ماذا بعد فشل العرب في الفوز بمركز مدير عام اليونسكو؟
المحامي/ عمر زين
انتهت الانتخابات مركز المدير العام لليونسكو بوصول الفرنسية اليهودية ذات الأصول المغربية أودري ازولاي نتيجة انقسام الموقف العربي المتقدمين للترشيح من الجنسيات اللبنانية والمصرية والقطرية وهو انقسام يعبر بوضوح عن الحالة المتردية التي وصل اليها العرب من خلال مسؤولي إدارة شؤونهم، هذه الإدارة الغبية، الجاهلة، المتخلفة غير المكترثة لثرواتنا القومية من العلم والتربية والثقافة وخاصة الآثار التي تؤكد مدى تميز امتنا العربية في تاريخ هذا العالم،وهي المستهدفة للسرقة والهدم على مر السنين وخاصة في العقدين الأخيرين والشاهد على ذلك ما حصل وعلى مرأى من العالم وما قام به الاحتلال الأميركي للعراق من جرائم بكل الاتجاهات على الانسان والحضارة التي يختزنها في ارضه، بما يقوم به الصهاينة منذ احتلال فلسطين في هذا السبيل لالغاء التراث وطمس الحضارة العربية والإسلامية. وهذه الجرائم سوف لن يتركها شعبنا ان تمر وهي غير خاضعة للتقادم وسيحاسب عليها كل الفاعلين والمجرمين والمشاركين والمتدخلين أياً كانت جنسياتهم ومهما بلغ جبروتهم، ولو تركتها جامعة الدول العربية التي عليها واجب توحيد الكلمة العربية على كل المستويات بما فيها كل ما يتعلق بالتربية والعلوم والثقافة والثروة والتي أصبحت مع الأسف موقعاً عربياً معطلاً لا حياة فيه.
ان ما يتعرض له تراثنا الحضاري من مخاطر بكافة اشكالها يهدد حضارة وتاريخ الامة العربية وهويتها وهذه المخاطر ناتجة عن عمل مقصود يقوده الإرهاب الدولي بتخطيط وتنفيذ من المخابرات الأميركية والصهيونية وطبعاً بمشاركة أدوات عربية وإسلامية من الجهلة والخونة والمتطرفين والمتعصبين والعنفيين ومن المتوفر وجودهم من كل الجنسيات والحاملين بالولادة ديانات مختلفة علماً انها كلها جاءت لصالح الانسان والإنسانية.
واني بهذه المناسبة اشير وأؤكد على ما جاء في اعلان القاهرة لحماية التراث الحضاري العربي في 16 فبراير / 2014م الذي صدر في اجتماع دعوت اليه بصفتي اميناً عاماً لاتحاد المحامين العرب في مقر الاتحاد حيث اعلن المجتمعون بأن انقاذ تراثنا وحضارتنا مما يتهددهما يستلزم تضافر كافة الجهود التشريعية والتنفيذية العربية والمجتمع المدني باعتبار ان الجميع مسؤول عن المحافظة عليها.
هذا وعلينا جميعاً ايضاً المحافظة على القرارات الصادرة عن مؤسسة الاونيسكو التي تؤكد بشكل حاسم الحقوق العربية والفلسطينية على ارض فلسطين حول التراث الفلسطيني في الخليل وحماية المسجد الابراهيمي من الانتهاكات الصهيونية، وكذلك تعزيز الرأي العام السائد داخل المنظمة ضد إسرائيل نتيجة عمليات التهويد وانشاء المستوطنات في الضفة الغربية وفي القدس خاصة بوجود المديرة العامة الجديدة لليونسكو.
واننا بذلك نعتقد اننا نساهم في الجواب على السؤال الذي طرحه في جريدة الاهرام 29 /10 /2017م كبير من هذه الامة عنيت به الأستاذ محمد سلماوي الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب والافارقة حول ماذا سيكون موقف العرب من ذلك وقد منح بعضهم صوته لمرشحة تلك المرحلة الجديدة في تاريخ اليونسكو.
الامين العام لاتحاد المحامين العرب (سابقاً)