هل نستفيد مما ي◌ْقال عن بلادنا¿!
رياض مطهر الكبسي –
لا أدري متى سنصحو من سباتنا ونشاهد ونتابع ما يدور حولنا وما ي◌ْقال عنا وعن بلادنا.. متى سنتحرك بمسؤولية وطنية لندفع عن وطننا ما يتعرض له من ترويج إعلامي ي◌ْغلøف الحقيقة ويعكس صورة سيئة عن اليمن ووضعه الأمني وغيره.
• صحيح أن بلادنا شهدت خلال السنوات الماضية أحداثا قد تكون أثرت عليها لكنها ليست بالشكل الذي يصوره الإعلام الخارجي الذي يهول الأمور خاصة عندما يتعلق الأمر باليمن, فهناك في كل دول العالم خاصة الكبرى تحصل حوادث خلال أيام وأسابيع أكبر وأكثر مما يحصل عندنا خلال سنة, لكن الفارق أنهم يدرسون الأسباب ويسارعون إلى معالجتها حتى لا تتفاقم المشكلة, أما نحن فالعكس نتفاعل مع ما قد يحدث كرد فعل آن◌ُ وما نلبث أن نهدأ وكأن شيئا◌ٍ لم يكن, وإذا حصل حادث آخر بعد وقت فإنه – للأسف – ي◌ْربط بالسابق ويتحول مستصغر الشرر إلى نار يفيح دخانها ويتصاعد لتطغى أخبارها على ما سواها من أشياء جميلة..
• ها هي شبكة «إن بى سى» الأمريكية تقول في تقرير أوردته: مصر أخطر على السيøاح من اليمن.. ويقول التقرير “طالما توافد السياح إلى مصر لرؤية الأهرامات أو للقيام برحلة نيلية ساحرة أو للاسترخاء على أحد شواطئها الكثيرة المشمسة¡ لكن فى ظل هذه الضربة المدمøرة لاقتصاد مصر¡ أصبحت ت◌ْصنøف الآن أقل أمن◌ٍا وأمان◌ٍا من بلاد مثل باكستان واليمن وتشاد”..
التقرير يبدو في ظاهره أنه تحدث عن مصر ووصف الوضع فيها بغير الآمن, لكنه في جوهره ومن خلال المقارنة صنف اليمن من الدول غير الآمنة وصورها للقارئ وكأن الأمر فيها أصبح مفروغا منه ولا تحتاج لتقرير يثبت ذلك..
الشبكة نقلت – أيضا◌ٍ- عن حوار هاتفي لها مع عادلة رجب المستشارة الاقتصادية لوزير السياحة المصري¡ «عندما رأينا التقرير لأول مرة¡ ص◌ْدمنا. عقدنا كثير◌ٍا من ورش العمل لمناقشة هذه القضية». وأضافت رجب للشبكة الأمريكية أن التقرير جعل الناس يعتقدون أن مصر أخطر كثير◌ٍا مما هي عليه بالفعل.
• بصراحة نستغرب كيف تمر مثل هذه الأخبار أو التقارير على مسامع وأبصار حكومتنا ومسؤولينا مرور الكرام دون أن يكون لهم موقف مسؤول وجاد حيال ذلك وكأن الأمر لا يعنيهم..
طيب فلنفترض صوابية أو خطأ ما ي◌ْقال وي◌ْنقل أليس الأحرى أن نستفيد من ذلك ونعتبره إنذار خطر◌ُ يستوجب التحرك والتأكد ومعالجة المشكلة إن وجدت من جهة, وتلافي خطر ما قد يحدث, وتصحيح خطأ ما ي◌ْقال وي◌ْنقل وتوضيحه من جهة أخرى..
• الوضع في بلادنا قد يشوبه بعض الشوائب لكنه حتما◌ٍ ليس بالصورة والخطورة التي ينقلها الإعلام الخارجي أو يتخيلها الآخرون عندما يسمعون ما ي◌ْكتب أو ي◌ْنقل عن اليمن..
لكن ليس معنى ذلك أنه لا يوجد شيء, وأن الوضع كله تمام في تمام, فهناك أمور قد تكون طافية على السطح وأخرى قد تكون مخفية عن الأنظار وهي بحاجة لجهود وتعاون الجميع..
• فهل آن أن نستشعر خطورة ما يحدث من حولنا وما يقوله الآخرون عنا ونتحرك بمسؤولية لدراسة ومعالجة أسباب القضايا والمشاكل التي تتهدد وطننا, أمنيا◌ٍ وسياحيا واقتصاديا◌ٍ, وهي صغيرة قبل أن تستفحل ويصعب حلها¿!.. أم أننا ننتظر من الآخرين – الذين لا يهمهم سوى الحفاظ على مصالحهم – أن يقوموا بالدور نيابة عنا..