بردا وسلاما يا صنعاء
عبدالفتاح البنوس
وأنا أكتب هذه السطور من قلب اليمن وعاصمته الحبيبة صنعاء ، وطائرات الحقد السعودي السلولي تنفث سموم حقدها وتفرز خبثها وتظهر صلفها وإجرامها ضد الأحياء السكنية بنقم وكلية الشرطة مستهدفة إياها بغاراتها الجوية ، بعد ليلة دامية وقصف همجي استهدف منازل المواطنين في حارة الصعدي بباب اليمن، في إصرار سعودي يهودي صهيوني عبري على القبح والسفه والإجرام والوحشية، لأكثر من عامين ونصف وهم يتحدثون عن صنعاء وتحريرها من قبضة الانقلابيين على حد وصفهم ، ومع فشلهم الذريع في التقدم ولو لأمتار قليلة صوب العاصمة لجأوا إلى قصفها بصواريخ حقدهم وإجرامهم لتعويض فشلهم وللتغطية على جرائمهم التي باتت مضرب المثل في الإجرام والوحشية .
يحقدون على التاريخ والتراث الحضاري اليمني ، فيقصفون صنعاء عاصمة التاريخ والحضارة ، يستهدفون حاضنة كل اليمنيين ، وقلبهم النابض بالحياة ، العابق بالأمل ، صنعاء مدينة السلام ، وعاصمة التعايش والتسامح ، اليوم يقصفون أحياءها ، ويهجرون سكانها ، ويرهبون أطفالها ، ويقتلون أهلها ، لا لذنب اقترفوه ولا لجريمة ارتكبوها ، سوى أنهم يستوطنون صنعاء ، ويهيمون بها عشقا وحبا ، ويتغنون بإرثها وتاريخها وأصالتها وعبقها وهوائها العليل ، يتساقط مرتزقتهم قتلى بالمئات في سلسلة جبال نهم ، وهم يحاولون الزحف والتقدم من أجل حلم السيطرة على صنعاء ، هذا الحلم الذي من أجله يضخ آل سعود المليارات للخائن العميل علي محسن الأحمر ، هذا المرتزق الوضيع الذي يستقدم قطيع المرتزقة من مختلف المعسكرات والمناطق التي يتم فيها تدريب وتأهيل الخونة والعملاء على الخيانة والعمالة والقتال في صفوف الأعداء ، والتآمر ضد وطنهم وشعبهم ، يجرجرهم لمحرقة نهم ويلتقط معهم الصور التذكارية محفزا ومشجعا لهم وما يلبث أن ينسحب مع أفراده ، تاركا قطيع المرتزقة يواجهون مصيرهم المحتوم ، ومع كل انكسار لزحوفات المرتزقة يأتي بمرتزقة جدد ، ومعهم يحصل على أموال وعتاد جديد ودائما تحت نفس الشعار وهو معركة تحرير صنعاء ، هذه المعركة التي ما تزال تراوح مكانها ومسرحها لم يتغير ولم يشهد أي تقدمات من قبل المرتزقة الذين دائما ما تتحدث وسائل إعلامهم عنها ، ولا وجود لها على أرض الواقع .
بالمختصر المفيد مهما قصفوا ومهما دمروا ، ومهما استطال ظلمهم وجبروتهم وسطوتهم وجرمهم في حق صنعاء وأهلها وسكانها ، فإن صنعاء ستظل عصية عليهم ولا يمكن أن تركع ، ولا أن تذل ، أو تهون ، ستظل شامخة أبية ، صامدة ، وستظل عاصمة للصمود والثبات والتعايش والتسامح ، وكلما قصفوا فيها كلما ازدادت صمودا وثباتا وعنفوانا وشموخا ، وهي ترفد الجبهات بكوكبة نيرة من شبابها الأفذاذ و تقدم خيرة شبابها ضمن قوافل الشهداء الأبرار الذين يسطرون ملاحم البطولة في مختلف ميادين العزة والشرف والكرامة ، هذه هي صنعاء التي يحقدون عليها وعلى أهلها ، لأنهم لم يقبلوا بوصاية آل سعود ، ولم يسلموا بولاية سلمان ونجله المهفوف ، ورفضوا العودة إلى بيت الطاعة السعودي ، ووقفوا ضد مشاريع الهيمنة والتسلط الأمريكية السعودية الصهيونية ، فسلام على صنعاء وأهلها ، وكتب الله لهاولأهلها السلامة من صواريخ آل سلول والتي نسأل من الله بأن تكون عليها وعليهم بردا وسلاما ، ولا نامت أعين الجناء .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .