بالمختصر المفيد.. على نفسها جنت براقش
عبدالفتاح البنوس
لا مجال لأن نشرق أو نغرب ، أو نلف وندور ، أو نداهن أو نجامل ، ولا مقام هنا ولا قبول للدبلوماسية والمراوغة ، فالنقاط وضعت على الحروف ، وعفاش هو من قام بوضعها وكتابتها بكلتا يديه ، هذه هي الحقيقة التي يجب أن نتحدث بها والتي تجسد حقيقة ما جرى في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات عقب تمرد عفاش وإشعاله للفتنة في البلاد تنفيذا لأجندة قوى العدوان التي نجحت في تجنيده واستثماره كآخر كرت وآخر ورقة يلعبوا عليها من أجل إسقاط اليمن كل اليمن والعودة بها إلى نظام الوصاية اليهودية السعودية الإماراتية ، لقد قتل عفاش نفسه بنفسه عندما قرر شق الصف الوطني وطعن الجبهة الداخلية في الخاصرة تنفيذا لمخطط الإمارات الذي ظن بأنه سيمكنه من العودة لدار الرئاسة من جديد على ظهر الدبابات الإماراتية متجاهلا التضحيات الجسام التي قدمها الشعب وهو يواجه وما يزال التحالف السلولي المكون من 18دولة بقيادة الكيان السعودي .
نعم قتل نفسه وكما يقال في اللهجة اليمنية (قاطع على روحه ) ، إنها ذنوبه وإرادة الله التي شاءت بأن لا يحظى بشرف الدفاع عن هذا الوطن ، ويكون شريكا في النصر ، في لحظات كان العدوان على مقربة من السقوط والهزيمة ، فإذا به يعيد فيه الروح من جديد بإعلان خيانته وإظهار غدره ، ظل معززا مكرما متمتعا بكامل الحرية ، يلقي الخطابات ، ويقيم المهرجانات ، ويعقد الاجتماعات التنظيمية ، ويدلي بالتصريحات ، ويعين الوزراء ، ويتجول في أرجاء العاصمة ومحيطها بحرية مطلقة ، لم يطله أي أذى ، ولم يتعرض لأي مضايقات ، عاش في حمى وسلطة أنصار الله ثلاث سنوات منذ بداية العدوان وعندما كان متحالفا معهم لمناهضة العدوان دون أن يطاله أي سوء أو مكروه ، وعندما صدق علي البخيتي ، والخوداني والشجاع والمذابي وطارق وشلته ، والبركاني وزمرته وارتمى في أحضان العدوان وانقلب وتمرد على تحالفه مع أنصار الله لم تستطع قوى العدوان أن تحميه لمدة ثلاثة أيام ، وهذه حكمة الله ومشيئته ، وهذه نهاية الغدر والخيانة .
من قتل صالح هي نفسه الأمارة بالسوء ، هي عقليته التآمرية ونهمه السلطوي المفرط الذي ظل طاغيا عليه حتى وهو يتحدث عن عدم رغبته أو نجله في السلطة ، لقد تنكر لكل شيء ، تنكر لأرواح ودماء الشهداء ، وتضحيات ومعاناة هذا الشعب جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر ، ووصلت به الجرأة والوقاحة لوصف جبهات العزة والكرامة المدافعة عن الوطن بأنها حرب عبثية ، ليعلن استعداده لفتح صفحة جديدة مع قوى العدوان ، داعيا أبناء الشعب اليمني للتناحر والتقاتل في كل محافظة ومدينة وقرية وعزلة من أجل سواد عيونه والدلوع طارق ، مصدقا للبخيتي بأن الإمارات ستعيده رئيسا أو ستنصب نجله رئيسا وهنا منتهى الغباء والسخف .
على نفسها جنت براقش ، هذا المثل العربي يجسد نهاية عفاش ووأد فتنته التي عجل الله بوأدها رحمة بهذا الشعب الصابر الصامد الوفي ، هذا الشعب، الذي ظل عفاش حتى آخر لحظات في حياته يتعامل معه باحتقار واستخفاف ، يدعوهم للاقتتال والتناحر فيما بينهم لإشباع نزعته السلطوية التسلطية ، غير مبال بما قد يترتب على هذه الدعوة المجنونة التي لا تصدر من عاقل على الإطلاق ، لقد كتب نهايته واختارها وصممها بنفسه لنفسه ، وأخرج الله ما كان يكتم في صدره ، فسقط القناع ، وظهر على حقيقته ، وانكشف المستور ، وتجلت الحقائق بوضوح ، ومن يقل بخلاف ذلك يغالط نفسه ، والحمد لله أن مقتل عفاش ، وأد الفتنة في مهدها ، وحقن دماء الملايين ، وأبعد عن الوطن شبح الحرب الأهلية التي أراد عفاش أن يغرقه فيها ، ولكن الله سلم .
بالمختصر المفيد، من كان يحب ويعبد عفاش فإنه قد مات ، ومن كان يحب الوطن فإن الوطن باق إلى أن يشاء الله ، وإن الحياة ستستمر بإذن الله ، وعلينا أن نثق بالله ونعتمد ونتوكل عليه ، فهو الضار والنافع ، والمحيي والمميت والرازق ، لنفتح صفحة جديدة ونتبرأ من عبادة الأشخاص وصناعة الفراعنة ، الوطن يتسع الجميع ، وعلينا أن نعمل من أجله ، وواقع الحال يحتم علينا الوقوف في وجه قوى العدوان ومقاومة قوى الغزو والاحتلال وإسقاط المؤامرة التي تنفذ اليوم في جبهات الساحل والتي تعد واحدة من إفرازات فتنة زعيم الخيانة العفاشية ، وحذاري حذاري من التهاون والتكاسل والمماطلة والتسويف والإتكالية في هذا الجانب ، فالعدو لن يرحم ولن يميز بين هذا الطرف أو ذاك ، فالجميع في دائرة الاستهداف ، ولن يسلم أحد ، وليس لنا، التوحد والصمود والثبات في مواجهة العدوان ، ودعم ورفد الجبهات حتى يتحقق النصر المنتظر بإذن الله .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .