ذكرى ثورة 14 أكتوبر .. تجديد للعهد بين اليمنيين لدحر المحتل الجديد من جنوب الوطن

مراقبون وسياسيون لـ”الٹورة” :

 

لا بد أن نستلهم روح ثورة 14 أكتوبر وتضحيات مناضليها ونحن نواجه احتلال الإمارات والسعودية للمحافظات الجنوبية

نحتفل بأعياد الثورة اليمنية هذا العام ومحافظات الجنوب تعيش حالة من الفوضى الأمنية والقتل والاغتيالات والتفجيرات والصراعات الأهلية التي يغذيها المحتل الجديد

الاستعمار في صورته الجديدة أراد تقسيم الوطن إلى ست دويلات تحت مسمى الأقلمة وعندما فشل في ذلك شن عدوانه الغاشم

استطلاع/
أسماء البزاز

قال مراقبون وسياسيون إن احتفال الشعب اليمني بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر للعام الثالث على التوالي في ظل عدوان عالمي على اليمن وحصار اقتصادي وحرب مستمرة يجعلنا نستحضر من جديد روح الثورة والكفاح من اجل دحر المحتل والغازي الجديد (السعودية والإمارات )كأدوات للاستعمار القديم والاستعداد للتحرير الثاني لجنوبنا الغالي من دنس الغزاة الجدد ومرتزقتهم من العملاء من باعوا أنفسهم لمال الغازي والمحتل ..وفي الاستطلاع التالي أحاديث لمراقبين حول المناسبة تتوقد بالروح الثورية المقاومة..نتابع ما قالوه:

المحلل السياسي زيد الغرسي أوضح بأن الاحتفال بالذكرى العظيمة لتحرير جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني يأتي ونحن نعيش عدوانا ظالما على اليمن واحتلالاً جديداً لجنوبه من قبل إعراب الخليج ومن خلفهم أمريكا لنستلهم من هذه الذكرى تاريخ الثوار العظماء من أبناء الضالع ولحج وعدن وأبين والبيضاء وصنعاء وكل المحافظات اليمنية الذين رفضوا الاحتلال البريطاني وقاوموه رغم قلة إمكانياتهم لكن الحرية والعزة والكرامة هي التي جعلتهم يسطرون اروع البطولات وهزموا الامبراطورية البريطانية و المدينة التي لا تغيب عنها الشمس وهذا ما ينبغي ان نستفيد منه كدروس في مواجهة العدوان والاحتلال .
انعدام الحياة الكريمة
وأضاف الغرسي قائلا : أن هذه الذكرى تأتي والجنوب في وضع لا يحسد عليه حيث الفوضى الأمنية والقتل والاغتيالات والتفجيرات والصراعات والحروب الأهلية تشهدها المحافظات الجنوبية بشكل يومي . بالإضافة إلى انعدام الحياة الكريمة للمواطن هناك فلا كهرباء ولا ماء ولا مستشفيات ولا مرتبات ولا استقرار بل أكثر من ذلك فالأمراض منتشرة ومياه الصرف الصحي تغطي شوارع عدن ونهب للبيوت والمحلات التجارية منذ دخول الاحتلال إليها قبل حوالي عامين ونصف .
رسالة للجنوب
مبينا أن كل تلك الإرهاصات والمنغصات رسالة لإخواننا في الجنوب ..متسائلا :
ألا يدفعكم تدهور الوضع الحالي إلى الثورة ضد المحتل الإماراتي السعودي الأمريكي بعد كل المآسي التي تعيشونها ؟ ألا يكفي عامان ونصف من الاحتلال وسفك الدماء وتدمير الحياة لتخرجوا ضد المحتل الذي افسد كل شيء؟ فثورة أكتوبر محطة للجميع لتشكل بداية انطلاقة صحيحة في وجه الاحتلال ومواصلة ثورة لبوزة وعبدالفتاح اسماعيل والجاوي وكل الأحرار والشرفاء الذين سجلوا تاريخا مشرقا لليمن سيخلد عبر الأجيال وليس عيبا أن نصحح مواقفنا تجاه بعضنا كيمنيين في الجنوب والشمال فقد اثبت العدوان انه يستهدف الجميع في كل المناطق اليمنية بلا استثناء حتى التي يدعي انه حررها .فليس هناك إلا طريق التوحد وتكاتف الجهود الوطنية والشريفة لطرد المحتل والانتصار على العدوان وبعدها لكل حادث حديث .
الاستفادة التاريخية
أمة الملك الخاشب – ناشطة وكاتبة – ترى أن الفرحة الكبيرة للاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر لن تتحقق إلا بالانتصار على الاحتلال اليوم لنستفيد تاريخيا من عظمة الثورة .
كيان سياسي
من جانبه يقول العقيد خالد الشايف – مدير مطار صنعاء الدولي : احتلت بريطانيا جنوب الوطن من عام 1839م حتى جلاء آخر مستعمر بريطاني في عام 1967م أي ما يقارب القرن والربع من الزمن وخرجت بريطانيا من جنوب الوطن تاركة الجنوب اليمني مقسماً بين 21 مشيخة وسلطنة ودويلة كل منها لها علمها الخاص وجوازها الخاص وعندما جاءت ثورة 14 من أكتوبر قامت بطرد المستعمر البريطاني وتوحيد جنوب الوطن كله في كيان سياسي واحد وحصل هذا الكيان بعد قيام ثورة 14 من أكتوبر على اعتراف دولي وإقليمي.
وتابع :من المؤسف بعد كل تلك التضحيات أن تأتي هذه المناسبة هذا العام وبعض محافظات جنوب الوطن تخضع من جديد للاستعمار الإماراتي والسعودي وفي ظل عدوان غاشم يستهدف كل شبر في هذا الوطن الغالي ولم يسلم منه حتى الشجر والحجر .
المخططات الاستعمارية
واستطرد الشايف قائلا : إن الاستعمار في صورته الجديدة أراد تقسيم الوطن إلى ست دويلات تحت مسمى الأقلمة وعندما فشل في ذلك شن حرباً مدمرة وعدواناً غاشماً واستخدم القوة المفرطة والأسلحة المحرمة دوليا واستقدم عصابات ومرتزقة العالم ولكن بفضل الله وصمود شعبنا العظيم وبسالة وشجاعة جيشنا ولجاننا الشعبية تم إفشال كافة المخططات الاستعمارية وان شاء الله يأتي عيد 14 من أكتوبر العام القادم وقد تحقق النصر على الأعداء الغزاة وتحرير كافة المحافظات اليمنية.
ما أشبه الأمس باليوم
زيد البعوة – محلل سياسي اعتبر ان ثورة الرابع عشر من أكتوبر تمثل منعطفاً تاريخياً عظيم في حياة الشعب اليمني وعندما نحتفل بهذه الذكرى في كل عام فإننا نحتفل بتاريخ مجيد وثورة عظيمة ونحتفل باستقلال الوطن على أيدي اليمنيين ونحتفل بطرد المستعمرين من على تراب وطننا الغالي أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر تعتبر من أعظم الثورات ليس فقط على مستوى العالم العربي واليمن بل على مستوى العالم لأن هذه الثورة استطاعت ان تطرد جيش اعتى امبراطورية في ذلك العصر حيث استطاع اليمنيون طرد المستعمر البريطاني من جنوب اليمن الذي ظل جاثماً على صدورهم لعشرات الأعوام على أيدي اليمنيين .
وقال: من هذه الثورة نستطيع أن نأخذ العبر والدروس ونمضي على ما مضى عليه أجدادنا في ثورتهم ضد أي مستعمر وضد أي عميل في كل زمان ومكان وما أحوجنا اليوم إلى القيام بثورة شعبية مسلحه ضد المستعمرين الجدد الذين يستعمرون جنوب اليمن من آل سعود والإمارات والأمريكيين الذين ينهبون ثروات الجنوب ويستعبدون أهله ويحتلون جزيرة سقطرى وجزيرة ميون وميناء عدن ويسيطرون على باب المندب ويتحكمون في شؤون الجنوبيين السياسية والاقتصادية والعسكرية بدون وجه حق .
