لا تسرفوا ببيانات الاستنكار..فالشعب اليمني لم يعد يملك ما يخسره

 

مروان حليصي
لقرابة ثلاثة أعوام والشعب اليمني يعيش تحت القصف والحصار الخانق من قبل تحالف دولي تشترك فيه أكثر من ستة عشر دولة بقيادة السعودية وأمريكا وتواطؤ اممي مفضوح، دُمرت خلالها البنية التحتية بشكل شبه كامل من قبل طيران العدوان الذي ارتكب عشرات الجرائم الوحشية في صفوف المدنيين مخلفاً عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ، وليس آخرها مجزرة سوق “علاف” الشعبي في مديرية سحار محافظة صعدة شمال اليمن على الحدود السعودية ، وراح العشرات من الشهداء والجرحى بينهم أطفال جراء عدة غارات جوية طالت المحلات التجارية والاستراحات الشعبية في السوق ، وإدانتها الأمم المتحدة ، بينما لزمت الصمت حيالها كما على سابقاتها أنظمة وحكومات اغلب الدول العربية .
وما إن بادر الشعب اليمني بالدفاع عنه نفسه باستهداف قوته الصاروخية مطار الملك خالد في الرياض بصاروخ “بركان H2″، رداً على استمرار جرائم العدوان ، و مقابل 15مطارًا، و14ميناء استهدفها العدوان ، حتى انتفضت العديد من الدول وخصوصاً العربية منها ، وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، منددين بذلك الاستهداف ومعلنين تضامنهم مع السعودية ، وكأن دماء الشعب اليمني قد أباحتها الشرائع السماوية للنظام السعودي وتحالفه الدولي ليزهقها متى ما أراد وبالكمية والوسيلة التي يريدها ، وأن ما على اليمنيين سوى الانتظار لتقتلهم طائرات العدوان، وان السعودية وحلفها أوصياء على الشعب اليمني الذي ليس من حقه أن يعيش في أمن واستقرار وحقه في تقرير مصير نفسه بعيداً عن التدخلات الخارجية ، وليس مسموحاً له الدفاع عن نفسه أمام عدوان دولي يضربه بشتى الأسلحة الفتاكة والمحرمة ومنها العنقودية والفسفورية .
يا ترى ماذا تريدون من شعب يُقتل أطفاله ونساؤه من قبل تحالف دولي لثلاثة أعوام أن يفعل إذا كنتم قد تخليتم عنه مقابل الأموال السعودية المدنسة ؛ و ألم يكن من الأحرى بكم بدلاً من إصدار بيانات النفاق والتملق التي لن تكون عصا موسى التي سترجح كفة العدوان على إرادة الشعب اليمني ، أن تباردوا إلى تبني المبادرات والبحث عن حلول توقف معاناة الشعب اليمني جراء العدوان ، وتتوجهون بالنصح للرياض وابوظبي ليوقفوا العدوان الذي لا يخدم سوى العدو الصهيوني ، بدلاً من إدانة شعب يدافع عن نفسه أمام آلة القتل تجرد أصحابها من كل القيم والأخلاق الإسلامية والإنسانية ، وإذا أرادت الرياض وابوظبي ان يصفوا حساباتهم مع طهران فليذهبوا إليها ، فهي مازالت في موقعها ولم تتحرك بعد ، بدلاً من محاربتها بقتل الشعب اليمني وتجويعه واستعراض القوة المفرطة عليه.
وقبل ان اختم مقالي هذا، أتمنى من أولئك الذين استنكروا استهداف القوة الصاروخية اليمنية الرياض بصاروخ “بركان 2H” أن يستدركوا أن الشعب اليمني كفلت له قوانين السماء قبل الأرض الرد على من أعتدى عليه بمثل ما أُعتدي عليه ، وان من حقه شرعاً وقانوناً استخدام كل الوسائل للدفاع عن نفسه ، وأن قوته الصاروخية وجيشه ولجانه الشعبية لن يظلوا مكتوفي الأيدي أمام استمرار العدوان على شعبهم و قتل الأطفال والنساء، و سيواجهون التصعيد بالتصعيد حسب إمكانياتهم ، لأن الشعب اليمني لم يعد يملك ما يخسره سوى كرامته وتربة وطنه الطاهرة، وما على أولئك الذين انتفضوا ببيانات التنديد والاستنكار تملقاً لبني سعود، سوى توفير بياناتهم وعدم الإسراف فيها.

 

قد يعجبك ايضا