تداعيات البركان الساحق
عبدالباسط محمد
لم يترك صاروخ بركان h2 مجالا هذه المرة لمملكة آل سعود للتضليل أو الكذب أو اختلاق المبررات الواهية بل حصرهم في زاوية لم يجدوا بدا أمام هذه الصدمة إلا أن ينتهجوا صفة ليست من طباعهم ولا من صفاتهم اللاأخلاقية أساسا وهو الصدق ولو ليس بالمعنى لهذه الكلمة بل الاعتراف بوصول الصاروخ إلى هدفه البعيد جدا بكل دقة .
حتى وإن لم يعترفوا بالخسائر التي أحدثها هذا الصاروخ اليمني المبارك ولكنهم وحلفاءهم أو بمعنى أصح ساداتهم يدركون جيدا ماذا يعني وصول هذا الضيف اليمني الأصيل والثقيل عليهم أثقل من جبال اليمن الشاهقة بعد أكثر من عامين ونصف من الشقاء والعمل الحاقد والأسلحة الفتاكة والأموال الطائلة والقصف المتواصل بالصوايخ والقنابل المحرمة وغير المحرمة والخطط والحروب الناعمة إعلامية واستخباراتية عالمية وإقليمية وحتى محلية ناهيك عن الإحداثيات وما شابه ولكن ماذا حدث وكيف حدث ومن أين حدث وكيف وصل وقطع هذه المئات الطويلة من الكيلومترات ليهبط بسلام ودون ترحيب لا من الباتريوت أو الدروع الصاروخية التي ربما كانت في سبات عميق أو أنها خافت من هذا الهول الكاسر والعاصفة العاتية .
كم هي حسرة عليهم بالفعل وانكسار وهزيمة لابد أنها أشعرتهم بالإحباط واليأس إن لم تكن أرعبتهم ولكن ماذا يصنعون وهم عبيد مطيعون لأسيادهم مهما حاولوا الترجي أو التوسل لدى أولئك الأسياد الذين لا يهمهم إلا مصالحهم وتدمير شعوب الإسلام مهما ضحوا بعبيدهم في سبيل ذلك .
وبالمقابل تتوالى الانكسارات والانحسارات لمرتزقة العبيد في الداخل فهاهي البشائر والتقدمات للجيش واللجان الشعبية تتصدر الأخبار والأحاديث بعد صاروخ البركان العظيم ففي نهم يتواصل التنكيل واصطياد مرتزقة العبيد وصولا إلى التقدمات والانتصارات في طور الباحة بلحج وكذا تلك الملاحم المشرقة والمشرفة التي يسطرها الأبطال من الجيش واللجان في جبهات جيزان وعسير ونجران .
هنيئا للشعب اليمن هذا الصمود وهذه القوة الضاربة والنفس الطويل جدا في هذه الحرب الظالمة وهذا ليس بغريب على شعب أصيل كشعب اليمن العظيم وهو يتعرض لمظلومية تقودها قوى الاستكبار والاستعمار العالمي وواجه ولا زال وسيظل يواجه حتى يعجز أعداءه .
قدما يا شعبنا نحو النصر الذي تباشيره تلوح في الأفق فقد صبرتم وصمدتم وضحيتم وواجهتم بشجاعة وإقدام أذهل قوى العدوان بل والعالم اجمع..