بأس اليمنيين أجهض مشاريع الاستعمار وافشل مخططات العدوان

من ثورة 14 أكتوبر نستلهم الدروس والعبر:

الثورة/
احمد حسن احمد

جسدت الثورة اليمنية 14 أكتوبر التي أشعل شرارتها اليمانيون في مثل هذه الأيام من العام 1963 م تحت أقدام المستعمر من أعالي جبال ردفان الشامخة وحدة شعبنا التاريخي أرضا وإنسانا… وكانت ثورة حقيقية لها مناضلوها وأحرارها وشهداؤها وجرحاها ممن سطروا ملامح البطولة على تراب الجنوب إلى أن تكللت تضحياتهم بنيل الاستقلال في30 نوفمبر العام 1967م لتمثل الامتداد الوطني للثورة اليمنية 26 سبتمبر في الشمال وتلتحم الثورتان في ثورة يمنية واحدة ومستمرة .
مثقفون ومراقبون سياسيون تحدثوا لـ» الثورة « عن هذه المناسبة الوطنية العظيمة، مؤكدين أن الذكرى الـ54 للثورة الأكتوبرية جديرة بالتوقف عندها واستعادة روح النضال الثوري لتحرير جنوب اليمن من الاستعمار الجديد.. إلى التفاصيل:
في البداية تحدث الدكتور / فؤاد البعداني – مؤسس المنتدى الثقافي بمحافظة إب وعضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين قائلا :» هاهي أعياد الثورة اليمنية تتوهج مبهج احتفالاتها بثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر وشعبنا يواجه مخططات تآمرية تمزيقية ومشاريع هدامة وتمول تنفيذها شقيقة السوء الجارة السعودية ممثلة في نظامة المستبد « آل سعود « لتمثل في مجملها تحديا قويا يتطلب مواجهته بمختلف الأساليب والسبل من قبل كافة أبناء شعبنا الذين يتطلعون لمواصلة مسيرة الأمن والاستقرار والتنمية والبناء المؤدية إلى بلوغ الغايات المنشودة المحققة للتقدم والرقي والازدهار والدولة المدنية الحديثة .
إن الأجواء الاحتفالية بأعياد الثورة اليمنية26 سبتمبر و14 أكتوبر هذا العام لم تكن أكثر ابتهاجا كما يحتفل بها كل عام لضروف استثنائية تمر بها البلاد، حيث صادفت المناسبتين في وقت يشهد فيه اليمن أرضا وإنسانا عدوانا غاشما يشنه التحالف العربي بقيادة النظام السعودي بمبرر إعادة الشرعية، رغم ذلك يسطر اليمنيون أروع الدروس في التضحية والصبر والصمود أمام هكذا عدوان همجي بربري في تجاوز عدوانه الآثم العامين، وهاهي اليوم تحل علينا الذكرى الثورية الاكتوبرية لتؤكد أنه لا مكان للغزاة في أرضنا التي لن تكون إلا مقبرة لهم ، وبالتالي لا يحق لمن استدعى الاحتلال الجديد ان يحتفل بهذه الذكرى المجيدة كونه من المعيب والمخزي لهم ان يحتفلوا بهذه الذكرى الوطنية في الوقت الذي تجردوا فيه عن كل القيم الوطنية والانتماء لهذا الوطن العزيز ، ولقد اثبت الإنسان اليمني على مر العصور انه قادر على مواجهة كل الأخطار والتحديات وعصي على الانكسار أمام الغزاة والتاريخ يشهد له بذلك وما كان لبلدنا إلا أن يكون مقبرة للغزاة بفضل التضحيات العظيمة التي بذلها أبناؤها الأحرار لدحر الغزاة والمحتلين بكل أشكالهم، فكما استطاع اليمنيون الأوائل دحر الاحتلال العثماني، والاحتلال البريطاني بعد عقود من الهيمنة فانه قادر بفضل الله على دحر الغزاة الجدد ، وما ذلك على عزم الشعب وإرادته الجبارة ببعيد.
