وها هي الأيام توضح مدى صلابة وصمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان الغاشم .. العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، أرضاً وإنساناً.. هذا الصمود الأسطوري العظيم لشعبنا العظيم في مواجهة ذلك العدوان الغاشم، هو صفعة للأعداء وضربة قاتلة لهم .. ورسالة للعالم تعكس مدى عظمة هذا الشعب وصموده العظيم وبطولاته الجسورة وتصديه المذهل لكل قوى العدوان وحشوده وأسلحته البائسة التي تتهاوى وتتحطم أمام الأبطال الأشاوس، صمود الشعب اليمني خلال ألف يوم من التحدي والمواجهة مع قوى العدوان، أثار إعجاب العالم وأكد للجميع أن هذا الشعب الصامد يملك من العزيمة والاصرار والتحدي ما لا تستطيع أي قوة أن تقهره أو تجبره على قبول ما لا يريده.. شعب جبار يواجه كل ذلك العدوان الغاشم ويسجل في كل يوم ملاحم انتصار ومجد وفخار… لأنه صاحب حق وقضية وهدف.. إنه يدافع عن أرضه ووجوده وقراره الوطني المستقبل وغده المشرق وحضارته المجيدة.. ولذلك لا نستغرب أن نجد الكثير من الشعراء المبدعين وهم يتسابقون للتعبير عن بطولات وصمود شعبهم وتسجيل تلك المآثر في قصائدهم الرائعة، يقومون بواجبهم الوطني من خلال الكلمة المعبرة والصادقة في التغني بأمجاد شعبهم ومواجهة ذلك العدوان الغاشم على شعبهم ووطنهم وحضارتهم، وتعرية كل ادعاءات العدوان ومزاعمه الزائفة والتصدي له بالكلمة والموقف.. الكلمة الصادقة التي تقف مع البندقية في خندق الدفاع عن الوطن وحمايته.
وخلال السنوات الماضية انبرى الكثير من الشعراء للتصدي للعدوان الغاشم من خلال قصائدهم المعبرة وتسجيل البطولات والانتصارات التي يحققها أبطالنا الأشاوس في جميع جبهات البطولة والشرف، كما عبروا من خلال قصائدهم عن مدى عظمة هذا الشعب، ومدى حقد الأعداء ومدى صلابة وصمود وتضحية هذا الشعب الذي لا يقبل الضيم.
وفي السطور التالية مقاطع ومقتطفات من قصائد بعض الشعراء المبدعين والتي تعبر عن أصالة الانتماء لهذا الوطن والواجب المقدس في الدفاع عنه من خلال البندقية والكلمة والموقف.
• في قصيدته” للفاشلين” يعبر الشاعر عن تلك الخيبة التي لحقت بالعدوان السعودي الأمريكي الغاشم الذي رغم عتاده وعديده العسكري ومرتزقته وشراسة عدوانه إلا انه انكسر منذ أيامه الأولى ووجد أمامه من يتصدى له ويهزمه.. يقول الشاعر الكبير المبدع حسن عبدالله الشرفي:
لا الصبر يَنْفَعَكُمْ ولا السلوانُ
هذي الحقيقة قَالَهَا الميدانُ
جئتم،، نعم جئتم بكلِّ جنونكم
وبكل ما يصبو له الشيطانُ
