*رئيس هيئة مستشفى الثورة بصنعاء الدكتور عبداللطيف أبو طالب لـ (الثورة):
*جميع خدمات المستشفى الطبية والعلاجية متاحة مجانا للمقاتلين وأسرهم
التقاه/ محمد الفائق – مصطفى المنتصر
أكد رئيس هيئة مستشفى الثورة بصنعاء الدكتور عبداللطيف أبو طالب أن العدوان والحصار أوصل القطاع الصحي في اليمن إلى ادني المستويات في محاولة فاشلة من قادة التحالف وأدواته للقضاء على اكثر من 25 مليون مواطن.
وأوضح في لقاء مع صحيفة “الثورة” ان مستشفى الثورة بصنعاء يعاني الكثير من الإشكاليات التي بدأت تتلاشى تدريجيا مع وضع الحلول المناسبة لها وبالوسائل والإمكانيات الموجودة والمتاحة، إلى جانب ما تسبب به العدوان من مضاعفة حجم التحدي والضغط الكبير على المستشفى نتيجة استقباله ضحايا المجازر التي يرتكبها العدوان بطائراته بحق المدنيين.
لافتا إلى أن مستشفى الثورة يستقبل 35 % من المرضى على مستوى الجمهورية.
وأكد الدكتور أبو طالب أن مستشفى الثورة يقدم خدماته الطبية المجانية لجرحى الجبهات وأسرهم وللمقاتلين وأسرهم وأيضا اسر الشهداء باعتبار ذلك واجباً وطنياً وهو اقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأبطال الذين وهبوا أرواحهم ودماءهم رخيصة من اجل اليمن وعزته وكرامته وسيادته.
اللقاء تطرق إلى الكثير من القضايا والتحديات وسلط الضوء على جهود مستشفى الثورة بدعم الجبهات …..إلى التفاصيل:
* بداية ، صف لنا حجم التحديات التي تواجهونها في مستشفى الثورة العام وأيضا التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في ظل العدوان والحصار؟
– نحن نتكلم عن الوضع الصحي بشكل عام في بلادنا وما يتطلب هذا الوضع من احتياجات وما اثر سلبا على القطاع الصحي والإنساني نتيجة العدوان الغاشم الذي يرتكب كل يوم مجزرة بحق المدنيين والأطفال والنساء فضلا عن حصاره الغاشم ومنع دخول الأدوية والأجهزة الطبية إلا ما ندر منها.
وبالنسبة لمستشفى الثورة لابد أن يعرف الجميع أن المستشفى يقدم خدماته لثلثي مرضى اليمن لو أخذت مرضى اليمن 100 % مستشفى الثورة يقدم الخدمة لثلثي هؤلاء بمفرده من جميع محافظات الجمهورية بمعنى لو بلغ مرضى اليمن في اليوم الواحد 100 ألف شخص فمستشفى الثورة يقدم خدمات لـ35 ألف شخص منهم، والبقية يذهبون إلى المستشفيات الأخرى بالإضافة إلى الجرحى معظم جرحى الجبهات أو جرحى العدوان من المواطنين فغالبيتهم يأتون لمستشفى الثورة أول مركز لقسم الطوارئ والمراكز المتخصصة موجودة في مستشفى الثورة
لدينا الآن أكثر من 70 جريحا من جرحى العدوان ونقدم لهم جميع الخدمات الطبية والعلاجية المجانية ، كما أن المستشفى يستقبل كل الحالات الحرجة من مختلف المستشفيات، ومنذ ما يقارب العامين استقبل مستشفى الثورة نحو 100 ألف حالة من الجرحى وضحايا العدوان واسر الشهداء وأيضا النازحين والطبقات الفقيرة ونقدم لهم الخدمات كاملة مجانا.
