لجنوها.. عجنوها !!
أحمد يحيى الديلمي
عنوان المقال يعرفه الرعيل الأول ممن عاصروا الثورة والفترة التي تلتها ، فلقد شاعت العبارة وأطلقتها الألسنة باستمرار بعد أن تشكلت الحكومة برئاسة المرحوم اللواء حمود الجائفي عندما تحول الوزراء إلى رؤساء لجان ، وضمت اللجان أطياف استئثار الجانب المصري بكل صغيرة وكبيرة تخص شؤون الدولة ، بينما الزعامات القبلية والقوى السياسية الفاعلة التي أجمعت على اللواء الجائفي كانت متمسكة به وتزايدت توج
سات الجانب المصري الذي قرر وأد الحكومة قبل أن ترى النور وتمثلت إحدى وسائل الوأد في تشكيل لجنة موسعة لكل وزارة ، كان الحضور الأكبر فيها لمن هم موالون للمصريين بالذات من كانوا قد ارتبطوا بالمخابرات المصرية واستطاعوا إيغال صدر القيادة العسكرية المصرية ضد القوى الوطنية الذين أودعوا السجون ومورست ضدهم كل أشكال العنف والبعض تمت تصفيتهم جسدياً .
المهم أن ألسنة الناس سخرت من تصرفات الجانب المصري من خلال الهمس بعبارة “لجنوها..عجنوها” للأسف ظل الطابور الخامس يقوم بدوره المشبوه ليزداد الوضع توتراً ، ووصل الأمر إلى حالة من الهوس والجنون باعتقال الحكومة وكبار المسؤولين في القاهرة ، فكانت الضربة القاضية للوجود المصري لأن المرتكزات استندت إلى مشورات انتهازية ومعلومات زائفة، الإشكالية أن الفريق وطَّن نفسه على هذه الأدوار بحيث انتقل بعد ما سُمي بالمصالحة الوطنية إلى أحضان المخابرات السعودية ، ومن خلالها احتل أفراده مناصب مرموقة لعبوا من خلالها أدواراً سلبية حالت دون استكمال بناء مؤسسات الدولة .
ما تقدم كان مدخلاً للحديث عن الأوضاع بالغة السوء والأزمات المتفاقمة التي تمر بها البلاد بفعل العدوان الجائر والحصار ، فأقول للقيادة السياسية وحكومة الإنقاذ الوطني انتبهوا من أفراد هذا الطابور حملة المباخر وأساليبهم الخادعة ، لا داعٍ للمزيد من لجان الاستغفال ودغدغة العواطف ، الشعب بات على علم بأن الأموال التي تورد إلى خزينة الدولة باتت محدودة جداً ، وهي الحقيقة التي أفصح عنها الرئيس الأسبق قبل أن يتحول إلى رديف للعدوان ويخرج النوايا المبيتة من مكنونات صدره ، وبالتالي فإنه بعد وأد الفتنة والقضاء عليها في مهدها ازداد وعي الشعب بحجم التآمر الدولي والعربي .
كما سمعت مئات المواطنين عبروا عن ثقتهم الكبيرة بالرئيس الصماد وحرصه الكبير على تطبيع الأوضاع وتجاوز ما أمكن من أزمات البلاد والناس في حدود الممكن والمتاح ، والمطلوب أن تتكاتف الجهود وتتحِّد الإرادات طالما أن الخيارات باتت يمنية لا تخضع لأي توجيه أو إملاء من الخارج ، فإن هذا المنجز الكبير بحاجة إلى تحصين من خلال التنبه إلى أفراد الطابور الخامس وأساليبهم الملتوية ، واتباع المزيد من الشفافية لمصارحة الشعب بالذات في الجوانب المالية لإخراس الألسنة المجبولة على الكذب وتزييف الحقائق ، وقبل كل شيء رفد جبهات القتال بالرجال والعتاد والمال لتعزيز الصمود ودحر الأعداء ، هذه وصفة أولية لتجاوز أبرز الصعاب .. والله من وراء القصد..