جئتم وغطرسة الجبال بِرَأْسِكُمْ
وكأَنَّهُ في زهوه عَطَّانُ
ثم انكْفَأْتُمْ كالغثاء فلا الربى
نَالَتْ فوائدِه ولا القيعانُ
لَمْ تتركوا حجراً ولا شجراً وَلاَ
بَشَرَاً ولم تفتك به النيرانُ
لكنكم لم تأخذوا شبراً وَلا
كان الذي لِلنَّاسِ قال فُلاَنُ
وَفُلاَن هذا دُمْيَةٌ مَمْسُوْخَةٌ
لا العدل يقبله وَلاَ الإِحْسَانُ
هنا اليمن
* وفي قصيدته ” هنا اليمن “يوضح الشاعر الكبير حسن الشرفي للأعداء أن اليمن عظيمة بكل ما فيها وعصية على الانكسار ..حيث يقول :
* للحاضر الدَّامي وللمستقبلِ
يَمَنٌ كخاصرة السَّماك الأعزَلِ
أُمدَد يديك إن استطعت للمَسِهِ
ثم اقتبس من نوره وَتأمــَّــلِ
مرَّ الزمانَ بمفرقيهِ فما درى
كَم شعلةٍ في وَجهه المتهِّللِ
شاء الغزاة لكبره أَن يَنحنِي
وَمَتى انحنى رأسُ الأَشمِّ الأَوَّلِ
قلنا لهم هذا الذي أعَيى الذرى
شَممًا فليس لِبَيِتهِ مـن مَـدخَل
قالوا نُجرِّبُ,,, ثم هَاهُم جَـرّبُوا
وبكفِّه كأسٌ بطعم الحنظل
قلنا اشرَبُوا,,,شرِبوا من الزَّقّوم مَا
تكفي مَرارَتَهَ لَمَقتَل جحفلِ
قالوا سنمضي في متاهته إلى
أقصاه في البلوى وَحَتَّى تنجلي
ومضى بهم طغيانهم مَتعَّجلا
والعار حظّ الهَارِب المتعجلِ
حشدوا ,,, وما حشدوا سوى آمالهم
تلك التي ضاعت ضياع القَسطَلِ.
” أريجُ الحضارات”
*ويقول الشاعر عبدالرحمن مراد في قصيدته” أريجُ الحضارات”
تراجعَ الجمعُ مهزوماً ولا لهَجَا
جزَّ الأباة هناك الرأس والثبجا
كانت مواقعنا، تخشى طوائرهم
صار المقاتل في الحالين مبتهجا
الحربُ نُزهَةُ هذا الشعب من زمن
هل تهْزمُ الحربُ شعباً يعشق الرهجا
يامن يقاتل فوق الرمل منتعلاً
وجه الطغاة.. نراك الحقَّ مُنْبلجا
صنعاء في شَرَقَ التاريخ قائلةٌ
منْ شُرْفةِ الدهرِ، تحثُّ المجد والفرجا
لن تقتل النار في أشجارها أملاً
ولن ترى في رباها فارهاً سَمجا
تاه التحالف في ياجورها صَلفاً
هزَّ “الفليحي” عَصَى.. هل جاء مَنْ خرجا؟
هنا الإباء الذي قالت: رصاصته
يا صولة الحقِّ.. مات الشرُّ والتَبَجَا.
أسطورة الصمود
*وحين مر عام على العدوان الغاشم والبربري على بلادنا وتهاوت أحلام وأهداف ذلك العدوان كان صمود شعبنا يتجذر في الأرض الطاهرة ويتسامق أمام الأعداء الذين لم يحصدوا سوى الخيبة والانكسار والهزيمة كتب الشاعر المبدع عبد الحميد الرجوي قصيدة رائعة تعبر عن ذلك الصمود تحت عنوان” أسطورة عامٍ مِـن الصمود” ويقول فيها :
للـيـــومِ عَـــــامٌ مـِن زَئــيــرِ أسُــــــــودي
و صـَهـيـلِ بَأسي في الوَغَى و صـُمـودي