* ماذا عن السعة السريرية للمستشفى؟
– السعة السريرية لمستشفى الثورة يعمل بنفس الطاقم الذي كان موجوداً سابقا وكانت الميزانية الخاصة بالمستشفى 11 مليار ريال والأسرة 750 سريراً الآن لدينا نفس العدد ولكن ميزانيتنا مليار ريال في السنة فقط،لذلك نحن نواجه إشكاليات عدة منها عدم صرف الراتب الذي سبب ببعض الاختلالات لدى الكادر الطبي ولا نخفيكم امرا إننا نعمل على تكثيف الجانب التوعوي والثقافي للموظفين والكوادر الطبية من اجل المزيد من الصبر والعمل بتفان وإخلاص بهدف استمرارية العمل وديمومته وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى والجرحى وهو ما نعتبره نجاحا كبيرا وصفعه كبيرة بوجه العدوان والمرتزقة، حيث أن القطاع الصحي يمثل جبهة لا يختلف دورها عن بقية جبهات العزة والشرف، و بحسب توجيهات السيد عبدالملك انه وبرغم المعاناة يجب أن نبدع وان نقدم شيئا لأجل الوطن وان نصنع النجاح من رحم المعاناة ونسعى بكل قدراتنا وطاقاتنا ان نكون المثل الأعلى في خدمة المواطنين .
* في ظل هذا التحدي الكبير الذي تواجهونه ، كيف اثر نقص الميزانية على دور المستشفى وأجهزة العناية المركزية التي تحتاج صيانة دورية ومبالغ باهظة؟
– لدينا الآن 150 سرير عناية منها 14 عناية مركزة مختلف العنايات ، عناية مركزة للجراحة ، وعناية مركزة للباطنية ، وعناية مركزة للمخ والأعصاب، و3 عنايات مركزة للقلب ، وعناية مركزة للمسالك البولية ، وتم فتح الآن عناية مركزة للطوارئ .
المستشفى عليه ضغط كبير سواء من جرحى الجبهات أو من الجرحى المدنيين أو اسر الشهداء أو النازحين ، و لو تمر للطوارئ لن تجد مكاناً للجلوس فيه من الضغط الموجود بداخله، لنا دور كبير والحمدلله في تقديم الخدمات للجريح ونقدم له كل الاهتمامات في أسرع وقت ممكن.
* ما الآلية التي يتم من خلالها استقبال الجرحى؟
هناك مندوبون للجرحى من وزارة الدفاع ومؤسسة الجرحى والآن كلفنا مندوباً لاستلام مهام تذليل الخدمات للجرحى ومتابعة معاملاتهم، يتم استقبالهم بموجب رقم بلاغ بشكل عاجل من ثم يمنح ملفاً خاصاً به ويقوم المختص بتشخيص حالته وما يحتاجه وتستدعي حالته من عمليات أو جراحة أو معاينات وغيرها فضلا عن تقديم مختلف الأدوية اللازمة للجريح، وقمت الشهر الماضي بإعفاء ما يقارب 42 مليون ريال كانت مسجلة على حالات مرضية مختلفة منهم من شرائح فقيرة جدا ومنهم من اسر الجرحى أو المجاهدين الذين لا توجد لديهم مذكرات رسمية من مؤسسة الجرحى.
* ما تأثير الحصار المفروض على بلادنا على قطاع الأدوية ؟
– القطاع الصحي منهار بشكل عام بما فيه وزارة الصحة حتى اخر مستشفى نحن محاصرون من ناحية الأدوية والمستلزمات الطبية وذلك يعيق من تطوير العمل ونفتقد لقطع غيار الأجهزة التي نحتاجها لتشغيل العديد من الأجهزة الطبية الهامة المتوقفة حاليا بسبب الحصار المفروض على بلادنا ، على سبيل المثال غاز اللاثيوم الذي نحتاجه بشكل كبير في غرف العمليات ولكن بسبب الحصار قيل لنا انه ممنوع على اليمن، هل هذا منطق ؟ هل هذه إنسانية ؟ هناك الآلاف من يموتون قهرا ويأسا نتيجة انعدام مستلزماتهم وأدويتهم الطبية التي يمنع دخولها العدوان.
لا ننسى ما تعرض له مستشفى الثورة العام من أضرار كبيرة في أجهزته ومبانيه ومرافقه المختلفة جراء القنبلة التي ألقاها العدوان على أسفل جبل نقم، إضافة إلى الأضرار المتوالية نتيجة الغارات المستمرة على جبل نقم والمناطق المجاورة له.
* إشكاليات انعدام الأفلام الخاصة بالاشعات المقطعية بمستشفى الثورة اعتقد لاتزال قائمة إلى اليوم إضافة إلى المستلزمات الخاصة بمركز الكلى ، كيف يمكن أن تقومون بمعالجتها؟
– ليست دائمة وقد انتهت هذه المشكلة بعد أن تم تعييني رئيسا لهيئة مستشفى الثورة حيث قمنا بتوفير الأفلام بالأعداد والكميات المطلوبة ، والحمدلله انتهت هذه الإشكالية،
المشكلة القائمة الآن تكمن في القدرة الاستيعابية لعمل جهاز الأشعة حيث أن صناعته تمت على أساس أن يقوم بعمل 20 حالة في اليوم الواحد ونحن وفي ظل ضغط العمل نستخدمه في غالب الأيام بنحو 100 حالة وهذا يعد استهلاكاً كبيراً على الجهاز وهو الجهاز الوحيد الذي استطعنا توفير الأفلام الخاصة به ورتبنا العمل ونظام الأداء داخل المستشفى، مشكلتنا الأخرى هي غياب الوعي المجتمعي لدى غالبية المواطنين رغم أننا عملنا على تعليق اللوحات الإرشادية والبروشورات حيث يقوم البعض من الصحيين أو الأطباء بإرسال مرافقي المرضى لشراء العلاجات من خارج المستشفى ويقوم بتحديد الصيدلية ويسميها من اجل العمولة او النسبة وهذا نعتبره خداعاً واستغلالاً لجهل المواطن وحاجته ، قمنا نحن بمنع هذه التجاوزات والحد منها بشكل كبير وكما قلت لكم انه تم تعليق اللوحات الإرشادية والنصائحية والتوعوية على كل المداخل، وندعو المواطنين من خلالكم إلى عدم شراء الأدوية من خارج المستشفى.
* ما الرسالة التي توجهونها إلى المنظمات الإنسانية الدولية؟
– طبعا منظمات المجتمع الدولية هي مسؤولة على انهيار الوضع الصحي في اليمن نحملهم كامل المسؤولية وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية يفترض أن تتخذ المنظمات الصحية قراراً صريحاً ضد هذا التحالف وتطالب برفع الحصار البري والبحري والجوي وإنقاذ الوضع الصحي في اليمن ولكن المال السعودي يطغى على هذا كله، وهناك مبالغ كبيرة ممنوحة لليمن من قبل تلك المنظمات إلا أن نظام عملها عقيم جدا وبطيء يصل أحيانا إلى 3 أو 4 أشهر حتى يتم تزويدك بمحاليل، وأحيانا تصل معاملة الطلب إلى مندوب منظمة الصحة العالمية في اليمن ويوافق على شرائها ثم تصل المعاملة إلى اليمنيين الموظفين في المنظمة فيتم تمييع معاملة الطلب ، رغم انه من المفترض أن يكونوا أكثر شعورا بالمسؤولية والإنسانية نتيجة ما يتعرض له وطننا من قصف وعدوان ليلا ونهارا.
ونقولها بصراحة لا تزال هذه المنظمات مقصرة في تقديم واجباتها ومعالجة المشكلات والاسوأ من ذلك عندما تتم مساواتنا في الدعم الممنوح بوضع المحافظات والمدن التي ليس فيها حصار وهي بأيدي المرتزقة ومن غير المعقول أن تتساوى حصص الدعم فنحن نواجه أعباء كبيرة وتحديات عظيمة ونعيش تحت القصف والغارات ونستقبل الآلاف من الضحايا جراء القصف فضلا إلى الحصار الخانق علينا ، ولا بد لتلك المنظمات إعادة النظر في الدعم المقدم لليمن وتوزيعه وفقا لحجم المعاناة والاحتياج.
