لإمارات.. والذكاء الاصطناعي !!
أحمد يحيى الديلمي
استبشر الناس خيراً لاستحداث دولة الإمارات العربية المتحدة “سابقاً” وزارة لتنمية الذكاء الاصطناعي، ومصدر الاستبشار أننا عانينا كثيراً من تداعيات تراكمات الذكاء الفطري، لأن مبعثه بداوة متخلفة تعلقت قشور الحداثة بعقول مترفة موغلة في البداوة أبَّدت سجن العقول في الجيوب واعتبرت أوراق البانكنوت معيار وحيد للتعبير عن الذات وإثبات الحضور في الواقع بأبعاده السياسة والاجتماعية والاقتصادية، لذلك لا غرابة بأن نسمع غلمان هذه الدولة ينفقون مدخرات أمة بكاملها وبشكل مهول لتمويل تصرفات رعناء، أما في شكل دعم حروب عبثية أو تمويل حفلات لهو ماجنة، أو إطعام الكلاب في أمريكا وأوروبا أو العطف على بعض الحيوانات المؤذية في أوروبا، وكلها أعمال مردية لا تمت إلى العروبة ولا إلى الإسلام بصلة، بل أنها تهدد حياة الأمة وتسيء إلى موروثها الحضاري الناصع البياض، وهي مفارقة عجيبة أن تخرج الحضارة من الخدر مباشرة إلى مواطن الذكاء الاصطناعي، كيف يمكن للعقل البشري أن يقبل هذه النقلة غير الموضوعية؟!!، ولا شك أن تبعاتها ستكون أكثر خطورة من تبعات الذكاء الفطري، لأنها تستمد ثقافتها من عقول رعاة البقر الذين شوهوا الحضارة الإنسانية ولا يترددون عن استخدام أي شيء طالما أنه سيقود إلى تحقيق مصالحهم الذاتية وإن تدنت في المستوى، وهنا تكمُن الخطوة ويذهب الاستبشار سُدى، لأن العقل الاصطناعي قد يولد طرقاً ممنهجة للثأر والانتقام، ويجوزو شن حروب الخراب والدمار والإبادة الشاملة ويستسهل عملية اقتحام حياة الآخرين وأوطانهم، وهذه هي المقدمة التي بدأت بها دولة الإمارات العربية المتحدة “سابقاً” في البحرين العربي والأحمر، وربما أن هذا هو التفكير الساذج لغلمان الإمارات الذي أكد لهم بأن استحضار الذكاء الاصطناعي لابد أن تسبقه خطوات أساسية من الخراب والدمار والممارسات الإرهابية البشعة بأبعادها السياسة والفكرية والاجتماعية، بهدف تعميق الانقسامات بين أبناء الشعب الواحد عبر تكريس الطائفية والمناطقية والمذهبية وإشاعة الغل والحقد والكراهية بينهم كما يحدث في اليمن، أنهم مستعدون على فعل أي شيء ولو على حساب المبادئ والقيم والأخلاق.
في هذه الحالة يمكن أن نعتبر الذكاء الاصطناعي نوع من الفساد الأخلاقي والقيمي لأنه لن يتورع عن عمل أي شيء، كون الفكرة تراود رؤوساً مريضة منهكة بسباق الهجن والإبل وتفكيرها محدود ضيق الأفق لا يخرج عن موضوع المماثلة بين أحكام وألوان الإبل.. إنها كارثة !! كارثة جداً.. إذا كان هذا هو الذكاء الاصطناعي بالذات إذا أدركنا أنه يحاول استغلال حاجة الناس مقابل ما لديه من طفرة مادية ضخمة لشراء الضمائر والتلاعب بالأحلام والآمال.
ما يثير الخوف أن تتحول الفكرة الجديدة باعتبارها مستوردة مجردة من المبادئ والأخلاق والقيم ومتنكرة للأعراف والعادات والتقاليد مجرد مدخل لما هو أعظم وأن تجيز كل شيء، بما في ذلك المثلية في الزواج وخيانة العهود والمواثيق بحيث يغدو الظلم والعيب والمحرم أهم صفة تميز هذا النوع من الذكاء.
“ربنا لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا ” صدق الله العظيم.
والله من وراء القصد..