للـيــومِ عَـامٌ مِـن مــُعــَانَــقـَـةِ المـَدَى
لأكُــفـِّـنــا حَـيـثُ ارتَــقَــتْ بـشــهــيــدِ
عَـامٌ مـُـذِ ارتَــجَّ الـزَّمـــَـــانُ لـصـَيـحـَةٍ
سـَبَــئِــيــَّةٍ فَــتــَّتْ مــِن الجــَلــمـــــــودِ
مـِن حـِمـْيَـرٍ هـذي الكـواكــبِ أوقَـدَتْ
جـيـلاً فَـجـيـلاً مـِن لَـظـَى الـتَـسـهـيـدِ
مـِن حِـمْـيَـرٍ هـذي النـفـوسُ تـَشـَرَّبَـتْ
مَــاءًَ تــبــَارَكَ فـي كَــرامـَةِ عُــــــــودي
عَـامٌ لـعـاصـفَـةٍ بـعَـاصـفِ غَـضـبَـتـي
مـَـرَّتْ كـمـا جَــاءتْ بــدونِ جُــــنُــــودِ
بـالـمـالِ قـد نـَفَـخـــوا لـهـا لـتـُعـِزَّهُـمْ
والـدَّهـــــرُ قـــالَ لـهـا بِـذُلِّـكِ زِيــــدي
مِـن كلِّ مُـــرتــَــزَقٍ تـَبَـهــرَجَ صـِيـتُـهـا
فـَـهـَـوَتْ أمــامَ بَــســَالَـةِ الصــِنــديــدِ
عَـــامٌ مــُذِ الأعـــرابُ سَــادَ رؤوسـَـهـُـمْ
ذَنَــــبٌ وفـي الأذنــــابِ رأسُ حَــقـــودِ
مِـن شَرقها ابـتَـاعـوا الجيوشَ و غَربها
إذْ ألَّـبـوا الـدنـيـا لـطَـمـسِ وجـــــودي
وتـَكَـالَـبَ الأحـزابُ مـِن عـَرَبِ الخـِنَى
والمُـلـحــديـنَ و مُــومـِـســـَاتِ يَــهـــــودِ
أوَمِـنْ عـــُتــُـلٍّ أو زَنــــيــــــمٍ تَــرتَــجــي
نَـصـراً عـلـى حُــرٍّ سـَلـيــلِ الجُـــودِ !؟
هـيـهـاتَ ، إنَّ ذُرَى الشـمـوسِ عـَريـنـُنـا
ومتى تَـمـوتُ الأُسْــدُ بَـيـنَ قُـــرودِ !؟
ياســَوءَةَ الـتـاريــــخِ سـَلْ عَـنـَّا الـثـَّرَى
فـلـقـد فـَرَشـنـا الأرضَ كلَّ حَــمــيــدِ
واقـرأ عـلـى بلـقـيــسَ سُـورةَ عَـرشـِهـا
إذْ لامَـسـَتْ صَـــرْحَ الـنـَّدَى الـدَّاوودي
جـئـنـاكَ مـِن سَـبـَإٍ و مـِـلءُ نــفــوسـنـا
مَــجــدُ الأُولَـى و شُــواظُ كلِّ حَـفـيـدِ
إنّـا بأنــفــُســنـا فَــخــُــرنــا فـي الـورَى
فَــخـــراً يُـلامِـــسُ فَــخــرَنـا بـجُــــدودِ
فَـبـأيِّ أصـــــلٍ قـد تُــفَــاخــِرُ بـيـنـنـا
ولأنــتَ أحــقَــرُ مِـن هـُـــلامِ الـدُّودِ !؟
فـلـقـد تَـقـَيـَّأكَ الـزّمـــــــانُ عـلـى يَــدٍ
جَـرْبـَى ، فـَقـِيـلَ الـرِّجْـسُ آلُ سُـعـودِ
رَوِّعْ وقَــتِّــلْ مــا تَــــشـَـــــاءُ فَــظــَاظَـةً
لـتـَكـونَ أشـقـَى مِـن شَــقـيِّ ثَــمــــــــودِ
لا تـُـلْــقِ بـيـنَ يــَـــــديَّ كأسَ مَــذَلَّــةٍ
فـالـعِـزُّ يـَسـكُـنُ فـي صـَمـيـمِ وريـــدي
وإذا سـَمـــائـي فـي عـيـونـكَ حُـجـِّبـَتْ
فـارقُــبْ بـُروقـي واسـتَـمِـعْ لـرُعِــودي.
