وعد من لا يملك لمن لا يستحق
وفـــــاء الكبســـي
2/نوفمبر/1917م يوم أسود حزين على أمتنا العربية والإسلامية؛ لأنه اليوم الذي مهد الطريق لاقامة دولة يهودية صهيونية على أرض عربية، وذلك حينما قطعت بريطانيا على نفسها الوعد “بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي”
ستظل ذكرى وعد بلفور من أكثر الذكريات المشؤومة والسيئة في ذاكرة كل إنسان عربي حُر، وفي ذاكرة التاريخ؛ لأنه غيَّر وجه تاريخ العرب وفلسطين والمنطقة بأكملها، فهو نقطة التحول وبداية تنفيذ المخططات الغربية على أرض الواقع حيث ومازال الصراع العربي الإسرائيلي مستمرا ًحتى يومنا هذا، فمازالت الكوارث تتوالى على الشعب الفلسطيني وعلى جميع الشعوب العربية..
وعد بلفور وعد ٌباطل ٌ، وجريمة مستمرة منذ مائة عام في حق اخواننا الفلسطينيين..
فكيف وعدت بريطانيا حقا ًهي لا تملكه لمن لا يستحق ؟!
ولكن رُغم باطلية الوعد إلاّ أن اليهود والغرب تمسكوا به فجعلوا منه هدفا ًرئيسيا ًلتغيير هويتنا، وتغيير معالم حضارتنا، وانتزاع الأرض من تحت أقدامنا، ولصنع كيانات تابعة وهزيلة لهم وبالفعل تم كل هذا، فقد كان الجيل الأول من الحكام العرب منبطحين متخاذلين ساعدوا بشكل كبير في تحقيق الوعد، وها نحن أمام الجيل الثاني من الحكام العرب جيل المطبعين حيث صار التطبيع مع إسرائيل يأخذ أنواعاً، وأشكالاً ومنحدرات متعددة من خانة الاستسلام إلى المبادرات ثم إلى خانة الاخوة معهم، وما أن ترفض دولة التطبيع إلاّ وزعماء الشر يتحالفون مع أمريكا وإسرائيل لإسقاط ذاك البلد كما حدث في سوريا والعراق ولبنان واليوم العدوان على اليمن ..
في هذا اليوم لا بد أن نتذكر الملك السعودي عبدالعزيز ومقولته الملعونة :
“اليهود مساكين ونوافق على اعطاء فلسطين لهم!!”
هذا كان كلام الأجداد، واليوم حال الأحفاد يقول:
“أمريكا وإسرائيل مساكين ونوافق على اعطائهم جميع الدول العربية!!”.
وبالفعل هذا ما تسعى له مملكة الشر، فماحدث في فلسطين ثم العراق ولبنان وسوريا واليوم العدوان على اليمن إلاّ ثمرة من ثمار وعد بلفور وانبطاح وتطبيع العرب! .
قد يستغرب البعض لماذا في هذا العام بالذات جاء طلب الأخ محمد علي الحوثي للخروج يوم الإثنين من أجل اعلان بطلان الوعد وتجريمه مع أن كل عام لا يتم الخروج، السبب هو أنه بعد مرور مائة عام وبينما البعض من العرب الذين انا أعتبرهم سُذجاً كانوا على أمل وانتظار لاعتذار بريطانيا عن وعد بلفور ، ولكن رئيسة الوزراء البريطانية (تيريزا ماي) خرجت بإعلانها السافر والمستفز بأن بلادها بريطانيا ستحتفل وبكل فخر بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم غير آبهة لدماء الأبرياء، ولا بتشريد الملايين من الفلسطينيين، فالسبب في هذه السخرية المستفزة والتمادي هم أولئك الحكام العرب المنبطحون الذين ليس لديهم شرف ولا ذمة، الذين باعوا فلسطين وتواطأوا مع الجلاد المغتصب الصهيوني، وكذلك المجتمع الدولي الذي لازال يبارك ما فعله بلفور..
ولكننا في هذا اليوم نقول لبريطانيا وإسرائيل ومملكة الشر السعودية: إن وعد بلفور تحت أقدامنا ولا قيمة له سوى أنه سيظل وثيقة تاريخية شاهدة على حقد الصليبيين على الأمة العربية وتواطؤ حكام العرب.
سنخرج يوم الإثنين لنهتف” فليسقط وعد بلفور تحت أقدامنا، ولتسقط دول العدوان، فنحن لن نكون جبناء ولن نسكت أبداً على كل الضيم والذل والهوان.