وائل الشيباني
بعض المدرسين يقومون بتلخيص المنهج الدراسي إلى ما أقل من عشرين ورقة مراعاة للظروف الحالية والصعوبات التي يمر بها الطلاب نفسيا على حد قولهم وهذا ما أثار موجة من الانتقادات من قبل بعض المختصين وكذلك أولياء الأمور أما بالنسبة للطلاب فقد تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض لمثل هذه الملخصات المدرسية … وجهات النظر المختلفة حول هذا الموضوع ومدى تأثيره على أبنائنا الطلاب وغير ذلك من التفاصيل تجدونه في السياق التالي:
تلخيص المنهج الدراسي سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة قرار فردي من قبل المعلمين يراد منه تخفيف الحمل على الطلاب خاصة مع تقلص فترة الدراسة عن الأعوام الأخرى في هذا الترم واستمرار العدوان ولكن هل يخدم هذا الإجراء الطلبة في الأعوام القادمة أو سيزيد العبء عليهم بسبب تلك التلخيصيات …؟
عبدالله العيدروس – طالب في الصف الثاني الثانوي- بإحدى المدارس الحكومية التي فضل الطالب عدم ذكر اسمها تحدث عن هذه الظاهرة السلبية المتمثلة في تلخيص المناهج في مدرسته من وجهة نظره قائلاً: نحن نعاني تقريباً كل عام من أن هناك مدرسا أن أو أكثر يقومون بتلخيص المنهج إلى عشر ورق تقريباً من ثم يجبروننا على شرائها وفي هذا العام ارتفع عددهم
ويضيف العيدروس: هذا ما حدث في مادتي الأحياء والجغرافيا وغيرهما هذا العام عند ما قام معلمو المواد بتلخيصها إلى عشرين ورقة وأقل وهذا ما أثار غضبه، وتابع عيدروس حديثه بامتعاض قائلاً: الامتحان النصفي سيأتي بعد فترة ليست بالبعيدة وستكون هناك ملخصات أكثر .
كما أكد أن المعلمين قاموا بطباعة الملخصات وإعطائها لرئيس الفصل وتحديد سعر النسخة بـ 150 ريالاً وقاموا أيضا بتوصية رؤساء الفصول بأن يضعوا علامة صح أمام الطالب الذي اشتراها أما من رفض ذلك فإنه سيعاقب بخصم خمس درجات من أعمال المادة،
وختم العيدروس حديثه واصفاً هذه التصرفات بالاستغلال المادي من قبل المدرسين وعدم مراعاتهم للظروف الصعبة التي يمر بها الطلبة.
‘تلخيص المنهج
فرحت كثيراً عندما قامت معلمة مادة الاجتماعيات بتلخيص المنهج وتبعتها معلمة مادة العلوم هذا ما قالته الطالبة – فاطمة ثابت – الصف السابع وأتمت حديثها بالقول : تغيبت كثيراً عن المدرسة لأسباب عدة لذا فرحت بتلك الملخصات فهي ستساعدني في نيل درجات جيدة .
هذه الملخصات أسعدت أيضا الطالب أصيل خليل طالب في الصف السادس معللاً ذلك بالقول : الدراسة تمر سريعا ولا استطيع مراجعة كافة المواد وحين يعطينا المدرسون ملخصات للمناهج فإن ذلك يساعدني كثيرا في المذاكرة ويخفف عبء المنهج الصعب علينا أنا وزملائي.
رفض قاطع
أنا أرفض هذه العملية بتاتاً ولا يمكن أن أقوم بها ، هكذا استهلت المعلمة انتصار الاديمي حديثها وأوضحت ذلك بالقول : أنا لا أعترض على بعض الملخصات إن كان الهدف منها توضيح بعض اللبس في المنهج أما إذا كانت تحذف أو تهمش الدروس فهذا أمر مرفوض. وترى الأديمي أن المنهج الذي يقدمه المختصون لأبنائنا الطلاب قد تمت دراسته بعد دراسة مستوى الطلبة من قبل أساتذة متخصصين في هذا المجال.