*وبكل تحد وشموخ يتصاعد هدير القصيدة عند الشاعر الرجوي فيقول في مطلع قصيدته ” بَسمَلَةُ العِزّ”:
قولوا لعاصفةِ الحَزمِ اهدأي فـهُـنـا
عواصفُ الموتِ لا تَرضٌى لها سَـكَـنـا
هُـنَـا اليمانون حيثُ الـعـزُّ بَـسـمَـلَـةٌ
على شفاهِ الذُرى تَسـتَـغـفرُ الـيَـمَـنـا
هُـنَـا العروبـةُ في الأعماقِ ضـاربـةٌ
جذورُهـا ، ولـهـا في الفَرقَدينِ سَـنـا
قـولـوا لأذنـابـهـا الـبـاغـيـن إنَّ لـنـا
روحــاً مِـن اللّهِ تـَأبَى بـيـنـنـا الوثَنَا
روحـاً تَـجَـلَّـتْ كأنّ الأفْــقَ مُـتَّـشِـحـاً
على مَـآذِنِ صنعاءَ السُّهَـى بِـمِـنَـى
لن تُرهبونا ولـو غَـطَّـتْ قـذائـفُـكـم
وجـهَ السماءِ وأصْـلَـتْ نـارُهـا المُـدُنـَا.
الجيش الشامخ
*وأمام بطولات جيش اليمن العظيمة وما يسجله من ملاحم مجيدة وخارقة يكتب الشاعر المبدع الحارث بن الفضل ماج شبه وجدانه.. فيقول في قصيدته” جيش اليمن “:
إنَّهُمْ جاءوكَ يا جيشَ اليمنْ
فاقْهَر الغازي ودفِّعْهُ الثِّمَنْ
أنت يا جيشَ بلادي شامخٌ
وستبقى شامخاً طولَ الزَّمنْ
أيها العملاق واجههم ولا
تخشى مِن عُبَّادِ سلمانَ الوثنْ
قل لهم إنَّا أولو بأسٍ وما
زالَ جيشُ الشعبِ دِرعاً للوطنْ
وآجه العدوان باسم اللهِ ، واقـْ
طَعْ بِحَزْمٍ كل أذنابِ الْفِتَنْ
لا تُساوم إنَّ هذا الشعبَ قد
ذاقَ ألوانَ المآسي والمحنْ
فإلى حتى متى يا جيشنا
سوف نبقى في عَبَآتِ الحزنْ
أيُّها الأبطالُ بعدَ الله لو
لم يكن حامي الـحِمى أنتم ، فَمَنْ
*****
أيُّها الجيشُ الأبيُّ الشهمُ لا
تسمع الصوتَ المُوشَّى بالوهن
قل لكلِ الإنهزاميين لا
تفرحوا حقاً بعدوانِ العفنْ
واسألوا الأحباشَ والأتراكَ والـ
إنجليزَ الحُمرَ ماذا في عدنْ
واجه المستعمرُ المحتل مِن
ثورةٍ أجلتهُ مهزوماً مُهَنْ
وأسألوا صنعاء عن باذانَ هل
ذاق فيها جفنُهُ طعمَ الوسنْ
والمماليكَ الأولى جاءوا وما
واجهوا في سِرِّهم أو في العَلنْ
وانتصرنا بعدما ذقنا الأسى
غير أنَّا لم نَلِنْ يوماً ، ولنْ
والغُزَاةُ اليوم مثل الأمس لن
يجلسوا إلا على سيدي حسنْ.
* تلك كانت باقة مختصرة من إبداعات بعض الشعراء الذين كانوا هم ضمير الشعب وصوته المعبر في هذه الظروف التي يمر بها الوطن وهي إبداعات تعكس الكثير والكثير من ملاحم البطولات والأمجاد.
تصوير/حامد فؤاد