* الرسالة التي تود توجيهها للمقاتلين في الجبهات ؟
– نحن هنا في هيئة مستشفى الثورة الأولوية لهؤلاء الجرحى ولأسر الجرحى والشهداء الذين يدافعون بأرواحهم من اجل شرفنا ومن اجل هذا الوطن والذين يقدمون دماءهم من اجل أن يعيش المواطن في صنعاء أو الحديدة وغيرها من المحافظات والمدن والقرى في امن وأمان ، ونقول ونؤكد أن للمقاتلين في جبهات العزة والشرف الأولوية التامة في الحصول على الخدمات العلاجية والطبية من المستشفى ، ولا يمكن أن نرفض أو نرد جريحاً أو مقاتلاً أو احد أفراد أسرهم أو نمنع عنهم العلاج والدواء وكل الخدمات الموجودة بالمستشفى ونحن في خدمتهم على مدار الساعة وهذا اقل شيء نعمله ونقدمه لهؤلاء الأبطال ، وثلاثة من أولادي في جبهات القتال وأنا افتخر كأب أن أولاده في الصفوف الأولى للدفاع عن الوطن وكرامته وسيادته.
والمستشفى وقيادته لا يمكن أن تقبل توجيهات أو أوامر بعدم استقبال أي جريح لا يمكن أن نقبل هذه الأوامر مهما كان مصدرها حتى وان كانت من اكبر سلطة في البلد أن يأتي يقول لي لا تدخلش الجريح إلا بموجب ميزانية، بالعكس مستحيل هذا فالجريح له الأولوية كذلك أسرة الشهيد والجريح لهم أولوية والنازحين كذلك هؤلاء لا يمكن أن نتخلى عنهم نبذل الجهد الأكبر من اجل هؤلاء.
ولا يخفاكم أن مستشفى الثورة بقيادتها نذهب إلى عمق الحبهات لنأتي بالجرحى وهل من المعقول أن ارفض علاجه، للعلم والإحاطة أننا نقوم أيضا بإجراء عمليات مختلفة ومعاينات لإصابات متنوعة كالجلطات والفتق مجانا للمقاتلين ورغم أنها ليست إصابة في الجبهات ولكنا ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية نقدر عظمة ومكانة هذا المقاتل الذي بذل روحه رخيصة من اجلي وأجلك ومن اجل كل الناس لينعموا بالأمن والأمان ، حتى أننا نقدم مختلف العلاجات والخدمات من العمليات وغيرها لام أو والد هذا المجاهد او ذاك تكريما لهما وتقديرا لدور ابنهما في مرابطته في جبهات القتال.
خدماتنا لا تقتصر على المجاهدين فقط وإنما من اجل عوائلهم وأسرهم والإيرادات متاحة لك ممكن أن تسأل كم هي ، و هذا الدور الوطني لا يمكن أن نتخلى عنه مهما كلفنا ذلك.
* ماذا لو تحدثنا عن الجانب التأهيلي والتدريبي لمستشفى الثورة ؟
– طبعا انتم تعرفون ان مستشفى الثورة هو المستشفى الوحيد والمؤهل والمعتمد في المجلس العربي الطبي ونحن ندرب عدة مستويات أولا الدراسات العليا وندرس الماجستير قسطرة و مركز القلب لا يوجد إلا في مستشفى الثورة أيضا زراعة الكلى لا توجد إلا في مستشفى الثورة نحن ندرب الجميع من مختلف مستشفيات الجمهورية حتى يومنا هذا ونحن ما نزال الرائدين في التدريب في مجال الدراسات العليا ناهيك عن التأهيل التمريضي نحن المستشفى الوحيد الذي له أكاديمية خاصة هذه الأكاديمية هي المسؤولة عن التدريب والتأهيل في شتى المجالات عندنا الوحدات النفسية والتخدير والتمريض العالي للمساعدين في التخدير وفنيي الأشعة كلهم يتدربون عندنا في مستشفى الثورة .
* كلمة اخيرة تودون قولها في هذا اللقاء ؟
ليطمئن المجاهد والمقاتل في الجبهة أننا جبهة صحية إلى جانبهم ونقدم لهم الخدمات العالية ونقدم لهم الخدمات الطبية وسنقدم أرواحنا من اجلهم وكذلك أسرهم لن نتخلى عنهم وسنقدم لهم كافة الخدمات بالإضافة للنازحين والأسر الفقيرة , المستشفى انطلق انطلاقة غير طبيعية والنجاحات مملموسة ويستطيع الجميع ملامستها ومشاهدتها ما علينا إلا أن نتحلى بسلاح العزيمة والصبر وهذا هو الذي يقتل العدو ، وان شاء الله نقترب من النصر وقد قطعنا ما يقارب 90 % من المعركة .