وحدات القناصة والمدفعية نار لا تنطفئ

عمليات نوعية ضاعفت خسائر العدو السعودي وأسقطت خطوطه الدفاعية في معارك ما راء الحدود

الثورة | يحيى الشامي

هناك حيث النار لا تهدأ ، وبرغم ما قد تشهده بعض الجبهات هدوءاً نسبياً بين العملية والأخرى ، غير أنه هدوءاً دائماً ما يستثني سلاح المدفعية ، حتى صارت تُعرف بالنار التي لا تنطفئ ، أو ديناميكية الجبهة وسلاحها الفاغر فاه صوب مواقع العدو.
على غير ما هو الحال في بقية الأقسام العسكرية تبقى نتائج ضربات القوتين المدفعيّة والصاروخيّة في صفوف قوات العدو (تجمعات بشرية أو مخازن أسلحة وعتاد عسكري) حبيسة صندوق الأسرار العسكرية للنظام السعودي الأكثر إحكاماً وتحفّظاً ضمن سياسة التكتم التي يتبنّها بنو سعودي في معارك جيشهم وجيوش مرتزقتهم المحشورين إلى جبهات عسير ونجران وجيزان، وباستثناء ما تحصل عليه وحدات الرصد اليمنية عبر قنواتها العسكرية أو الإعلامية فالعدد يبقى أقل مما يُذكر ودون ما هو متوقع.
وتشكل القوة المدفعيّة للجيش واللجان الشعبية في معارك الحدود والعُمق السعودي قوة ردع فاعلة ومؤثّرة في الميدان وفي الحسابات العسكرية ، ومع فترات الهدوء النسبي الذي تشهده أحياناَ جبهات القتال يُلقى العبء الأكبر من العمليات العسكرية على سلاحي المدفعية والصاروخية وفق خطط تتشاركها القوة المدفعية مع قوات من وحدات الرصد والاستطلاع العسكري في القوات اليمنية ، وتقتضي آلية العمل بطبيعته تنسيق عالٍ بين مراكز إدارة النيران وبقية وحدات الجيش واللجان الشعبية في الجبهات ، وبناء عليه فإن القوّتين المدفعيّة والصاروخية – في الغالب- لا تستهدف مواقع المرتزقة والجيش السعودي إلا وفقاً للمعلومات التي تُقدّمها وحدة الرصد وترفعها إلى المدفعية ، وبقية الوحدات القتالية ، وهو ما يحقق أكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو السعودي ومرتزقته وتجمعاتهم البشرية أو العتاد والآليات ومخازن الأسلحة ،بأقل عدد من القذائف المدفعية وبناء على المعلومات الراجعة فقد تضطر القوة الصاروخية للمشاركة في القصف بصواريخ تتناسب وحجم التجمع أو طبيعة الهدف المقصوف، و برغم ما يُمثله طيران التجسس والطيران الحربي والعمودي من مظلة جوية تكاد لا تُبارح سماء الجبهات طبق جدول مناوبة يشبه آلية عمل الجنود السعوديين على الأرض في فترات مناوبتهم ودوامهم ، إلا أن هذه التعقيدات العسكرية تفشل في عزل المواقع العسكرية السعودية من معسكرات ومواقع وتجمعات وإبقاءها في مأمن من نيران المدفعية والصاروخية اليمنية ، ومن حقيقة تعاظم الخسائر اليومية التي يتكبّدها العدو السعودي ومرتزقته في جبهات عسير ونجران وجيزان ، بل أن إجراءات الطرف الآخر بما تشمله من منظومات رقابة الكترونية تُغذّيها عشرات الكاميرات المنتشرة على أبراج الرقابة والسياج والغرف العسكرية المنتشرة وجنود حرس الحدود ، كلها تعجز ليس فقط في منعها بل حتى في خفض عدد الضربات المدفعية والصاروخية على المواقع السعودية المستمرة منذ الشهر الأول لبدء معارك الحدود والعمق السعودي، وبمقدار ما يُمثله نجاح المدفعية اليمنية في الحفاظ على خطها الناري ملتهباً ومتصاعداً وفق متطلبات الحاجة العسكرية أو بناءً على معلومات الرصد والاستطلاع ، فإنه نجاحٌ يمثل فشلاً مدوياً ذا أبعاد استراتيجية وتداعيات لا تقف عند حد يُكرّس حقيقة فشل المملكة السعودية في تأمين أراضيها الجنوبية وحماية حدودها مما تسميه “خطر المقاتلين اليمنيين”، وهو خطر يتعاظم ويتزايد طردياً مع طول أمد المعارك، علاوة على أنه خطر جلبته المملكة على نفسها وجعلت منه تهديداً يتجاوز جغرافية الحدود الجنوبية للمملكة إلى تهديد نفوذ المملكة ووجودها في فاعلية تأثيرها في المنطقة والعالم.