تراب الوطن
وتابع البعوة : إنه عندما يحتفل الشعب اليمني بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر في ظل عدوان عالمي على اليمن وحصار اقتصادي وحرب مستمرة في الوقت الذي الجنوب اليمني يرزح تحت الاستعمار من جديد ليس من قبل بريطانيا بل من قبل دول عربية بقيادة أمريكا فاحتفالنا بهذه الذكرى المجيدة هذا العام يجب ان يكون احتفالاً عملياً وليس شكلياً يعني علينا أن نعد أنفسنا وان نتمتع بروح ثورية عالية يكون من أولوياتها تحرير الجنوب وطرد المستعمرين وان نحمل روحية راجح لبوزة الذي قاد ثورة الـ14 من أكتوبر من جبال ردفان حتى استطاع أن يطرد آخر جندي بريطاني من الجنوب وهذا ما سيحصل قريباً بإذن الله سيتمكن شعبنا من جديد من طرد هؤلاء المستعمرين من على تراب وطننا مهما كانت الظروف.
مسيرة النضال
من جهته أوضح أستاذ الدراسات التاريخية بجامعة صنعاء الدكتور أحمـد المخـلافي أن مسيرة النضال والكفاح لشعبنا الوطني بدأت من أوج التاريخ ، وابرز أنواع النضال كان ضد المستعمر البريطاني في ثورة أكتوبر من أجل نيل الحرية والاستقلال إلى مطلع ستينيات القرن الماضي، كما قد يعتقد البعض ‘ وإنما كان للمقاومة الوطنية اليمنية تاريخاً يرجع إلى عهد بعيد ، إلى زمن الاحتلال ذاته ،ولكنها بدأت عفوية وغير منظمة فقد حدثت أول انتفاضة في عدن عام (1840م) أعقبها الثوار بهجوم مباغت على الانجليز في عدن عام (1846م)، واستأنس سلطان لحج بالمقاومة.. فلم يلبث أن نصب نفسه حاكماً على (لحج) عام (1849) ثم أعلن مساندته للثوار وطالب باستعادة عدن وخاض الثوار معركة دامية غير متكافئة مع الانجليز بالقرب من الشيخ عثمان عام (1858) ولكن نتائجها لم تكن لصالح الثوار وأسفرت عن اعتراف سلطان لحج بالسيطرة الانجليزية على عدن في الوقت الذي رفض الثوار مثل هذا الاعتراف واستمروا بالمقاومة وقام الانجليز بتنظيم حملات قمع ضد هؤلاء الثوار، والتنكيل بهم في كل المناطق التي كان لتجمعاتهم تواجد فيها وهو ما أكده الباحث التاريخي (لوتسكي)، في مؤلفه (تاريخ الأقطار العربية الحديث).
جلال الثورة
وأضاف المخلافي : إنه وفي خمسينيات القرن العشرين تأثر الأهالي بخطابات جمال عبد الناصر والأغاني الثورية الصادرة عن إذاعة القاهرة، وكان لسياسات الإنجليز التعسفية والمتجاهلة لمطالب اليمنيين دور رئيسي في تنامي تلك المشاعر وبالمقابل كان لوجود بنية مؤسسية لمنظمات المجتمع المدني أثر كبير على المطالبين بإسقاط حكم الإمامة في شمال البلاد, فتزايدت أعداد النازحين من الشمال، مما سبب قلقا للمستعمر البريطاني فعرض إقامة ما عرف بإتحاد الجنوب العربي، عام 1962م ثم انضمت إليه ولاية عدن عام 1963م ثم خمس سلطنات أخرى عام 1964م ورفضت سلطانات حضرموت والمهرة الاندماج في وحدة فيدرالية فيما بينهم أملا في تخفيف حدة المطالب الداعية للاستقلال الكامل،
الأجيال القادمة
وأكد المخلافي أن انتقال الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني من الريف إلى المدينة ساهم ذلك في تفجير ثورة أكتوبر وتحقيق الاستقلال حيث مثل هذا الانتقال العملية الفدائية النوعية التي نفذها) خليفة عبد الله حسن خليفة) في 10 ديسمبر 1963م بتفجيره قنبلة في مطار عدن في إطار الكفاح ضد الاحتلال البريطاني، وأسفرت عن إصابة المندوب السامي البريطاني (تريفاسكس) بجروح ومصرع نائبه القائد جورج هندرسن، كما أصيب أيضاً بإصابات مختلفة 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد الذين كانوا يهمون بصعود الطائرة والتوجه إلى لندن لحضور المؤتمر الدستوري الذي أرادت بريطانيا من خلاله الوصول مع حكومة الاتحاد إلى اتفاق يضمن الحفاظ على المصالح الإستراتيجية لها في عدن وأعاقت هذا المؤتمر ومثلت تلك العملية الفدائية البداية التي نقلت الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني من الريف إلى المدينة.
ومضى يقول :في 11 ديسمبر 1963م صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، قضى بحل مشكلة الجنوب اليمني المحتل وحقه في تقرير مصيره والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني. وفي عام 1965م اعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وبدأت في 7 فبراير 1964م أول معركة للثوار اليمنيين استخدموا فيها المدفع الرشاش في قصف مقر الضابط البريطاني في ردفان، لحج ، وفي 3 أبريل 1964م شنت ثماني طائرات حربية بريطانية هجوماً عدوانياً على قلعة حريب، في محاولة للضغط على الجمهورية العربية اليمنية، لإيقاف الهجمات الفدائية المسلحة التي يشنها فدائيو الجبهة القومية من أراضيها ، و قد أعلنت بريطانيا في 2 أكتوبر 1965م عن عزمها البقاء في عدن حتى عام 1968م مما أدى لانتفاضة شعبية عنيفة ضد البريطانيين في المدينة أسفرت عن خسائر كبيرة بشرية ومادية حتى تحققت ثورة أكتوبر ، الثورة التي ستظل حية في قلوبنا ومعلمة لكل الأجيال القادمة ضد كافة أنواع الاحتلال .

قد يعجبك ايضا