ولا شك أن الاحتفال بهكذا مناسبة غالية على أبناء الشعب الصامد والثائر إنما هو تأكيد على أن اليمن سينتصر وسيواجه كل التحديات والمؤامرات بكل عزيمة وقوة وستبوء كل رهانات أعداء الوطن من الداخل والخارج بالفشل مهما ارتكبوا من جرائم وحشية وإبادة في حق الشعب اليمني الحر وتدمير مقدراته ولن يزيدنا هذا إلا صمودا وصلابة في مواجهة هذا العدوان وتحرير البلاد من دنس المحتلين الجدد الذين سيكون مصيرهم الخسران وجر أذيال الهزيمة والعار بإذن الله على يد أبطال قواتنا المسلحة والأمن ولجاننا الشعبية وكل الشرفاء من أبناء الشعب اليمني الغيور».
التسلسل الزمني للأحداث
وبهذه المناسبة الثورية الكبيرة لخص الشيخ / علي الرزامي – عضو مجلس محلي وأحد المشاركين في ثورة 14 أكتوبر في عدن – التسلسل الزمني للأحداث حيث قال : « انطلقت شرارة الأحداث التي أدت إلى قيام الثورة في العام1956م عندما قام الثوار بالهجوم على بعض المرافق التابعة لسلطات الاحتلال في عدن ومن ثم شهدت المحميات الغربية في فبراير 1957 أكثر من خمسين حادثة معظمها إطلاق نار على المراكز البريطانية في كل من ردفان وحالمين والضالع.
وفي العام 1958م رفض سلطان لحج علي عبدالكريم الانضمام إلى اتحاد الإمارات المتعددة للجنوب والتي أنشأها الاستعمار وأرسلت بريطانيا في العام ذاته 4000 جندي تدعمهم الأسلحة الثقيلة واحتلت السلطنة تحت مبرر اكتشاف مخازن أسلحة وذخائر كما قامت قبائل الربيزي في العوالق في مارس 1959م بإجبار القوات البريطانية على مغادرة المراكز العسكرية التي أقامتها في العوالق مما أدى إلى قصف المنطقة بالطيران واستشهاد الكثير من الثوار والمواطنين بلحج وعقب قيام قيادة لبوزة عام1962م? هرب بعض قادة الثوار إلى الشمال، وكونوا جبهة نضالية أسميت العاصفة العدنية بقيادة محمد عبده الحكيمي وتم في العام1963م إعلان تأسيس الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن ليشتد حينها الحراك المسلح.
وفي فبراير 1964م اندلعت معركة للثوار اليمنيين الذين استخدموا فيها المدفع الرشاش في قصف مقر الضباط البريطانيين في جنوب الوطن وفي العام1965م اشتدت العمليات الفدائية على قوات الاستعمار وهاجم الثوار عدداً كبيراً من مقرات المستعمرين البريطانيين ومع مطلع العام 1966م اصدرت الخارجية البريطانية» الكتاب الأبيض» الذي أعلن رسميا قرار بريطانيا القاضي بمنح مستعمرة عدن والمحميات التابعة لها الاستقلال مطلع العام1968م، وفي14 أكتوبر 1967م أعلن وزير الخارجية البريطاني جورج براون انسحاب القوات البريطانية من جنوب الوطن بعد أن شهد ذلك العام عمليات عسكرية واسعة للثوار أسفرت عن السيطرة على مدينة كريتر والضالع وزخف آلاف المواطنين للقضاء على المستعمر الذي رحل آخر جندي من جنوده بكل ذكرياته الحزينة في30 نوفمبر 1967م»
رسائل اكتوبرية للعدوان
أما الاخ / نجيب العوج – ناشط سياسي، فقد وجه رسائل ثورة 14 أكتوبر للعدوان السعودي على اليمن حيث قال :»ما استطيع قوله في ذكرى ثورة14 أكتوبر هو رسائل إلى المستعمرين الجدد في أرض اليمن ومن أهم تلك الرسائل هي ما اشبه الليلة بالبارحة فبالأمس عاشت بلادنا عهدا من الاستعمار البريطاني الذي زال وتحطم على صخرة إرادة وعزيمة أبناء الوطن وولى المستعمر راحلا ذليلا منكسرا وانتصر الشعب أخيرا و وفاز الوطن عندما نال التحرر والاستقلال، واليوم ومع هذه الذكرى تعيش بلادنا استعمارا وتدخلا عسكريا أحمق لم يع ما حدث في ثورة الرابع عشر من أكتوبر وهذه المرة استعمار عربي من دول تحالفت وتوحدت على تدمير الوطن وبنيته التحتية تمهيدا لاحتلاله والوصاية عليه وأرسلوا طائراتهم لتقصف وآلياتهم وجنودهم ومرتزقتهم ليحتلوا أجزاء من الوطن ولا يعلمون أن اليمن مقبرة الغزاة، وليعلم القاصي والداني بين شعوب العالم اجمع ان لهذا الشعب العظيم إرادة صلبة وعزيمة من حديد تقهر كل المتكبرين والمعتدين الطامعين باحتلال هذا الوطن والسيطرة عليه وفرض الوصاية على ترابه وسهوله ووديانه وشواطئه فهذا الشعب على مر العصور لا يقبل الذل والهوان ودود للمحبين علقم للغاصبين وما جيل يرى النور على تراب هذا الوطن سرعان ما يتعلم ويسمع عن نضال أجداده وما تميزوا به من بأس يقهر أعداءه».
