقصى الشريف” كونه مكان معراج الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما يوجد فيها مسجد قبة الصخرة المقدسة وحائط البراق وتتجلى أهمية القدس في قصة الإسراء والمعراج عندما أسري بالرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام إلى القدس فأم الصلاة بكل الرسل والأنبياء ثم عرج به إلى السموات العلى ليريه الله من آياته الكبرى وفي قصة الإسراء والمعراج دلالة على أهمية ارتباط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام بكونه مقدسا من مقدسات المسلمين وبكون الصلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة لما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:”صلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه وصلاة في مسجدي هذا تعدل ألف صلاة فيما سواه وصلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة فيما سواه) وعلى هذا فلا يجوز التفريط فيه وتدنيسه من قبل اليهود أبدا مهما كانت التضحيات لذلك واجب المسلمين اليوم القيام بالدفاع عن مقدساتهم ما لم فقد خانوا الله في دينه ومقدساته فالله سبحانه تعالى يقول:” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ” فهذا يعني أن المسجد الأقصى وما حوله مباركة باركها الله لعباده المؤمنين الموحدين وليست لتدنيس من غضب الله عليهم ولعنهم على ألسنة أنبيائه ورسله.
اهتمام المسلمين الأوائل بمدينة القدس
لقد اهتم المسلمون الأوائل بمدينة القدس أيما اهتمام لكونها مدينة إسلامية مقدسة، وتتميز بالأماكن الإسلامية الحافلة بالمباني الأثرية والقلاع والتحصينات كما توجد بها المساجد والمدارس والأوقاف الواسعة الخاصة بالمسجد الأقصى وزواره وبالمساجد والمآثر الدينية الإسلامية.
لذلك فقد أظهر الإسلام اهتمامه بهذه المدينة منذ نشأته الأولى، نظراً لأهميتها في القداسة والعقيدة الإسلامية، كما اهتم بها الملوك والولاة المسلمون على مر العصور فشيدوا فيها المباني الفخمة المزينة بالنقوش والزخارف الجميلة، كما أنشأوا فيها المباني العامة بجوار المسجد الأقصى لخدمة المتعبدين والمقيمين والزوار بهدف نيل الخير والجزاء من الله سبحانه وتعالى.
بينما المسلمون اليوم لا يعطون للقدس حقها في الاهتمام والقداسة، بل ليست في نظرهم قضيتهم الأولى، وليس القصد كل المسلمين الأحرار بل القصد بعض الأنظمة الحاكمة الذين يتعاملون مع مقدساتهم أمام العدو بطابع الاستسلام والخنوع خصوصاً نحو القضية الفلسطينية يتعاملون معها بهزل وعدم جدية وكأنها ليست مقدساتهم ولا تعنيهم بل نراهم يسعون إلى التطبيع مع العدو فلا توجد فيهم لا دين ولا حمية ولانخوة ولا رجولة ولاشهامة ولاعزة ولا كرامة فقد أصبحوا أضحوكة بين الأمم، يجتمعون ولا يصدر منهم موقف حازم ولم نسمع منهم سوى الشجب والإدانة والاستنكار و… و…. و… ونحو ذلك من المواقف الهزيلة لذلك فلا يعول على مثل هؤلاء الحكام الظلمة الخانعين للأعداء برضوخهم وولائهم للأمريكان وللصهاينة، بل قد تجرد بعضهم حتى من آداب الإسلام وأخلاقه، وحتى من الإنسانية فأصبحوا يشوهون الإسلام بجرائمهم الشنيعة التي يرتكبونها بقتل النفوس البريئة التي حرمها الله تعالى ما يفعله اليوم النظام السعودي والإماراتي وقوى التحالف وللعام الثالث وهم يشنون حربهم الهمجية على يمن الإيمان والحكمة وبدون وجه حق فلا غرابة لمثل هؤلاء أن يبيعوا المقدسات هم خونة فقد خانوا الله في أرضه وخلقه، بجرائمهم الشنيعة هم يقتلون المؤمنين والمؤمنات من الرجال والأطفال والنساء وشيوخ السن في اليمن وفي سوريا وفي العراق وليبيا وفي العالم كله نراهم يشوهون الإسلام يقتلون النفس التي حرم الله ذبحاً وسحلاً وحرقا وجرائمهم شاهدة على ذلك ، وعليه فلا رهان على من يهلكون الحرث والنسل فلإسلام منهم براء باستباحتهم الدماء التي هي أعظم حرمة عند الله فحرمة الدماء المؤمنة أعظم من حرمات المقدسات فلا نعول عليهم ولا رهان عليهم في أن يعملوا أي شيء للقدس، وإنما الرهان والتعويل على الله وعلى المؤمنين الأحرار الصادقين وعلى أن تتحرك الشعوب الحرة لتنهض من غفلتها وتستيقظ من سباتها فالشعوب هي المسؤولة بالنهوض للتحرر من طواغيتها الظلمة ولتحرير مقدساتها، وذلك مطلب ديني، هذا وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
Next Post