يمانيون في ظل القائد الرسول
أمل المطهر
لماذا نحتفل بالمولد النبوي الشريف؟؟
ما هي الحكمة من إحياء هذه المناسبة العظيمة؟
هل هناك فائدة نجنيها كأمة إسلامية من إحياء هكذا مناسبة؟؟
أسئلة تدور في أذهان الكثير لكن هل من أجوبة شافية لكل هذه الأسئلة التي ما تولدت إلا بسبب الجهل بشخصية هذا النبي العظيم والجهل برسالته العظيمة التي أرسل بها الى عالم البشرية جمعاء .
الأجوبة موجودة أمامنا واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء .
فلو تأمل المتسائلون قليلاً في واقعنا الذي نعيشه في اليمن في ظل عدوان كوني شرس حاقد همجي ومعركة غير متكافئة من حيث العدة والعتاد بين طرفين الباطل وأنصاره والحق وأنصاره لكانوا علموا أهمية إحياء هذه المناسبة.
فعندما نرى الشعب اليمني يستعد لإحياء هذه المناسبة العظيمة في ظل ظروف اقتصادية وأمنية صعبة للغاية سنعرف أن لهذه المناسبة عمقاً نفسياً وتربوياً خاصاً بها ليس لكونها يوم ميلاد النبي الخاتم فقط بل كونها ميلاداً لمنهجية ضمنت لهم الحرية والكرامة ورسالة إلهية ولدت لتنقذ البشرية.
منهجية كان صاحبها عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم أفضل القادة في كل جوانب الحياة اقتصاديا عسكريا سياسيا حتى في الجانب النفسي..
فاحتفالنا بالمولد يوصل الرسائل القاصمة لظهر العدو بأننا أمة محمدية نهجها محمدي سيرها محمدي لذلك ستكون مواجهتنا لهم من خلال هذه المنهجية والمدرسة المتكاملة العظيمة التي لايمكن أن تُغلب أبدا.
وهذا ما لايريدون رؤيته أو سماعه منا
فعندما نأتي لنستذكر تاريخ المعارك المفصلية في تاريخ أمتنا في ظل الرسالة المحمدية والنبي الكريم نجد الكثير من الدروس التي لا يمكن أن نجدها في أي مدرسة عسكرية مهما كانت قوية وكان قادتها يملكون الذكاء والحنكة فكل ذلك يتلاشى أمام تلك المنهجية المحمدية التي شرحت لنا جوانب المواجهة للعدو بشكل متكامل لايشوبه أي نقص نفسي وعسكري.
ففي غزوة الأحزاب وغزوة تبوك وغيرهما من معارك البطولة والشرف المقدسة نجد الكثير من الدروس العظيمة التي أصبحت منهجا لنا في كل ميادين المواجهة في هذا العدوان.
فتحزب اليهود لقتال النبي مع قريش في غزوة الأحزاب يؤكد لنا ان التاريخ مستمر في سرد هذه القصة التي مازالت مستمرة حتى اللحظة وتحزب أمريكا وإسرائيل وعربان الخليج لقتال أهل اليمن الذين يحملون الفكر والنهج القرآني المحمدي الأصيل اكبر دليل على هذا.
فكما كان هناك في عهد النبي مؤمنون مخلصون سعوا للالتحاق بجبهة القتال لمواجهة العدو غير مبالين بالكثرة والعتاد لعدوهم وثبتوا وسطروا اعظم دروس الثبات كما وصفهم الله تعالى (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله ) وهم في عصرنا هذا موجودون أيضا ونراهم في كل الجبهات.
وكما كان هناك أيضا منافقون ينشرون الاقاويل والاراجيف لتثبيط المجاهدين وإخافة الناس وكان هناك متخاذلون يقبعون في بيوتهم مع الخوالف وكان هناك قليلو وعي اتعبوا النبي والمؤمنين في مواجهتهم مع العدو وجدنا هذه النوعيات أيضا هنا في مواجهتنا مع العدو، دروس عظيمة حصلت ووقعت في كثير من المواجهات في عهد النبي نجدها ماثلة امامنا لذلك تجدون المقاتل اليمني المتمسك بنهج نبيه المحمدي القرآني لا يتحير كثيرا أو يقف عند هذه الأمور لأن لديه رؤية كاملة وخططاً شاملة لكيفية التعامل مع كل تلك الصعوبات في حربه مع أعداء دينه ونبيه حتى في الابتلاءات الإلهية وجدنا دروسا منهجية في من تجاوزوها ومن أحبطت معنوياتهم وتزلزلوا من أحداث واجهتم في المواجهة مع العدو.
( إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا10/33هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)
أليست هذه واقعة أمامنا ونراها في الأحداث الدائرة في مواجهتنا مع العدو.
فهناك من ثبتوا وهناك من زلزلوا وظنوا بالله الظنون وهناك من استبدلوا بغيرهم وتغربلوا سنة ثابتة ومنهجية قائمة إلى هذا اليوم قائدها قرآني يتحرك بحركة القرآن وأوامره لذلك لن يغلب وينتصر إلا أتباعه ومناصروه والمتمسكون برسالته ..
أما يجدر بنا الاحتفال بهذه المناسبة ؟
أليست هذه النعمة العظيمة التي لولاها لكنا الآن في خبر كان …
مهانون مداسون من قبل أعدائنا جديرة بأن نحيي ذكرى ولادتها كل يوم وليس ليوم واحد!!!!!
أصبحنا بمولد النبي وبهديه وبرسالته أولوا القوة والبأس الشديد، فلماذا لا نحتفل !!!
ولادة الهدى الذي جعلنا نصنع الصواريخ والأسلحة ونصمد لثلاثة أعوام ونزداد قوة مع كل تلك الشدائد تستحق منا ان نظل شاكرين محتفلين فرحين بها ماحيينا، فلماذا تستنكرون الاحتفال بالمولد النبوي الكريم إذا لم تجدوا في واقعنا اليوم ما يقنعكم بأهمية الاحتفال وإحياء هذه المناسبة العظيمة فلن تقتنعوا حتى لو جاء النبي صلوات ربي عليه وعلى آله أو انزل لكم ملك من السماء.