دلالات الانتصار
ومن أرشيف الإعلامي الراحل / عباس غالب – كان الحديث عن دلالات الانتصار في ثورة 14 أكتوبر: «مثلما انسحب عدوان النظام السعودي على مجمل الحياة اليمنية وأثر تأثيراً كبيرا على أحوال المواطنين المعيشية وخلف الجوانب الاقتصادية.. انسحب كذلك على بهجة احتفالنا بأعياد الثورة اليمنية « سبتمبر ،أكتوبر ، نوفمبر « غير أن ذلك لم يطفئ جذوة الصمود انتصارا لهذه الأفراح خاصة أن سجل النظام السعودي حافل بالمؤامرات والعدوان منذ فجر انطلاقة الثورة اليمنية، حيث تكالبت النظم الرجعية بقيادة نظام آل سعود ومرتزقة الداخل عليها في أكثر من مرة وتحديدا في التآمر والعدوان، هل النظام الجمهوري في الشطرين قبل الوحدة دون أن تنجح مؤامراتها وتدخلها السافر في عرقلة مسار الركب اليماني ورغم بشاعة وفداحة ضربات تحالف العدوان ومرتزقته وشراء ذمم الهيئات والمنظمات والإقليمية والدولية لمواصلة هذا العدوان إلا أن صمود أبناء الشعب اليمني طيلة الفترة الماضية قد أذهل العالم ودول التحالف على وجه الخصوص في تأكيد جديد على الانتصار للإرادة اليمنية ضد مخططات العدوان المستمرة ومن المفيد راهنا وشعبنا اليمني يحتفل بالعيد الـ54 لانطلاقة شرارة ثورة14 أكتوبر من جبال ردفان الشماء أن نستلهم دلالات انتصار ثورة أكتوبر وطرد المحتل البريطاني بعد أكثر من قرن على الاستعمار وهي نفس الدلالة التي ستتحطم عليها مؤامرات التحالف السعودي ومرتزقته مهما بلغ حد عنجيهتها واستكبارها ضد الشعب اليمني، فمرور هذه المناسبة رغم الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن يحتم على كافة القوى الوطنية وأبناء الشعب العمل والحرص على تفويت الفرصة أمام أعداء الوطن وهم يحاولون سلب الإرادة اليمنية ويمضون في مغامرة تقودهم دون شك إلى مصيرهم المحتوم بالفشل عاجلا أو آجلا.
ومن المؤكد أن تحالف العدوان السعودي الذي حاول مرارا إجهاض الثورة اليمنية سوف يبوء بالفشل الذريع تماما كما فشل في الماضي ولعل ابرز ملامح هذا الانتصار حالة الصمود والمقاومة التي يجترحها أبناء شعبنا الصامد وأبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية في مختلف المواقع وساحات الشرف والبطولة، ومعروف تاريخيا أن اليمنيين يبرهنون دوما على واحدية الثورة حيث هب أبناء الجنوب للدفاع عن الثورة الأم في26 سبتمبر 1962م تماما كما انطلق أبناء الشمال لمناصرة ثورة 14 أكتوبر 1963م حتى تحرر هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب وطرد الاستعمار إلى غير رجعة ولما كانت الثورة والوحدة اليمنية مشروعا استراتيجيا تكالبت عليه المؤامرات وكان النظام السعودي بمثابة رأس الحربة في عدوانه المستمر على اليمن في محاولة يائسة لإجهاض أحلام اليمنيين في النهوض الوطني والتنموي الشامل وقد غاب عنه أن إرادة اليمنيين أقوى من محاولات تقسيمه وتجزئته وتركيعه».

قد يعجبك ايضا