أن تأتي للنفير للجهاد متأخرًا خيرٌ من أن لا تأتي

د. علي محمد محمد المطاع
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)
وقال عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم ” اغتنموا الفرص فإنها لا تعوض ”
نظرًا لما يمر به ويعانيه وطننا الغالي من عدوان همجي شرس بغيض حقود على جميع الأصعدة والجبهات ومنها الجبهة التربوية والتعليمية وكذا الحرب الاقتصادية وحصاره المطبق على الوطن برًا وبحرًا وجوًا على مدى ثلاث سنوات وحرب إعلامية جند لها مئات من القنوات والإعلاميين يواكبهم فيها قلة من الحثالة والمنحطين المرتزقة في الداخل. وانطلاقًا من علمي ومعرفتي بأن العدوان يتلقى ضربات وصفعات وهزائم موجعة وخزي وعار في كل جبهات العزة والكرامة والدفاع عن الأرض والعرض يسعى جاهدا إلى تعويض خسائره في الميدان في جبهات أخرى في الداخل بمساندة شرذمة باعوا وطنهم وأرضهم وعرضهم في مقابل فتات من المال المدنس. وانطلاقا من معرفتي وعلمي وإدراكي أن العدوان نقل البنك المركزي إلى عدن واستحوذ على أربعمائة مليار طبعت في روسيا لتغطية مرتبات الموظفين ووضعها في بنك عدن ووظف قلة من شراذمته وعملائه ومرتزقته للمطالبة بالمرتبات من بنك صنعاء الخالي من عروشه الا من الموظفين.
وانطلاقا من علمي ومعرفتي وفهمي أن المطالبة بالمرتبات حق مشروع والكثير من المطالبين صادقين ويعانون الأمرين بسبب انقطاعها والقليل منهم يستغل ذلك لكي يثير البلبلة والقلاقل وربما يدفع لهم العدوان رواتب لكي يعلنوا الإضراب مطالبين بالرواتب مع علمهم ويقينهم عن المسؤول الأول عن حرمان الموظفين من مرتباتهم ويوجهون الرأي العام نحو ضحايا من أمثالهم محرومين ويعانون نفس المعاناة والمأساة وعلى الجميع توجيه بوصلة الغضب إلى وجهتها الصحيحة وهو العدوان وزبانيته وأدواته.
وانطلاقا من علمي ومعرفتي وفهمي أن العدوان وزبانيته وأدواته وجهوا بتحصيل موارد الغاز في مارب والمشتقات النفطية في حضرموت وشبوة وكذا إيرادات المنافذ البرية والبحرية والجوية من جمارك وغيرها إلى البنك المركزي في عدن ومأرب ولا يصل إلى البنك في صنعاء إلا ما تبقى بعد الذبح وتأتي بعد ذلك وسائل إعلام العدوان وقنواته وأدواته لتحرض على الإضراب والمطالبة بالراتب في المحافظات المحرومة من تلك الإيرادات.
وانطلاقا من علمي ومعرفتي وإدراكي بأن ولد الشيخ أعلنها بصراحة ووضوح بأن الرواتب لديه وسوف يسلمها إذا تم تسليم ميناء الحديدة ولكن العدوان وزبانيته وأدواته يحرضون ضعفاء النفوس على المطالبة بالرواتب ممن يدافعون عن الحديدة وصمدوا أمام من يريد احتلالها واستباحتها. وانطلاقا من معرفتي وعلمي وفهمي أن شبح الفساد والمفسدين يعشعش في بعض كواليس الوزارات الايرادية ويرمون تهمة الفساد على غيرهم للتمويه عملا بالمثل القائل (رمتني بدائها وانسلت ) ويغضون الطرف عن فساد لا حدود له في المناطق التي تسيطر عليها حكومة وشرعية هادي. وانطلاقا من معرفتي وعلمي وفهمي بأن هنالك لوبي يقف حجرة عثرة أمام الأجهزة الرقابية وتفعيل القضاء لكي لا يؤدي دوره كما يجب للنيل من الفاسدين والمرتزقة والعملاء من أي حزب أو مكون كائن من كان.
وانطلاقا مما تم سرده وما لم يتم سرده فإني أعلن نفيري واستعدادي للتطوع إلى أي جبهة يكون فيها حضوري مؤثرًا وفعالًا واترك للمعنيين تحديد الأهمية والأولوية ومنها الجبهة التربوية والتعليمية بكل أشكالها ومستوياتها “تدريس إدارة وغيرها” الجبهة التوعوية والثقافية , جبهة التحشيد والتعبئة العامة وأي جبهات أخرى تحتاج إلى ذلك.
ونصيحة مني أوجهها للمرتزقة والعملاء في الداخل واخص بها أولئك الذين قلوبهم ومشاعرهم وأحاسيسهم ومواقفهم مع العدوان أو ما يسمى بالشرعية… لا تحملوا أنفسكم أكثر من طاقتها…لماذا لا تلحقوا أجسادكم العفنة بما تحمل من شحم ولحم ودم فاسد وأطلقوا لها العنان لترحل بعد قلوبكم ومشاعركم وأحاسيسكم ومواقفكم وطالبوا بمرتباتكم ممن أنتم معهم قلبا وقالب… وعموما السكوت عنكم جريمة والجريمة الأكبر هو دفاع الجيش واللجان الشعبية عنكم وأمثالكم وانتم خنجر مسموم في ظهر من يدافع عن الأرض والعرض والعزة والكرامة والإباء وأعلن التحدي لكم أن تقبلوا بالمغادرة إلى حيث قلوبكم ومشاعركم وأحاسيسكم ومواقفكم إلى “المناطق المحررة تحت سيطرة ما يسمى بالشرعية ” طالما وانتم تشكون من ظنك العيش وتكيلون الاتهامات التي كلفكم بها العدوان وزبانيته وأدواته. وكل الترحيب بالرأي والنقد البناء والهادف الخالي من الحقد والكراهية والهمز واللمز بهدف الإصلاح ومحاربة الفساد ورص الصف وتوحيد الجبهة الداخلية الصامدة أمام العدوان ومن منطلق الحرص والمسؤولية.
وختامًا ليعلم القاصي والداني والصديق والعدو والقريب والبعيد أن هذا النفير والتطوع ليس مني فضلا أو منة بل أرى فيه واجباً شرعياً ودينياً وإنسانياً وأخلاقياً وقيمياً ومبدأياً ولا ابتغي من ذلك جزاء ولا شكورا من أحد إلا من الله سبحانه وتعالى الذي أتمنى أن يتقبله كتوبة نصوح وتكفير عن ذنوب وزلات وخطايا وسيئات كبيرها وصغيرها ما ظهر منها وما بطن وما تقدم منها وما استجد ومن تقصير في ما خلقنا الله من اجله وحبا ورغبة وشغفا وقناعة واغتنام الفرصة بذلك وخوفا من التهديد والوعيد بالعذاب في الآية أنفة الذكر ومن الله نستمد العون والتوفيق والله من وراء القصد.

قد يعجبك ايضا