خلال الثلاثة الأيام الأخيرة طاولت نيران المدفعية اليمنية أكثر من خمسة عشر موقعاً وتجمعاً لجيش العدو السعودي ومرتزقتهم اليمنيين والسودانيين ، وتركّز القصف المدفعي في معظمه على الجبهات الشرقية من نجران الشرقية ، وتجمعات الجنود السعوديين وتحصيناتهم ومخيمات مرتزقتهم جنوب جيزان.
على صعيد متصل ، تصدت قوات الجيش واللجان الشعبية خلال الأسبوع الأخير لأكثر من عشرة زحوفات متتالية على جبل الشرفة في نجران آخرها قبل ساعات وتصدت له قوات الجيش واللجان الشعبية رغم مشاركة الطيران بأنواعه بالإضافة إلى راجمات الصواريخ والقذائف المدفعية ،وفي كل هجوم يقتل اليمنيون عدداً من المرتزقة والجنود السعوديين ويكبدونهم خسائر في العتاد والآليات قبل أن تتراجع القوات بعد ساعات من المعارك الضارية والمواجهات التي يُشارك فيها الطيران بصورة كبيرة تحاول في كل مرّة تسهيل مهمة الجنود على الأرض في إخراج المقاتلين اليمنيين من مواقع الجبل وإنهاء سيطرتهم عليه وذكر مصدر للثورة أن أعداداً من المرتزقة وجنود الجيش السعودي قُتلوا بانفجار عبوات ناسفة بآلياتهم أثناء محاولة تقدّمهم صوب الجبل .
وكان لافتاً إعلان مصدر في الجيش واللجان الشعبية مصرع جندي سوداني في نجران بنيران المقاتلين اليمنيين، ويشير هذا الخبر إلى حقيقة استعانة الجيش السعودي بالمرتزقة السودانيين ونقل عدد منهم إليها لمساندة القوات السعودية والمرتزقة اليمنيين في العمليات الأخيرة على جبل الشرفة، واسم الجندي السوداني المرتزق “علي عبدالرحمن”.
ونفذت وحدة من المقاتلين اليمنيين هجوماً على موقع لمرتزقة الجيش السعودي قبالة منفذ الخضراء، وغنموا كميات من الأسلحة والذخائر، وسقط في العملية عدد من المرتزقة بين قتيل وجريح.
وشنت قوات من الجيش السعودي ومرتزقتهم هجوماً على جبل سبحطل وجبل ريح ، قبالة منفذ علب – عسير ، وتصدت القوات اليمنية للهجوم دون أن يُحقق تقدم موقعة عدداً من القتلى والمًصابين في صفوف المرتزقة والجنود السعوديين ، ووقع العدد الأكبر من القتلى في صفوف المرتزقة اليمنيين ، ويُعد الزحف على الجبلين هو الثالث الذي تشنه قوات سعودية ومرتزقة يمنيين ، وجميعها جرت وسط تحليق وإسناد جوي كبير مهّد للقوات على الأرض عبر عشرات الغارات التي شنت بالتزامن مع الثلاثة الزحوفات.
كما واصلت المدفعية اليمنية دك تجمعات الجنود السعوديين في موقع ورقابة مجازة وفي رقابة الهنجر وقلل الشيباني ورقابة أسعر وخلف سبحطل والشبكة ومعسكر عين الثورين وقبالة منفذ علب .
وسجل في جبهة عسير أيضاً مصرع المرتزق اليمني عبدالله عبد التواب القاضي بنيران الجيش واللجان ، فيما أعلنت القناصة اليمنية مقتل مرتزق يمني قبالة منذ علب.
كما أعلنت القناصة اليمنية قتلها جندياً مرتزقاً قبالة منفذ الخضراء، ودكّت المدفعية بعشرات القذائف مواقع عسكرية في نجران أبرزها موقع الفواز وقيادة سقام والمخروق الكبير ومرتفعات رجلا شرقي القفال و ذو رعين و موقع الضبعة.
وفي معارك جنوب جيزان تمكنت وحدة الهندسة من تدمير آلية عسكرية تابعة للمنافقين في الحثيرة ، و تدمير مدرعة نوع بي ام بي بصاروخ موجه قبالة ساحل ميدي ، فيما استهدفت المدفعية تجمعات الجنود السعوديين في موقع المشرق وفي الرمضة والطوال، فيما أعلنت وحدة القناصة مصرع جندي سعودي بنيران القناصة اليمنية على موقع الزقيلة جنوب جيزان.
وكانت وسائل إعلام سعودية قد نشرت أسماء عدد من عناصر حرس الحدود لقوا مصرعهم بنيران الجيش واللجان الشعبية ، في المقابل وزّع الإعلام الحربي خلال الأيام الماضية عشرات المشاهد لعمليات تنكيلية نفذتها قوات يمنية من وحدة القناصة و وحدة الهندسة والعبوات على مواقع لجيش العدو السعودي ومرتزقته في نجران وعسير وجيزان.

قد يعجبك ايضا