وأضافت: ومن الخطأ أن يقوم بعض المدرسين بهذه الأعمال السلبية التي قد تؤثر على الطالب في المستقبل ولا يجب التعذر بأي شيء للقيام بمثل تلك الأعمال التي تؤثر على مستوى الطالب في المستقبل حتى وان كانت الحرب فالمعلم الجيد هو القادر على توصيل المعلومة في أي ظرف كان وتحت أي ضغط .
سندويتشات
الأستاذ / فؤاد سالم- مدرس قرآن كريم- يؤكد على أن المناهج الدراسية المقررة على الطالب مبسطة ولا تحتاج إلى تلخيص يكفي الطالب أن يحضر الفصل الدراسي لاستيعابها وهذه السندويتشات الخفيفة (الملخصات الدراسية ) يقوم بعض المدرسين بإعطائها للطلبة تهرباً من تقصيرهم في أداء مهمتهم الدراسية لأنه- كما يقول- لا يوجد شيء يحول دون توصيل المعلومة من قبل المدرسين للطلبة وإذا كانت هناك أشياء صعبة يمكن للمدرسين الاستعانة ببعض الوسائل والأنشطة لتوصيلها للطالب.
لم يختلف معه في الرأي المعلم محمد النجار- مربي المستوى الثالث الأساسي ويضيف قائلاً: هذا هو الاستغلال المادي بعينه وهذا ما يؤثر على مستوى الطالب ولكن هناك بعض المواد العلمية الصعبة التي تحتاج إلى شرح مبسط، وهذا لا يعني الاستغناء عن باقي المنهج لأن كل ما فيه مهم ويجب أن يفسر ويفهم للطالب.
أهمية الرقابة
المربي التربوي وليد الخاوي برغم عدم اعتراضه لتلخيص المنهج خاصة في الصفوف الأساسية إلا أن بعض الملخصات أثارت استياءه وفسر ذلك بالقول: إن المخلص الدراسي يجب أن يشرح الأشياء المبهمة في المنهج لا أن يحذف الدروس الموجودة في المناهج، وأن هذه الأعمال تشجع الطالب وتربيه على التقاعس وعدم البحث الذي يؤثر على مستواه الدراسي.
وحث الخاوي الجهات الرقابية أو المختصة على العمل على تقنين عقوبات رادعة لمن يمارس هذه الأعمال للحد من انتشارها سواء في المدارس الحكومية أو الأهلية حفاظاً على الأجيال القادمة من التكاسل والتقاعس وتلافي الصعوبات التي قد يواجهها الطلبة في المراحل الدراسية التي تليها.
منهج غامض
“نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا”، هذا ما قاله الأستاذ عبدالله الكميم . ويضيف: المناهج في بلادنا معتمة بعض الشيء ولا تخلو من الغموض وفي بعض الأحيان يصعب فهمها من قبل المدرس نفسه، فكيف بالطالب وأولياء الأمور وتابع: ما يقوم به بعض المدرسين من تلخيص لهذه المسائل الغامضة دليل على أن هناك شيئاً معقداً في المنهج.
هذا لا يعني تأييدي لما يقوم به بعض المدرسين الذين يعتمدون على مثل هذه الملخصات بالاجتهاد يستطيع المعلم أو المعلمة تخطي الصعاب مهما بلغت اما فيما يخص بيعها بأسعار مبالغ فيها فهذا غير مقبول وخطأ يجب تصحيحه.
أخيراً
مساعدة الطلاب عبر تلخيص المقررات الدراسية بغرض المساعدة قد تغرقهم في شرك الاتكال وتحرمهم من الاستفادة الكاملة من المنهج الدراسي وفي ذات الوقت لا يعني هذا الرغبة في منعها فما ندعو إليه هو تلخيص ما هو مبهم وشرحه للطالب بشكل أيسر في تلك الملخصات فقط وليس حذف الموجود في المقرر المدرسي حتى لا يتأثر الطالب من الناحية العملية في المرحلة الدراسية التي تليها .