من أجل اليمن

 

عبدالفتاح البنوس
من أجل اليمن يرخص كل غال ، وتهون كل المصائب والخطوب والنكبات ، من أجل اليمن تهون المصالح الشخصية والحزبية ، وتصغر كافة التفاصيل الكبيرة ، فلا صوت يعلو فوق صوت اليمن ، ولا مصلحة فوق مصلحته ، من أجل اليمن تذوب الولاءات والانتماءات الضيقة المتعددة الأشكال والأوجه ، من أجل اليمن نتجاوز الصعاب والعراقيل والعقبات ، من أجل اليمن يهون العدوان والحصار بكل تداعياتهما وآثارهما الكارثية المدمرة ، من أجل اليمن تشرئب الأعناق وتسمو النفوس ، وتتعزز قيم الثبات والصمود في مواجهة قوى الغزو والاحتلال والارتزاق ومشاريع الانقسام والتشظي والفرقة والشتات ، من أجل اليمن يجب أن تخرس أبواق الفتنة ومنابر الشقاق والنفاق ومليشيات الخيانة والعمالة والارتزاق.
من أجل اليمن ،صبرنا وتحملنا ما لا يطاق ، كون الوطن يواجه أخطر مخطط وأقذر مؤامرة لم يشهد لها مثيلا على مر العصور ، مؤامرة دولية هي أقرب إلى حرب عالمية يقودها أحفاد مردخاي (آل سعود )في بلاد نجد والحجاز منذ ما يقارب الثلاثة أعوام ، من أجل اليمن تقدم قوافل الشهداء الأبرار من أبطال جيشنا ولجاننا ، الذين يجودون بأنفسهم بكل قناعة وإيمان بعدالة قضيتهم ، وبقدسية المسار الذي يسلكونه والمهمة التي تجندوا من أجلها ، يتسابقون على الشهادة في سبيل الله والوطن بكل اندفاعية وطنية إيمانية ، كما يتسابق أشباه الرجال من الخونة والعملاء على الحياة ومغرياتها وملذاتها ، ومن أجل اليمن تحولت مواكب تشييعهم إلى مواكب زفاف وفرح وابتهاج بنيل جائزة العطاء الإلهي الكبرى وهي الشهادة ، ومن أجل اليمن يتسابق الشباب وكبار السن من اليمنيين للدفاع عن أرضهم وعرضهم والذود عن حماهم والحفاظ على سيادتهم واستقلالهم.
من أجل الوطن تتداعى القبائل اليمنية من مختلف المحافظات اليمنية لرفد جبهات العزة والكرامة بقوافل العطاء والمدد والإسناد لرجال الرجال في جبهات العزة والكرامة ، من أجل اليمن سقطت كل المخططات وأفشلت كافة المؤامرات بفضل الله وتأييده ، من أجل اليمن الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة ستظل قلوبنا خفاقة بحبه ، وعاشقة لأرضه ، وسنظل على العهد في جبهة الوطن الحبيب ، نسقي الأعداء والخونة كؤوس المنايا ، ونذيقهم من البأس اليماني الشديد ما تقر به أعيننا ، وتطمئن به نفوسنا ونشفي به غليلنا ، على طريق النصر اليماني المرتقب بتأييد الله وتوفيقه.
بالمختصر المفيد من أجل اليمن كل ما سواه يهون ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط في التضحيات التي قدمت في معركة الكرامة والتحرير ، ولا يمكن المقايضة بها أو المساومة عليها مهما بلغت الخطوب ومدلهمات الأحداث ، لن نركع ، لن نخضع ، لن نذل ، لن نهون ، لن نتراجع ، لن نرفع الراية البيضاء ، ولن نقبل بأن نكون أحذية وقباقيب للزهايمري سلمان ونجله المهفوف والمراهق محمد بن زايد ، والأرعن ترامب ، وما (نزل من السماء استلقفته الأرض ) ولن نخسر أكثر مما خسرناه.
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

 

قد يعجبك ايضا