صنعاء / سبأ
تجري وزارة الصحة العامة والسكان حالياً الترتيبات النهائية لتدشين الجولة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال وإعطاء فيتامين أ، بالإضافة إلى الفرز التغذوي ومسح الأمراض المزمنة المزمع تدشينها الاثنين القادم بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية.
وتستهدف الحملة خلال الفترة 23 ـ 25 من أكتوبر الجاري جميع الأطفال دون سن الخامسة في عموم المحافظات وعددهم خمسة ملايين و375 ألفاً و20 طفلا، بمن فيهم من لم يحصنوا مسبقاً ضد هذا الداء والمواليد حديثاً.
وأكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور محمد سالم بن حفيظ في تصريح لـ/سبأ/ أهمية هذه الجولة من حملة شلل الأطفال التي تتضمن أيضاً التركيز على سوء التغذية لدى الأطفال والأمراض المزمنة، من خلال إجراء الفرز التغذوي والمسح الخاص بالأمراض المزمنة كالسكري والضغط والربو والصرع وبعض الأمراض النفسية.
وأوضح أهمية المسح في توفير قاعدة بيانات من جميع المحافظات للمساهمة في وضع خطط دقيقة لمكافحة هذه الأمراض وتوفير احتياجاتها من الأدوية كالأنسولين وغيره.
وأشار الدكتور بن حفيظ إلى أن الحملة التي تنفذها الوزارة ممثلةً بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع، بالتعاون والتنسيق مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف وحلف اللقاحات العالمي، ستكون من منزل إلى منزل، بالإضافة إلى المرافق الصحية وعبر المواقع المستحدثة والفرق المتنقلة.
كما أكد أن الحملة ضد شلل الأطفال تأتي نتيجة استمرار ظهور حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري في بعض بلدان الإقليم المجاورة مما يعزز المخاوف من إمكانية عودة فيروس الشلل إلى اليمن سيما في الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن .
ولفت إلى أن تلك الظروف انعكست سلباً ونتج عنها تدنٍ في نسبة الإقبال على استكمال الأطفال دون العام والنصف لقاحات التحصين الروتيني ضد أمراض الطفولة القاتلة ومن ضمنها لقاح شلل الأطفال.
وقال وزير الصحة ” مع أن اليمن تخلصت من فيروس الشلل تماماً منذ عام 2006م وحصلت على شهادة بذلك من منظمة الصحة العالمية عام 2009م، فلابد من الحفاظ على هذا الإنجاز الصحي الكبير لأجل ضمان سلامة الأطفال ” .
وأضاف : ” لذلك لابد من الاستمرار في تنفيذ حملات تحصين وطنية من حينٍ لآخر في جميع المحافظات كهذه الحملة، في الوقت الذي يشهد فيه التحصين الروتيني للأطفال بالمرافق الصحية على مستوى مناطق متفرقة من البلاد إقبالاً دون المستوى المطلوب على اللقاحات الروتينية المعتادة التي تقدمها المرافق الصحية ومنها لقاح شلل الأطفال”.
ودعا وزير الصحة والسكان الآباء والأمهات وجميع المواطنين إلى تطعيم أطفالهم خلال الحملة الوطنية للتحصين ضد أمراض شلل الأطفال والتعاون مع فرق الفرز التغذوي ومسح الأمراض المزمنة.
وحث المجالس المحلية وخطباء المساجد ووسائل الإعلام على بث رسائل توعوية بأهمية التحصين وعملية المسح للأمراض المزمنة لضمان التغطية الشاملة للمستهدفين.
وحسب تقرير صادر عن المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني يترافق في هذه الحملة إعطاء الأطفال من عمر ( 6 أشهر ـ 59 شهراً) لقاح شلل الأطفال الفموي ، وجرعة من فيتامين (أ) الذي يعزز ويدعم مناعة الأطفال ضد الكثير من الأمراض بما فيها مرض الحصبة ومضاعفاتها الخطيرة وكذلك الالتهابات التنفسية والعديد من الأمراض المعدية ، ويحد- أيضاً- من مخاطر العوز الغذائي؛ في الوقت الذي تتصاعد فيه مستويات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في اليمن والتي بدورها تضعف مناعتهم بشكل حادٍ وخطير.
ووفقاً للمعايير الطبية تعطى جرعتان من فيتامين (أ) بمعية جرعتي لقاح الحصبة والحصبة الألمانية الروتينية (أي خلال مرحلة التحصين الروتيني المعتاد الذي تقدمه المرافق الصحية على الدوام) وبفاصل زمني بين الجرعة الأولى والأخرى يصل إلى ستة أشهر.
يشار إلى أن شلل الأطفال مرض فيروسي حاد شديد العدوى؛ يصيب عادة الأطفال دون سن الخامسة من العمر، وتبدأ أعراضه بحمى وألم في الحلق واحمرارة والشعور بالتعب والقيء ثم تزداد قوة وحِدّة بمعية أعراض أخرى تتمثل في الشعور بألمٍ في العنق والظهر والذراعين والقدمين وتشنج العضلات.
ويعد التحصين الحل الأمثل للوقاية، فقد ثبتت كفاءته في الحد من أمراضٍ خطيرة كشلل الأطفال وغيرها من أمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم، لكنه لا يغني عن الالتزام -أيضاً- بالنظافة الكاملة وتدابيرها بالمنزل وخارجه.
كما أن حملات التحصين تؤمن وقايةً للمستهدفين من الأطفال، لكنها لا تغني عن حاجتهم إلى التطعيم الروتيني الاعتيادي ضد أمراض الطفولة الأحد عشر القاتلة والذي تقدمه المرافق الصحية بشكلٍ مستمر من خلال ست زيارات تحصين لجميع الأطفال دون العام والنصف من العمر.
واللقاح الفموي المضاد لفيروس شلل الأطفال لقاحٌ فعال جداً، وهو المرتكز الأساسي لمكافحة هذا المرض، وقد ثبتت فعاليته عبر عقودٍ طويلة من استخدامه، حيث بدأ استخدمه في اليمن منذ تأسس البرنامج الوطني للتحصين الموسع عام 1978م، وعلى مدى 38 سنة من استخدامه ثبت أنه لقاح عالي المأمونية والفعالية، ويؤيد هذا اللقاح تجربة جميع البلدان التي تستخدمه والتي يصل عددها إلى أكثر من 150 بلداً حول العالم.