تضحية وعطاء وفداء

 

عبدالفتاح البنوس
عظمة العطاء والتضحية تتضح من خلال حجم ومستوى العطاء الذي قدم، والغاية والهدف الذي قدم من أجله هذا العطاء، وخلال ما مضى من سنوات العدوان قدمت العديد من الأسر اليمنية نماذج في قمة الوفاء والجود والبذل والعطاء، حيث قدمت قوافل من فلذات أكبادها شهداء كرماء عظماء، وهبوا أرواحهم فداء للوطن الغالي، وللذود عن حماه، والحفاظ على مكتسباته، والدفاع عن سيادته، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حيث جسدت تلكم الأسر أروع الأمثلة في الوفاء والصبر وهي تزف الشهيد تلو الشهيد وتدفع بالبقية لرفد الجبهات والتنكيل بالغزاة والمحتلين والمرتزقة، في صور نادرة الوجود في عصرنا الحالي، حيث نقف اليوم أمام نموذجين من تلكم الأسر التي تعد مصدر فخر واعتزاز لكل اليمنيين الشرفاء .
الأسرة الأولى هي أسرة آل المؤيد، وبالتحديد أسرة الأستاذ عبدالله حسين المؤيد نائب وزير الخدمة المدنية والتأمينات، هذه الأسرة الصابرة المحتسبة المؤمنة التي تقدم اليوم ابنها الرابع إبراهيم شهيدا في ساحات العزة والكرامة وهو يدافع عن الأرض والعرض والعزة والكرامة، وهو رابع إخوانه الشهداء الذين سبقوه في درب الشهاaدة، وحازوا عن جدارة واستحقاق على وسام الشهادة، وكلما سقط من هذه الأسرة بشهيد دفعوا بآخر ليخلفه في معركة التحرر والانعتاق من براثن الوصاية والتبعية والهيمنة الأمريكية والسعودية والإسرائيلية، منتهى الفدائية وقمة التضحية، التي لا نظير لها إلا أسرة آل اللاحجي التي كانت وما تزال الانموذج الأمثل في البطولة والتضحية والفداء .
أسرة آل اللاحجي المؤمنة الصابرة المجاهدة المحتسبة التي رضع أولادها حب الشهادة، وتربوا على الروح الإيمانية الجهادية التي ترى في الحياة متاعا زائلا، وتعمل من أجل الآخرة، أربعة من أبنائها النجباء، سطروا ملاحم في البطولة والفدائية والتضحية والشجاعة والإقدام، حتى كتب الله لهم الشهادة، وحازوا على الفضل الكبير والشرف الرفيع الذي كان غايتهم ومقصدهم وهدفهم الأسمى، أربعة شهداء في عنفوان شبابهم قدموا إلى ربهم شهداء من بيت واحد وأسرة واحدة، وما أروع وأعظم صبر واحتساب هذه الأسرة المتمثلة في والد ووالدة الشهداء وهم يستقبلون نبأ إستشهاد أولادهم الأربعة الواحد تلو الآخر، بالزغاريد والسرور والبهجة، حيث تحولت مواكب ومراسيم التشييع إلى مواكب و مراسيم زفاف، في مشاهد لا توجد إلا في اليمن، فأي عظمة وأي فدائية هذه ؟! وأي تربية نشأت عليها هاتان الأسرتان النموذجيتان ومثيلاتهما من الأسر اليمنية التي كانت النموذج الفريد من نوعه في المجتمع اليمني .
بالمختصر المفيد، هنيئا لآل المؤيد وآل اللاحجي هذا الفضل الكبير وهذا الشرف العظيم وهذه المكانة الرفيعة وهذا العطاء والتكريم الرباني، ولا عزاء لشلة البقبقة، وأصحاب العقول الخاوية، والقلوب المريضة والثقافة المغلوطة، فلا مقام لذكرهم هنا، لأنه مقام العظماء الخالدين، الأحياء عند ربهم يرزقون .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

 

قد يعجبك ايضا