أفيقوا ياعرب!!
وفاء الكبسي
أكتب الآن بكل غضب ومرارة ؛ بسبب ما تمر به الأمة العربية والإسلامية، فهذه الشعوب العربية الصابرة المضطهدة كيف انحدرت إلى مستويات سحيقة من التخلف، والانحدار، والامتهان، والاستعباد، والهزائم، ونفرت منها الأمم الأخرى ؛ كل هذا لأنها أبتليت بمثل هؤلاء الحكام الذين هم أشد عليها من أعدائها.
فهل تستحق الشعوب العربية كل هذا الإذلال، والامتهان، والاستعباد، من قبل حكامهم وأعدائهم!!
ولكن هم من وضعوا أنفسهم في هذا المكان يوم ان سكتوا عن حقوقهم وسكتوا عن كل الظلم والفساد !!
للأسف الشعوب العربية لم تبال يوما ما بالعدوان الغاشم الجائر على بلادي اليمن السعيد، ولم يعر اهتمامها تحالف حكامها وأنظمتها الجائرة مع أمريكا وإسرائيل لقتلنا وخرابنا ودمارنا وحصارنا لأكثر من ألف يوم كل هذا كان تحت مسمى أن نعود إلى حضنهم العربي، فهل اليوم إعلان ترامب بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني هو عودة فلسطين والقدس لحضنكم العربي؟!
أفيقوا ياعرب وانفضوا عنكم غبار النوم والتبلد فالوقت ليس وقت الهرب، ففلسطين تضيع، وسوريا والعراق وليبيا واليمن تذبح، ومقدساتنا تغتصب، وأنتم تائهون مابين النوم والطرب!
أين أنتم ياعرب من الانتقام والغضب؟!
أفيقوا ياعرب فلابد من الصحوة الشعبية التي لطالما انتظرناها ؛ لأن إرادة الشعوب لاتقهر ومتى ما استيقظت الشعوب فإنها ستكون براكين ثائرة تجرف كل عروش الطغاة المستكبرين من الحكام الظالمين والأعداء المتجبرين..
ولكن السؤال هُنا بمن ستبدأ هذه الثورة الشعبية العربية هل بأمريكا وإسرائيل لتحرير فلسطين وكل البلدان العربية، أم بحكامها اللئام لتحريرهم أولا ؟!
من السؤال نفسه عرفنا الجواب فلا بد من صحوة وثورة عربية كبيرة ضد حكامها الظالمين الذين لطالما استهانوا بشعوبهم، وضحكوا عليهم ونهبوهم جهارا نهارا ، ومازالوا مستمرين في النهب وتدمير مقدرات الشعوب ؛ لأنهم لا يرون شعوبهم إلاّ رعايا، ومقيمين وليسوا مواطنين..
فهؤلاء الحكام يدعون بأنهم حماة للمقدسات، وأنهم مفوضون بالوصاية على مصالح ومستقبل الأمة العربية والإسلامية، وهم في الواقع يفعلون كل ما بوسعهم لمقاومة الإسلام الحنيف ويصرون على إبقائه حبيساً لجدران المساجد، وبعيدا عن السياسة حتى يستمروا في امتهان واستعباد ونهب شعوبهم، هم لا يريدون إسلاما حنيفا ، بل يريدون دينا جديدا مبنياً على الفكر الوهابي الكهنوتي الشيطاني ، إن هؤلاء الحكام اللئام هم من اغتصبوا الشرعية باسم الشرعية !
بل المُلفت للنظر هو أن هؤلاء الحكام يدعون الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ولديهم أكثر القوانين تخلفا واستبدادية فهم يعاقبون كل فرد على حرية التفكير والتعبير!!
أصبح حال الشعوب العربية والإسلامية يُرثى له فقد فعل بهم حكامهم ما عجز به عدوهم، فويل لكم من حُكم التاريخ، وتباً لكم ولضعفكم وخوفكم..
الأيام القادمة حَبلى بالمخازي والفجائع إذا لم تتحركوا وتنفضوا عنكم غبار الغفلة والتبلد والخوف!!
عليكم أن تفهموا جيدا بأن حكامكم الذين حركوا طائراتهم ودباباتهم لقتلنا وخرابنا نحن اليمنيين ولم يحركوها لإنقاذ فلسطين سيحركوها غداً لقتلكم وخرابكم ؛ وذلك لإرضاء ربهم أمريكا وإسرائيل !!
أفيقوا ياعرب واعلموا بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، فلا تكونوا شياطين وأحذية للصهيونية ، مائة عام وفلسطين تحت الاحتلال، واليوم أعلن ترامب ذلك الإعلان العدواني الاستكباري بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني المحتل، فماذا أنتم تنتظرون بعد كل هذا أن يفعل بكم أكثر؟!
سُلبت منكم فلسطين، ومُزقت العراق وسوريا وليبيا، واليوم اليمن جريحة دامية، وأنتم نائمون تائهون!
إننا أمام حالة ميئوس منها فالحكام فقدوا كرامتهم ومروءتهم، والشعوب تَغُط إلى أذنيها في سبات عميق سياجه الهوان والنفاق الذي طفح كيله، والإعلام صار مجرد بوق يرقص ويطبل للحكام ويضفي عليهم من صفات التبجيل والتعظيم ما يجعل مصير القائمين عليه في الدرك الأسفل من النار..
إلى متى الصبر على هؤلاء الحكام الذين لا يبالون بأي واد هَلكت شعوبهم، ولا إلى أين ذهبت مقداساتهم؟!
ولكن فليعلم الحكام بأن الشعوب العربية صبرت ولكن صبرها مثل صبر الجمال، فمتى ما ثار الجمل لا يتوقف حتى ينتقم ويبدو أن الجمل فلت عقاله!
أن تأتي الصحوة العربية متأخرة خيرا من ألا تأتي،
فلتكن صحوة تنفض عن الشعوب العربية الركام، رُكام الظلم والاستبداد والاستعباد، ورُكام سنوات التخلف الفكري والتهميش الذي عاشت تحته..
فالأيام القادمة ستشهد الكثير والكثير من المفاجآت التي ستعصف بكل الحكام الظالمين وبكل أعدائنا المستكبرين.